نُشر في الإثنين 7 مارس 2011 - 4:35
مشكلة تأجيل الواجبات المدرسية
من المعروف أن العديد من الأطفال يتقاعسون عن أداء واجباتهم المدرسية ،
فيؤجِّلون كتابة تمارينهم وحفظ دروسهم بحجة إنجازها فيما بعد ، إن هذا
الأمر سيسبب الكثير من المشكلات للأطفال ، ويجعل مستوى تحصيلهم الدراسي
أقلّ بكثير من زملائهم المجدّين .
يقول الأختصاصيون في تربية الأطفال : إن عادة التأجيل هذه يمكن التخلص
منها باكتشاف السبب الحقيقي الكامن وراء هذه العادة ، ثم وضع خطة مناسبة
للتغلب عليها ، وهذا الأمر سيعزز ثقة الطفل بنفسه وبمقدراته .
أسباب المشكلة :
هناك عِدّة أسباب شائعة تكمن وراء عادة التأجيل عند الأطفال ، وهي :
الأول : ضعف الحافز :
فالطفل الذي يكون الحافز لديه ضعيفاً تجاه الدراسة ، يمكن التعرف عليه
بسهولة ، لأنه لا يهتم أبداً بإنجاز مهمته ، ولا يقدِّر في الواقع الفوائد
والنتائج الإيجابية للواجبات المدرسية التي تنجز بشكل جيد ، وكل هذا يكون
في النهاية نتيجةً للإهمال واللامبالاة ، وعدم اكتراث الطفل بالتعلم لأجل
نفسه ، أو حتى ليكون فرداً جيداً في نظر الآخرين .
الثاني : التمرد :
فالطفل المتمرِّد يؤجِّل وظائفه ، أو يحاول التملُّص منها كنوع من
المقاومة لبعض الضغوطات التي يتعرض لها في منزله ، وكطريقة لمعاقبة والديه .
الثالث : عدم التنظيم :
فالطفل المهمل غير المنظم لا يجد دائماً كل الأدوات التي يحتاجها
لإنجاز واجباته ، فقد يترك أحد كتبه ، أو دفتر الملاحظات لديه في المدرسة ،
ولذلك نجده دائماً يبحث عن أشيائه الضائعة ، وهذا ما يسهم في تأخير إنجازه
لدروسه وتمارينه .
الرابع : كره المادَّة :
بعض الأطفال يؤجِّلون ، أو حتى يتوقفون عن قراءة كتب أو قصص يجدونها
مملة ، وهكذا هو الحال بالنسبة للطفل الذي يكره مادة من المواد الدراسية ،
فيستمر في تأجيلها إلى أن يكتشف أنه لم يعد أمامه متسع من الوقت .
حَلّ المشكلة :
قد لا تنطبق طريقة واحدة على كل الأطفال الذي يميلون إلى تأجيل المهام
والوظائف المترتبة عليهم ، ولكن مع ذلك ، هناك بعض الوسائل التي قد تساعد
الأهل في جعل طفلهم يتغلب على هذه العادة السيئة ، ونذكر منها :
أولاً : المراقبة :
في البداية يجب أن يدرك الأهل ماهيَّة المشكلة التي يتعاملون معها ،
ويراقبوا طفلهم ليلاحظوا نوع التأجيل عنده ، ثم عليهم أن يفكروا بما شاهدوه
، وأي سبب من الأسباب السابقة يمكن أن ينطبق عليه ، فهل يمكن أن تكون
خلافات في المنزل مثلاً ؟ .
ثانياً : العطف والحنان :
من الناجح أن يوفّر الأهل لطفلهم شيئاً من العطف والحنان ، وبدلاً من
توبيخه ، يمكن محاولة معرفة حاجته وميله إلى تأجيل واجباته ، أي يجب
التعاطف مع الأمور التي يعاني منها حتى لو كان هو من يسببها لنفسه .
ثالثاً : التواصل مع المدرسة :
يجب معرفة وضع الطفل النفسي في مدرسته ، وطبيعة تصرفاته ، لأن هذا
يساعد الأهل على التعامل بسهولة أكبر معه ، وعلى الأهل أن يدركوا أن توتر
الطفل واكتئابه قد يؤديان إلى التأجيل ، وقد يكون تأجيل الواجبات أيضاً
نتيجةً لخلافات عائلية .
رابعاً : القدوة :
ليس على الأهل أن ينتظروا طفلهم لكي يحل مشكلته بنفسه ، فإذا كان أحد
الأبوين يؤجل القيام ببعض الأمور فإن الطفل سيقلده بشكل تلقائي ، أي : أن
أسلوب الحياة المتَّبع في البيت هو الذي يؤثر في الطفل وتربيته بالدرجة
الأولى .
خامساً : المشاركة :
الطريقة التي تجعل الطفل يشارك بدلاً من أن تبدو وكأنها توجهه هي
الأفضل ، ففي لحظة سعيدة يمكن القول للطفل : ما الذي يمكننا فعله لنساعدك
على إنجاز واجباتك المدرسية في وقتها ؟ .