ذرح - زياد الطويسي - تأمل منطقة
الجرباء التابعة لقضاء أذرح بمحافظة معانان تتحول الى مقصد سياحي يعيد
لها ألقها التاريخي الذي شهدته في فترات متعددة من تاريخ الحضارات الماضية.
وتمتاز
الجرباء بوجود دلائل على غنى أثري تمثل بوجود انتشار للفخار القديم في
أنحاء متعددة من جبلها، إضافة إلى وجود خربة أثرية وصخور بأشكال مختلفة
واحافير ومغر تدل على تواجد بشري فيها منذ القدم.
ويأمل مواطنو قضاء
أذرح ومنطقة الجرباء بتحول آثار قريتهم إلى مقصد سياحي في ظل وجودها ضمن
منطقة أثرية شهدت تواجدا للبشرية منذ القدم وفي ضوء قربها من مواقع أثرية
هامة كالبترا.
ويقول رئيس بلدية الأشعري سالم المراعية أن الجرباء
وقضاء اذرح عامة من المناطق التي تتميز بوجود أثري يعود لمختلف الحضارات
ما يتطلب إحياء الحياة السياحية فيها لإضفاء مزيد من النشاط في المنطقة
وإضافة رافد اقتصادي جديد لسكانها، مبينا بأن البلدية قامت بمساع عدة بهذا
الخصوص.
ويشير مدير أثار معان هاني الفلاحات بأن الجرباء تعد امتدادا
لاذرح التي كانت محطة تجارية نبطية على طريق الشام ومركزا لانطلاق العديد
من القوافل التجارية، وتتميز بأنها غنية بالآثار التي تعود لمختلف العصور.
ومن
أبرز مواقعها الأثرية فيها بحسب الفلاحات خربة الجرباء، وأبراج المراقبة
وبقايا قنوات ماء، إضافة إلى وجود أبراج لمراقبة القوافل لأغراض عسكرية.
ويؤكد
الفلاحات بأن منطقة الجرباء وقضاء اذرح بشكل عام منطقة كانت تزخر بالتجارة
تاريخيا، إلى جانب أنها كانت تشتهر بنشاط زراعي مميز نتيجة كثرة مصادر
المياه فيها.
ويبن بأن الجرباء كانت إحدى أهم مصادر تمويل بيت
المسلمين، وشهدت حادثة التحكيم في الفترة الإسلامية وتحديدا في الجبل
الواقع بينها وبين أذرح، وقد تحولت إلى حامية عسكرية بعد احتلال الرومان
للبترا وبنائهم المعسكر الروماني في اذرح.
وفيما يتعلق بإجراء
المسوحات الأثري فيها يؤكد الفلاحات بأن المنطقة شملت بعدة مسوحات أثرية
نفذتها بعثات محلية وأجنبية خلصت إلى وجود غنى أثري في المنطقة وعدد من
المعالم وفخار يدل على استمرار الوجود البشري فيها منذ عصور ما قبل
التاريخ.
وكانت سياحة معان قد أعدت مخططا لمنطقة قضاء أذرح وذلك ضمن
خطة عمل الوزارة، فضلا عن التوصية بإقامة مركز للزوار نتيجة لحاجة المنطقة
الماسة له.