العلاقة بين الطفل والأم
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

العلاقة بين الطفل والأم Emptyالعلاقة بين الطفل والأم

avatar
شملت والنيه اربد
المدير العام

المدير العام
 نُشر في الإثنين 7 مارس 2011 - 4:30

العلاقة بين الطفل والأم


تبدأ أهميَّة العلاقة بين الأم وطفلها بالظهور منذ اللحظات الأولى من
حياة الطفل ، وتتمثَّل هذه الأهمِّيَّة في عوامل تبدو غير مترابطة في
الظاهر ، لكن ينبغي في الواقع مراعاتها وفهمها فهماً صحيحاً ، وربَّما سأل
سائل عن سبب توقَّف الطفل عن البكاء فوراً عندما تحضنه أمُّه بين ذارعيها ،
أو عن سبب قدرة الطفل على تمييز الوجه البشري من بين الوجوه جميعاً ابتداء
من لحظة الولادة .
إن هذه العوامل تفسِّر لنا العناية الكبيرة بالمولود الجديد في المستشفى
منذ اللحظات الأولى من حياته ، ولعلَّ أسرع وأبسط طريقة لتعزيز العلاقة
بين الأم ووليدها تقديم الوليد إليها في غرفة الولادة بالمستشفى ، أو عندما
تتمُّ الولادة في المنزل ، والسماح لها بحضنه حتى قبل تغسيله ، هذا إن لم
تكن هناك معالجات فوريَّة ينبغي إخضاع الوليد لها .
ويتعرَّف الوليد الجديد بسرعة على خواص أمِّه ، فهو يشم رائحة جسمها ،
ويحسُّ بحرارته ، كما يتعرَّف على الخواصِّ الأخرى لسلوكها ، تلك هي بداية
علاقة بين الطفل وأمِّه تظهر منذ الشهور الأولى من حياته ، ولقد ثبت فعلاً
أن الأطفال الحديثي الولادة الذين تحضنهم أمَّهاتهم إلى صدروهنَّ يقلُّ
بكاؤهم ، ويتكيفون بصورة أسرع ، ويتميزون بمزاجٍ هادئ ، ويصبحون أقلُّ
عرضةً للإصابة بالأمراض من الأطفال الذين يبقون بعيدين عن أمهاتهم .
ومن العوامل المهمة الأخرى صوت الأم ، فهو يمنح الطفل الدفء والأمن ،
ويشرع الطفل بتمييزه فور سماعه عن الأصوات الأخرى جميعاً ، ومن الحقائق
المعلومة كذلك أن الفترة الرئيسية في الاتصال الأولي بين الأم وطفلها هي
فترة الاثنتي عشرة ساعة الأولى ، والحقُّ أنَّ خمس عشر دقيقة حتى عشرين
دقيقة من الاتصال بين الأم وطفلها تُعدُّ كافية لتوطيد علاقة صحيَّة سليمة
بينهما .
أما إرضاع الأم لطفلها من ثديها فقد اختلفت فيه وجهات النظر ، ولكن ما
ينبغي معرفته هنا أن الرضاعة من ثدي الأم - من الناحية النفسية - أفضل
بكثير من الرضاعة بالزجاجة ، ذلك لأنها توجد رابطة لا تنفصم بين الطفل
وأمِّه ، فالطفل يشعر بلذّة لا توصف من التغذية بالثدي .
والحقّ أن إرضاع الطفل من الثدي بعد الولادة مباشرة - أي : بعد تنظيفه
وإلباسه - ربما كان أفضل طريقة لإيجاد ثقة متبادلة من الناحيتين النفسية
والجسميَّة بين الطفل وأمّه ، فهذه الرابطة القائمة على القرب والحنان هي
من أقوى الغرائز الاجتماعية ، وهي تبدأ منذ الولادة ، والأم تحقِّق بذلك
غرضاً واضحاً يمليه عليها وضع طفلها العاجز الضعيف .
فالطفل يحتاج إلى رعاية وحماية وإلى تغذية كافية ومؤانسة ، وهو يبدي
أنواعاً من السلوك تعبِّر عن رغبته في الاتصال والاقتراب من الكبار ،
كالبكاء والتعلُّق بهم ، وتتبعهم بعينيه أو بكامل جسمه ، أو مجرَّد الإمساك
بذراعهم ، وبهذه الصلة الوثيقة يتحقَّق هدف الطفل ، ويستطيع أن يسدَّ
حاجاته .
والحقُّ أنَّ قيام شخص كبير بتوفير الطعام للطفل ، ورعاية حاجاته
الخاصَّة الأخرى ، وقضاء قدر كبير من الوقت معه ، كل ذلك لا يؤدي بالضرورة
إلى إيجاد مشاعر المودَّة ، بل يُشيع حتماً جوّاً ملائماً ، وذلك لأن مثل
هذه الرابطة العاطفية يمكن أن تنمو نحو أشخاص لا يقومون بإلباس الطفل أو
بتغذيته ، بل يتجاوبون وإياه تجاوباً قوياً ، أي أنهم يرغبون في تكييف
سلوكهم مع حاجات الطفل الخاصَّة عن طريق اهتمامهم به ، وتعلُّمهم إشاراته
الخاصَّة وتمييزها .
وهو الأمر الذي يفسِّر سبب تعلق الطفل بأمه دون المربية ، كما يفسر كذلك
سبب العاطفة التي يبديها الطفل نحو أمِّه التي تقوم بمداعبته ، وتوليه
اهتماماً بالغاً ، وفي الحقيقة أن التعلُّق بشخص واحد أو أكثر ليس مسألة
ثابتة ، فهذا التعلُّق يتغير شكلاً ومضموناً بما يتفق وسِنِّ الطفل ،
ومواقفه ، وعلاقاته مع أبويه .
فمع نموِّ الطفل تزداد قدراته الحسِّيَّة الحركيَّة ، ويزداد تبعاً لذلك
احتمال مواجهته لأشياء ومواقف جديدة توسع دائرة علاقاته الاجتماعية ،
فيصبح وجود الأم غير ضروري ، لتوفير الحوافز للطفل ، بل لأداء وظائف مختلفة
، ومهما يكن من أمر فإن دور الأمِّ يبقى مهماً في توفير التعليم لطفلها ،
وتمكينه من ممارسة الأنشطة الثقافية والاجتماعية كافَّة .
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية