كيف يتصل الطفل بالآخرين ؟
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

كيف يتصل الطفل بالآخرين ؟ Emptyكيف يتصل الطفل بالآخرين ؟

avatar
شملت والنيه اربد
المدير العام

المدير العام
 نُشر في الإثنين 7 مارس 2011 - 4:32

كيف يتصل الطفل بالآخرين ؟


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يلجأ الطفل إلى الاتصال بالآخرين منذ أيامه الأولى عن طريق البكاء أو
الابتسام ، والحقيقة أنَّ عدم قدرة الطفل على الحركة والكلام خلال السنة
الأولى من عمره يمنعه من لفت انتباه الآخرين إليه ، وشرح رغباته لهم ، فعن
طريق البكاء والابتسام يتمكَّن الطفل من التفاعل مع البيئة التي يعيش فيها ،
ويستخدم هذه الأشكال من الاتصال ، ليُجيب عن المنبهات والدوافع التي
يتلقاها من الوسط المحيط به .
وهو لا يملك أيَّة وسيلة أخرى للاتصال غير البكاء ، عدا ما يرتسم على وجهه من تعابير ، ولذلك ينبغي لأمه أن تعرف كيف تفسِّر صراخه .
البكاء وأنواعه :


في الواقع أن بكاء الطفل يؤدي غرضاً أساسياً ، وهو دعوة الناس إلى
الاقتراب منه ، لأنها الوسيلة الوحيدة المتاحة للوليد من أجل إشعار الآخرين
بحاجاته الجسميَّة أو العاطفية ، ومن الممكن تقسيم البكاء الذي يلجأ الطفل
إليه بعد الولادة مباشرة إلى أنواع ثلاثة :
النوع الأول :


وهو يتميَّز بطابع منخفض غير منتظم يأخذ بالارتفاع والانتظام ، ويرتبط
هذا النوع من البكاء في معظم الأحوال بالجوع ، أو بالانزعاج الجسمي ،
الناجم عن الحرارة أو البرد مثلاً .
النوع الثاني :


وهو يتمثل في نشج غاضب يتميَّز عن النوع الأول بطول مدَّته ، وينشأ عن عدم قدرة الطفل على تحريك نفسه حسبما يرغب .
النوع الثالث :


وهو يرتبط بالألم ، ولذلك ينبغي للأم أن تعرف كيف تميِّز هذا النوع من
البكاء ، إذ ربَّما تطلَّب حضور طبيب ، والبكاء المرتبط بالألم يبدأ بصورة
فجائية وبصوت عال ويعقبه لهاث قصير .
والطفل لا يختار النوع المناسب من البكاء للإفصاح عن ذاته ، فهو لم
يكتسب القدرة على ذلك بعد ، بل هو يكتفي بالتفاعل بطرق مختلفة ، بحسب
الظروف التي تثيره ، وذلك لإشعار الآخرين باعتراضه المسموع على الجوع
والظمأ والبرد والحرِّ والألم ، فالطفل يهدف أن ينقل بغرائزه إلى الآخرين
رسالة ينبغي تفسيرها بصورة صحيحة ، حتى يتمكن الآخرون من مساعدته قدر
المستطاع .
ويُعدُّ البكاء اللغة الأولى للطفل ، إذ حتى لو لم يكن البكاء معبِّراً
عن شيء خاص بصورة دقيقة ، فهو يعد دائماً شكلاً من أشكال الالتماس ، ولذلك
من المستحسن الإسراع إلى الطفل بغية مراقبته ، ومعرفة سبب بكائه ، وفي
البداية يكون البكاء تلقائياً معبراً عن مجموعة من المنبهات العضوية التي
تدفع الطفل إلى الانفجار بالبكاء دون ما سبب معيَّن .
وبمرور الزمن ، وبعد أن يهرع أبواه مراراً لإرضاء حاجاته ، يكتسب بكاؤه
طابعاً معيَّناً ، وينشأ إذ ذاك عن قصد معيَّن تثيره معرفة الطفل للنتائج
التي يؤدِّي إليها بكاؤه ، وعلى الأم أن لا تلجأ إلى إخراج طفلها من مهده
وحمله عندما يطلق صوته في البكاء فحسب ، فهذا خطأ ترتكبه الأم ، لأنها بذلك
تغرس في نفسه فكرة خاطئة ، مفادها : أن البكاء وحده هو سبيله للاتصال
بأبويه .
وفي الحقيقة أن هناك آراء متعدِّدة في التعامل مع الطفل الباكي ، فمن
الناس من يرى أن يترك الطفل يبكي ، وحجَّتهم في ذلك أن الهرع إليه بصورة
مستمرة قد يفسده ، وهناك فريق آخر من الأمَّهات يستبد الخوف الشديد بهنَّ
لدى بكاء الطفل ، فيبذلن كل ما في وسعهن لتلبية حاجاته .
والقول الفصل في ذلك - كما هو الحال دائماً - أن خير الأمور أوسطها ،
وهذا ما أثبتته التجربة ، فلا بأس في التعرف على أسباب البكاء عند الطفل
قدر المستطاع ، ولكن ينبغي عدم مواساته ساعات طويلة بعد إرضاء حاجاته
الأساسية .
الابتسام :


أما النوع الآخر من أشكال الاتصال ، الذي يلجأ الطفل إليه فهو الابتسام ،
والابتسامة هي استجابة اجتماعية خاصة ، والطفل لا يلجأ إليها لإيجاد
الاتصال مع الآخرين ، بل للمحافظة على هذا الاتصال .
فالأم تزيد من اهتمامها بالطفل بسبب ابتسامه ، وتنشأ إذ ذاك رابطة
المحبة الأولى بينها وبينه ، وإذا كان البكاء يرتبط بحاجات الطفل الجسمية
فالابتسام يرتبط بحاجاته العاطفية ، والحق أن بَسْمة الطفل عند الولادة
تمثِّل إطلاقاً عفوياً لمشاعره ، أكثر منها استجابة مرتبطة بمنبِّهات
خارجية خاصة ، ومع نموِّ الطفل تتخذ البسمة العفويَّة طابعاً اجتماعياً ،
فيشرع الطفل إذ ذاك بالابتسام للوجه الذي يألفه .
وحقيقة الأمر أن الطفل يظلُّ يبتسم حتى الشهر السابع في أي وجه ، سواء
أكان ذلك الوجه معروفاً لديه أم كان غير معروف ، وباسماً كان ذلك الوجه أم
عابساً ، وفيما بعد ذلك ترتسم الابتسامة على شفتي الطفل عندما تقع عيناه
على وجهٍ باسم ، سواء أكان ذلك الوجه لأحد أفراد أسرته أم كان لشخص يُحبُّه
الطفل .
أمّا الأم فيسعدها كثيراً أن تكتشف بأن طفلها قد أصبح قادراً على هذا
النوع من الاندماج الاجتماعي ، ولكن ينبغي ألا يغيب عن ذهنها أنَّ هذا
التقدم الذي أحرزه طفلها يمثل إلى حدٍّ كبير وظيفة من وظائف البيئة
الاجتماعية التي يعيش فيها ، وما عليها إلا أن تشجِّع طفلها على الابتسام ،
حتى يتحول عن البكاء ، ويلجأ إلى هذا الشكل السار من أشكال الاتصال .
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية