هل موهبة الطفل وراثة ؟
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

هل موهبة الطفل وراثة ؟ Emptyهل موهبة الطفل وراثة ؟

قلبي يهواك
قلبي يهواك
 نُشر في الجمعة 30 يوليو 2010 - 17:51

سارة محمد عيسى - ماجستير علم نفس تربوي - أكد العالم (ترمان) أن هذه المسألة (وراثة الموهبة) أمر يتعذر حسمه, لأن من الصعوبة دراسة الوراثة لسمات الشخصية لدى الأفراد. وعلى العموم فالموهبة شأنها شأن جميع الخصائص الجسمية أو السيكولوجية, مرتبطة بالتأثير المتبادل بين النموذج الوراثي والوسط البيئي ولم ينف شخص أن بإمكان البيئة أن تساعد على نمو الموهبة, كما أنها تسهم بإنطفائها.ونصل إلى نتيجة هي: بأن عاملا الوراثة والبيئة يلعبان دوماً جنباً إلى جنب, فالوراثة هي التي تخلق الأستعدادات, والبيئة إما أن تفجر هذه الأستعدادات وتنميها إذا توفرت فيها السبل والإمكانات اللازمة, إما أن تطفؤها إذا كانت بيئة جاهلة فقيرة الإمكانات والخدمات الإرشادية والإجتماعية.
فالرعاية الإجتماعية عبر التاريخ كانت مثلاً لدى أفلاطون باهتمامه بالأطفال الموهوبين, ففي الجمهورية كان يقوم باختيار الأطفال الموهوبين حتى من الأسر المتدنية ( الفلاحين والصناع ) ويزودهم بالمعارف والأهتمام الخاص لاعتقاده بأن الاستعدادات موجودة لكن البيئة هي التي إما أن تنميها أو تطفؤها.
وهنا يطرح السؤال نفسه: لماذا هناك ضرورة ملحة للأهتمام بالموهوبين؟...
يؤكد العلماء على أن الجنس البشري دون استثناء سوف يحقق مكاسب لايمكن تصورها إذا أحسن استغلال القوى المميزة التي منحها الله لبعض عباده, إذا ما تم تطوير الطاقات المبدعة الخلاقة التي يتحلى بها الموهوبون, وذلك مرهون بتهيئة الجو الذي يساعد على تفجير تلك الطاقات, لتعبر عما هو دفين بها من مواهب واستعدادات خاصة, ويجب التأكيد على ضرورة تهيئة مجالات العمل المناسبة لهذه الفئة المميزةبعد الانتهاء من مرحلة التعليم والتدريب والإعداد, حتى يمكن استغلال مواهبهم وقدراتهم, وإبعادهم عن الأعمال الروتينية التي تخنق الإبداع.
1. الرعاية الأسرية:
من الحقائق العلمية المتداولة أن التربية المبكرة للطفل خلال السنوات الأولى من عمره, تترك بصماتها على شخصيته, وعلى بعض أنماط سلوكه, وهذا ما جعل العلماء وخبراء التربية يولون الرعاية الأسرية أهمية خاصة فالأسرة هي البيئة الأولى التي يمارس فيها الفرد حياته, ولايمكن إنكار من دور هام في اكتشاف الموهوبين من أبنائها والأخذ بينهم من خلال تقديم وسائل الرعاية اللازمةلتنمية قدراتهم وامكاناتهم ومواهبهم, وتلبية حاجاتهم ومطالبهم. ومن واجب الآباء عدم السخرية من أفكار الطفل وأسئلته, وذلك حتى لا يخاف من التعبير عن أفكاره, أو يتردد في الإعلان عنها,
ويجب التأكيد على أهمية حب الاستطلاع لدى الطفل وتعويده على التعامل مع المحيط الذي يعيش فيه, فهذا يشعره بالرضى والاطمئنان.
وهناك بعض الملاحظات والتوجيهات والتوصيات التي تساعد الأسرة في القيام بدورها:
1. من المهم أن تعمل الأسرة على ملاحظة الطفل بشكل منتظم, وأن تقوم بتقيمه بطريقة موضوعية وغير متحيزة حتى يمكن اكتشاف مواهبه الحقيقية والتعرف عليها في سن مبكرة, والإلمام بما لديه من استعدادات وامكانات وقدرات, لأن الفشل في التقييم يؤدي إلى خطئين:
- إما أن يبالغ الآباء في تقدير مواهب أبنائهم بدافع التباهي والتفاخر, مما يوقع الأبناء في مشاكل متعددة, بسبب إلحاح الآباء على ضرورة الحصول على مستويات مرتفعة من التحصيل أعلى مما يقدر عليه البقية, ونظراً لأن مستويات الأبناء متدنية, قد يفشلون في تحقيق طموحات الآباء, مما يؤدي بهم إلى اختلال مستوى الإتزان الانفعالي والاحباط والشعور بالذنب.
- أحياناً ما يحدث العكس, حيث يشعر الموهوب في قرارة نفسه بعدم اكتراث آبائهم وتجاهلهم لمواهبهم وقدراتهم, بسبب سوء التقدير, وانعدام الفهم, أو الانشغال بالمصالح الخاصة, أو بسبب الجهل, مما يؤدي بالموهوب إلى المعاناة والكبت والحرمان.
2. من الضروري التعرف على المواهب في سن مبكرة, وذلك يضع على عاتق الأسرة مسؤولية كبيرة ,مما يساعد على ملاحظة الأبناء لفترة طويلة خلال مراحل نموهم المتعددة.
3. يحتاج الطفل الموهوب من أسرته على وجه الخصوص إلى توفير الامكانيات المناسبة, وتهيئة الظروف الملائمة, وتوفير الوسائل الكفيلة بتنمية قدراته العقلية ومواهبه الكامنة, ويمكن توفير ذلك بأساليب بسيطة ومحدودة. مثال: اللعب, الرسم, الكتابة,... .......
4. يمكن للآباء المساهمة في تنمية الوعي الجمالي والقدرات الإبداعية والإبتكارية من خلال الأحداث اليومية التي تمر بهم. مثال: رؤية منظر طبيعي كشروق الشمس, زيارة حديقة وملاحظة النباتات والزهور , وكل ماله علاقة بالطبيعة الحسية.
5. يجب أن تنظر الأسرة إلى الطفل الموهوب نظرة شاملة, أي لايتم التركيز على القدرات العقلية أو المواهب الإبتكارية والإبداعية فقط,, وإنما يجب الأخذ بعين الأعتبار حقوقهم التي يجب أن يمارسوها كغيرهم من الأطفال العاديين.
ويمكن في مجتمعنا المسيحي الأستعانة بكاهن مرشد إذا وجد الأهل صعوبة القيام بدورهم كاملاً كما ذكرنا آنفاً بسبب عوامل الجهل,أو نقص الخبرة, أو قلة التدريب, أو الافتقار إلى المعلومات السليمة, أو تعرض الطفل لعوامل الحرمان المتنوعة. بالإضافة لمساعدة جمعيات التعليم المسيحي التي لابد من وجود مشؤولون قادرون على ملاحظة وإرشاد الطفل لتنمية مواهبه وتطويرها بطريقة سليمة بالوسائل المتاحة.
كما يلعب الأهل دور هاماً في رقابة وسائل الاعلام لما يتلقاه الطفل من مبادئ تساعده على التكيف مع حياة الجماعة, والاندماج في معطياتها الثقافية,ولقد أخذ التلفزيون أهمية خاصة في مجال التنشئة الاجتماعية, فما كان يكتسب سابقاً بتوسط العائلة أو المدرسة يتم اكتسابه اليوم وتلقيه عن طريق الشاشة الصغيرة.
كما أن الأفلام التي يراها الطفل عبر الشاشة الصغيرة يمكن أن تساعده وتوصله لحل مشاكله, فعندما يواجه الطفل مشاكل حياتية صعبة, فإنه يستطيع أن يجد عبر الشاشة ما يجعله قادراً على حلها, وخصوصاً بعد تنوع القنوات وانفتاحها على العالم. فوجود أحد الراشدين لمشاهدة البرامج المفيدة للطفل أمر هام جداً, الأم أو المعلمة تدفع الطفل وتشجعه لمتابعة هذه الأنواع من البرامج. ولمجلات الأطفال الدور الهام في تنمية قدراتهم العقلية والذهنية, من خلال حل الألغاز أو قراءة القصص التي تحتويها, وغالباً ما يرغب في اقتناء
هذه المجلات منذ صغر أعمارهم لما بها من عوامل الإثارة والجذب.
هناك دور أساسي يجب إعطاءه لأهمية اللعب للطفل الموهوب فألعاب الأطفال تساعده على الحركة وتنمي ملكة الأهتمام لديه, وتنشط نموه, والأم الواعية تختار لطفلها من الألعاب ما يتناسب مع عمره ووعيه, ثم تدعه يحل اشكالاته بنفسه, لتنمي لديه روح الاستقلالية والاعتماد على النفس, وبعد نمو الطفل العقلي ووصوله إلى عمر معين تسمح له باختيار لعبه بنفسه, وتبقى مهمة الأم مهمة اشرافية فقط.كما أن اللعب الحديثة مصممة بطرق فنية تساعد على تدريب الطفل وتعليمه وتوسيع مداركه.كما أن للمدرسة دورها الفعال في هذا المجال فالمدرسة تتابع الطفل في المدرسة وتوجه لعبه توجيهاً دقيقاً بما يتفق ومواهبه.
و بالإضافة للألعاب العادية هناك الألعاب التلفزيونية, إن النشاط الذي يقوم به الأطفال عند لعبهم ينمي قدراتهم ومواهبهم الجديدة التي لم تستثمر بعد, فهم يكتسبون سرعة كبيرة في مجال المعرفة العلمية, كما أن الطفل أثناء لعبه بالألعاب التلفزيونية يشعر بشخصيته واعتزاز ثقته بنفسه فهو يحرك الأبطال بيديه ويتفوق ويكسب اللعبة.
2. الرعاية المدرسية ( التعليمية):
إن لدور المدرسة أهمية بالغة في الكشف عن المواهب والقدرات الإبتكارية والإبداعية, وتنميتها وتطويرها, فالمدرسة هي البيئة الاجتماعية التعليمية التي يمضي فيها الأطفال جزء غير بسيط من أعمارهم من أجل التزود بالخبرات الاجتماعية, والتدرب على صقل مهاراتهم, ويمكن للمدرسة أن تقدم الكثير في مجال اكتشاف الموهوبين عن طريق مساعدة التلاميذ على التعامل مع المواهب التي يتميزون بها, وإن لم يتم ذلك, فإن القدرات والمواهب التي يتم كبتها بالنظم التعليمية التقليدية, وعدم السماح بفرص التعريف بها, يؤدي إلى عدم الوعي بها, والخوف دون الكشف عنها, ثم إهمالها.
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية