العقوبة والتهديد للطفل
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

العقوبة والتهديد للطفل Emptyالعقوبة والتهديد للطفل

avatar
شملت والنيه اربد
المدير العام

المدير العام
 نُشر في الإثنين 7 مارس 2011 - 4:29

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
العقوبة والتهديد


تختلف العوائل بعضها عن بعض في شكل العقوبة الموجهة للأبناء ، وكلٌّ
يدافع عن طريقته في العقاب وأثره في التربية ، ونحن هنا نستعرض ثلاث حالات
يحتاج فيها الوالدان للعقوبة ، والتي هي :
الأولى :


سوء السلوك ، فحين يستعمل الطفل الكلمات النابية ، أو يسيء إلى الآخرين ، فلا يجد والده غير العقوبة رادعاً عن قلة الأدب .
الثانية :


التصرفات الخاطئة ، وهي حالة أخرى يوجِّه فيها الآباء عادة العقوبة
لأبنائهم حين يكون الطفل ثرثاراً ، أو غير مبالٍ في اتِّساخ ملابسه ،
وتنظيم حاجاته .
الثالثة :


العناد ، فإن عدم طاعة والديه تدفع الآباء إلى عقوبة أبنائهم ، وإن
الآباء - وبالخصوص أولئك الذين يستخدمون العقوبة القاسية - عليهم التريُّث
قليلاً ليفكروا بأن ما أوصل الطفل إلى الحالة التي جعلته معانداً ، أو قليل
الأدب ، أو غير ذلك ، هي نتيجة سوء تربيتهم له ، فما هو ذنب الأبناء إذن ؟
نحن لا نقول إن على الوالدين ترك أبنائهم مطلقاً دون عقاب ، بل نؤكد على
اختيار العقوبة المفيدة الرادعة للطفل ، حيث نلحظ أن أنواع العقوبة التي
تعارف عليها أفراد مجتمعنا هي باختصار :
1 - الإيذاء الجسدي ، بأن يستخدم الوالدان ضرب الطفل ، أو شَدِّه إلى
أحد أركان البيت ، أو حرق أجزاء بدنه ، إلى غير ذلك من العقوبات الجسدية .
2 - الإيذاء النفسي ، مثل الشتم والسبِّ ، والقول للطفل بأنَّنا لا نحبك
، أو عدم تكليمه لمدة طويلة ، إلى غير ذلك من الأساليب المؤذية .
فكل أنواع هذه العقوبة سواء أكانت جسدية أو نفسية حسب المنظور الإسلامي للتربية خاطئة ، حيث ينصُّ الحديث الشريف : ( دَع ابْنَكَ يَلعَبُ سَبع سِنِين ، ويُؤدَّبُ سَبعاً ، وألْزِمْه نَفْسَكَ سَبع سِنين ) ، فالسبع سنوات الأولى من حياة الطفل تحمل عنوان اللعب ، واللعب يعني تعليمه وإرشاده دون إلزامه وتحمُّله لمسؤولية فعله .
والعقوبة تعني تحميله مسؤوليات العمل ، إضافة إلى أن الأذى الجسدي
والنفسي الذي نسببه للآخرين هو من الذنوب الجسيمة التي لا ينفع الاستغفار
وحده لمحوها ، بل نحتاج معها إلى الديَّة ، والديَّة ضريبة مالية تحدد
قيمتها على الأثر الذي يتركه الأذى الجسدي أو النفسي ، وبدون الديَّة لا
يمكن تحقق العفو الإلهي إلا بعفو المقابل ورضاه .
فالنهي عن استخدام العقوبة المؤذية للجسد والنفس لا تعني مطلقاً ترك
الطفل يتمادى في غَيِّه دون فعل شيء ، فالمربِّي الإسلامي يدعونا إلى إظهار
الخطأ بشكل لطيف ، وبدون أذى للطفل ، ويعتبره من أفضل أنواع العقوبة
الرادعة لخلوها من الآثار السلبية على نفسية الطفل ، بالإضافة إلى الجوانب
الإيجابية في إعداد الطفل في مرحلته الأولى لتحمُّل المسؤولية .
جاء في الحديث الشريف عن أحد أصحاب الإمام المعصوم قائلاً : شكوتُ إلى أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) اِبناً لي ، فقال : ( لا تضربه واهجره ، ولا تُطِل )
، فالمربي الإسلامي في الوقت الذي ينهى عن استعمال الضرب الذي هو ذا أثر
سيئ على الجسد ، كذلك ينهى عن الإيذاء النفسي بقوله ( عليه السلام ) : ( لا تُطِل ) ، أي لا تُطِل مُدَّة عدم تكليمك إياه - الهَجْر - والاكتفاء بهجرانه لمدة قصيرة بسبب خطئه .
فإن توضيح الخطأ للطفل من أهم الأمور في هذه المرحلة ، ولكن البعض من
الآباء يعاقبون أبناءهم دون أن يعرفوا ما الذي ارتكبوه ، أو إن الأم تنظر
إلى طفلها فلا تمنعه من عمل يمارسه ، وفي وقت آخر يتعرَّض للعقوبة بسبب
الفعل ذاته .
فإن هذه الحالة تُشوِّش الطفل كثيراً ، فلا يميز بين الخطأ والصواب ،
وحين يأتي الطفل إلى أمه باكياً لأن لعبته انكسرت بيديه أو عند أصدقائه ،
وبكاؤه دليل معرفته للخطأ ، فلا يصح من الأم أن تعاقبه ، فما دام يفهم
الخطأ فعليها أن تكون معه ، تبدى تأسُّفها وحزنها لما حدث له .
التهديد :


إذا كانت العقوبة لغرض التأديب ، فليطمئن الوالدان بأنَّ التهديد يضعف
من أثر التأديب ، كيف ؟ لأن التهديد وحده دون تنفيذ العقوبة كأن تهدِّد
الأم صغيرها بالضرب أو حرمانه من شيء يحبه ونفَّذت التهديد ، فالسلبيات
تدخل في أنواع العقوبة المؤذية التي لها آثار سلبية فضلاً عن عدم جدواها في
التأديب ، وإذا لم تنفذ التهديد فهو خطأ جسيم آخر لأنه يضعف من شخصيتها
أمام الطفل .
ومن هنا نلحظ أن التهديد سواء نفذ أم لم ينفذ فلا فائدة مَرْجوَّة منه ،
ولا يصل بالوالدين إلى الهدف الذي ينشدانه في تأديب الطفل ، حتى بالتهديد
المثير للذعر ، كتخويفه بالشرطة ، أو بمن يسرقه ، أو بالحيوان المفترس ،
ويجب على الوالدين تركه لأنه يؤثر على مشاعره ، ويزيد في مخاوفه ، ويثير
قلقه .
ولعل سائلاً يقول : لماذا تقرُّ التربية الإسلامية أسلوب التهديد ؟ كما جاء في الآية الكريمة : ( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) الماعون : 4 - 5 .
وجوابه : إن العقوبة الإلهية للعبد تختلف عن العقوبة التي يستخدمها
الوالدان للطفل ، لأنها - العقوبة الإلهية - نتيجة طبيعية لفعل العبد ، مثل
حصاد الأشواك لمن زرع بذرته ، أو فشل الطالب الذي انشغل باللعب واللهو في
وقت الامتحان ، كما تختلف عن عقوبة المربين بأنَّها عارضة على الإنسان ،
مثل ضرب الوالدين للابن لعدم اهتمامه بدراسته ، أو طرد الفلاح من المزرعة
لعدم زرعه النباتات المثمرة المفيدة .
فالعقوبة الإلهية إذن نتيجة طبيعية لفعل الإنسان ، وعقوبة الوالدين
نتيجة غير طبيعية لفعل الأبناء ، ومن هنا كان التهديد الذي استعمله القرآن
يختلف تماماً عن التهديد الذي يستعمله المربُّون ، فهناك اختلاف كبير بين
أن تقول للطالب مثلاً : الويل لك إن لم تهتم بدراستك ، فإن الفشل نصيبك ،
أو : الويل لك إن لم تهتم بدراستك ، فإن الضرب المبرح نصيبك .
فالنوع الأول من التهديد مفيد في التأديب والتربية ، لأنه لا يستبطن
العقوبة المؤذية من جهة ، ولأنه يلفت النظر - وبدون إيذاء - إلى الخطأ الذي
ينتظر الفاعل ، أما النوع الثاني من التهديد فهو غير مفيد لعدم تأثيره في
الفاعل ، وللأسباب التي ذكرناها في موضوع التهديد ، ومن هنا كان الأسلوب
القرآني في تربية العبد باستخدام التهديد مفيداً ومثمراً ومؤثراً .
فالعوامل النفسية التي تكمن وراء استخدام الوالدين أنواع العقوبة
القاسية تجاه أخطاء أبنائهم ، وكما يراها علماء التربية الغربيون هي ما يلي
:
1 - تعرُّض الوالدين في صغرهم لنفس العقوبة التي يستعملونها مع أبنائهم ،
كَرَدَّة فعل نفسية يندفع إليها الفرد حين لا يتمكن من ردِّ الأذى عنه
ضعيفاً في الصغر .
2 - تنفيس لحالة الغضب التي يعايشها المعاقب بسبب توتره من كلمة أو
إهانة أو مشكلة يعاني منها لا يقدر على مواجهتها فتنعكس على الأبناء .
3 - شعور الوالدين بالعجز تجاه تصرفات أبنائهم الخاطئة أو مع الآخرين ،
لضعف شخصيتهم ، وعدم ثقتهم بأنفسهم ، الأمر الذي يدفعهم إلى العقوبة
القاسية مع أبنائهم للتغطية على ضعفهم والخروج بمظهر القوة .
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية