السلوك الحسن لدى الطفل
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

السلوك الحسن لدى الطفل Emptyالسلوك الحسن لدى الطفل

avatar
شملت والنيه اربد
المدير العام

المدير العام
 نُشر في الإثنين 7 مارس 2011 - 4:28

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

السلوك الحسن لدى الطفل


كلُّ أم تطمح في أن يكون طفلها ذا سلوك حسن مع أفراد أسرته وجيرانه
وأقربائه ، وتشعر بالخجل فيما لو أساء التصرف بكلمة بذيئة أو مشينة ، إضافة
إلى أن الطفل السيئ السلوك يكون منبوذاً محتقراً لدى الآخرين ، مما يؤدي
إلى تعاسة الطفل وشقائه ، ولذا كان من الضروري أن يتحلَّى أطفالنا بالسلوك
المهذَّب .



أما كيف نخطو نحو السلوك المهذَّب ؟ إنَّ السلوك المهذب لدى الطفل في
مرحلته الأولى أمر يأتي بطبيعته تماماً كما أنه بطبيعته يمشي على قدميه دون
يديه ، ولكن نحتاج معه إلى أمرين :



الأول : التعليم والإرشاد :


إنَّ الطفل في المرحلة الأولى من عمره يحتاج إلى تعليمه الآداب والأسس
التي يتعامل بها مع الآخرين كباراً وصغاراً ، وعلى تعليم هذه المرحلة من
العمر تقوم أخلاقه في المرحلة الثانية ، ولذا جاء في الحديث الشريف عن
الصادق ( عليه السلام ) : ( دَعْ ابْنَكَ يلْعَب سَبعَ سِنين وَيُؤَدَّبُ سَبعاً ) .



وقد يهمل بعض الآباء ضرورة تعليم وإرشاد أبنائهم في السبع سنوات الأولى
من عمرهم ، بحجة انشغالهم بأمور أخرى مهمة لطلب الدين أو الدنيا ، فيأتي
التوجيه من المربِّي الإسلامي للآباء ، حيث يقول النبي ( صلى الله عليه
وآله ) : ( لَئِنْ يُؤدِّبُ أحَدُكُم وَلَداً خَيرٌ لَهُ مِن أن يَتَصَدَّقَ بنصْفِ صَاعٍ كُلّ يَوم ) .



ومع تأديب الطفل وتعليمه السلوك في المرحلة الأولى من عمره لا يحتاج
إلى وقت بقدر ما يحتاج إلى وعي ومراقبة لسلوك الطفل ، والتدخل في الوقت
المناسب ، مع مراعاة الشروط اللازمة ، وهي :



أولاً : ممارسة الوالدين للآداب :


إن تعليم الطفل في المرحلة الأولى من عمره آداب السلوك لا يأتي عن طريق
إلقاء المحاضرات عليه ، وطرق أسماعه بجملة من النصائح ، بقدر ما يأتي عن
طريق التزام الوالدين بالسلوك ، ولا يمكن لأيِّ فرد صغيراً أو كبيراً أن
يلتزم بنصيحة المربِّي قبل أن يلزم نفسه بها .



ولذا نلحظ رسول الرحمة محمداً ( صلى الله عليه وآله ) يرفض طلب أمٍّ في
نصيحة ابنها بعدم تناوله للتمر بسبب تناوله ( صلى الله عليه وآله ) للتمر
في ذلك اليوم ، وطلب منها أن تأتيه يوم غد حتى يمتنع صلوات الله عن تناول
التمر ليمكنه نصيحة الطفل .



نعم إن من الصعب جداً أن تطلب الأم من طفلها أن يعير لعبته إلى ضيفه
الزائر ليلهو بها بعض الوقت ، ويجدها تمتنع من الاستجابة لطلب الجيران
لماكينة فرم اللحم ، فالطفل يتعلم من تصرف أمه هذا إنَّه ينبغي الحرص على
ما يملك ، ولذا تصرف - كما تعلم من والديه - بهذا الشكل مع الآخرين .



وهكذا أيضاً حين يدخل على أبيه مع ضيوفه ولا يؤدي التحية لهم ، فيطلب
الأب منه بإصرار أن يسلِّم ، في وقت يجد الطفل أباه لا يؤدي التحية حين
دخوله البيت .



ومن هنا أكَّدت التربية الإسلامية على ضرورة الالتزام بما يريدون من الأبناء ، والقرآن الكريم يوجهنا إلى هذه الحقيقة بقوله تعالى : ( كَبُرَمَقْتًاعِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوامَا لَا تَفْعَلُونَ ) الصف : 3 .


ثانياً : تعليم الطفل دون غضب وتوتر :


قلنا سابقاً أن الوالدين عليهما تعليم أولادهما أدب السلوك حتى يلتزموا به ، لأن الكائن البشري قابل للتعلم بخلاف الحيوان : ( عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْيَعْلَمْ )
العلق : 5 ، فالإنسان لا يمكنه النطق والتكلم بدون تعليم ، ولو ترك وحيداً
لما تعلم الكلام واللغة ، أما الحيوان فيعجز عن النطق حتى مع التدريب
والتعليم .



وكذلك لو تركنا صغير الإنسان في غرفة مع صغير الحيوان ، ووضعنا
بجانبهما ناراً تشتعل ، نلحظ أنَّ الصغير يتوجّه إليها متصوراً أنها لعبة
جميلة ، ويحذرها صغير الحيوان لإدراكه بالفطرة ، أما الإنسان فيدركها من
خلال التعلم والتجربة .



ومن هنا كانت مسؤولية الآباء تعليم أطفالهم ، شريطة أن يكون بدون غضب
وتوتر ، فكما أن الأم ترفض من زوجها قوله لها غاضباً حانقاً : كان يجب أن
تقومي بزيارة للجيران ، كذلك الطفل يرفض التعلم مع الغضب والتوتر ، فلا يصح
أن تقولي له وأنت غاضبة : من المفروض أن تحافظ على ملابسك من الاتساخ ،
والأولى أن تقولي له بهدوء : كم هو جميل أن نحافظ على ملابسنا من الاتساخ .



فالطريقة الأولى تجعل الطفل معانداً للتعلم والعمل ، بعكس الثانية التي توصلنا وبسرعة إلى الهدف المطلوب .


الثاني : حب الناس :


إن تنمية الاستعدادات الفطرية والغرائز المعنوية لدى الطفل أمر يعود
بالنفع عليه وعلى والديه والمجتمع ، ومن هذه الغرائز حب الناس ، ذلك لأنَّ
كل إنسان اجتماعي بطبعه ، وكلما ازداد حباً لمن حوله زادت بهجته وأنسه في
الحياة .



لذا نلحظ أن الإسلام اهتمَّ بهذا الأمر كثيراً ، حتى جعل العمل في خدمة
الناس أمراً تعبدياً ، به يحصل المعبود على القرب الإلهي ، فقد جاء في
الحديث القدسي : ( الخَلْقُ عِيَالِي ، أقْرَبُكُم مِنِّي مَجْلِساً أخْدَمُكُم لِعِيَالِي ) .



وعن الإمام علي ( عليه السلام ) : ( إِصْلاحُ ذَاتَ البَينِ خَيْرٌ مِنْ عَامَّةِ الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ ) ، وعلى
هذا الأساس يجب العناية بغريزة حب الناس التي تولد مع الطفل ، وتحتاج إلى
رعاية الوالدين لتنمو وتتجذر ، ويمكن أن تكون الرعاية بالشكل التالي :



أولاً : سلوك الوالدين :


إن سلوك الوالدين ذو أثر فعَّال على تربية الطفل وبناء شخصيته ،
والمنهج التربوي في الإسلام يحمل اتباعه على الانطلاق من قاعدة حب الناس في
تربية النفس وفي العمل التغييري في الأمة ، فالمؤمن له حقوق وعليه واجبات ،
وعليه أن لا يسخر من أخيه ، ولا يظهر عيبه ، ولا يخذله ، ولا يؤذيه ،
ويكون معه في الشدَّة ، وإن سرَّه كان في ظِلِّ الله ، وإن آثره على نفسه
حصل على القرب الإلهي .



وأخيراً : نجد أن الملتزم بالإسلام لا يمكن إلا أن يمتلأ قلبه بحب
الناس كلما ازداد إيماناً وارتباطاً بخالقه ، فيكتسب الطفل من والديه
ويتعلم في ظلهما حب الناس حين ترحب أمه بالضيف لأنه حبيب الله ، ولا ترضى
أن يسمعها حديثاً من عيوب أقرانه لأنه من الغيبة التي حرَّمها الله ، وتعطي
للجيران ما يطلبونه منها حتى لا تكون من المنبوذين في القرآن : ( وَيَمْنَعُونَالْمَاعُونَ ) الماعون : 7 .



ثانياً : المرور بالحوادث بوعي :


إنَّ الطفل في سنواته السبع الأولى كثيراً ما يرافق والديه ويكون أكثر
الوقت معهما ، ويمكن للآباء الاستفادة من بعض القضايا والحوادث لإحياء
غريزته في حب الناس ، فمثلاً حين المرور على البقال لشراء بعض الخضروات منه
يمكن أن تحدث الأم طفلها عن الطعام الذي تعدُّه من الخضر يكون بفضل
البقَّال الذي يذهب من الصباح الباكر - ونحن نائمون - إلى المزرعة ،
ليأتينا بما نحتاج إليه من الطماطم والكرفس والخيار والبطاطا ، حيث يقوم
الفلاح في المزرعة بحرث الأرض ، و ... .



وهكذا يمكن سرد قصة تهدف إلى تكافل الناس وحبِّ بعضهم للآخر ، ليستفيد منها في حبِّه للآخرين .


وأد الغريزة :


ومن خلال سلوك الوالدين والاستفادة من بعض القضايا والحوادث التي يمر
بها الطفل وأخرى غيرها ، يمكن إنماء غريزة حبِّ الناس الوليدة في كل طفل ،
كما نحذِّر في الوقت نفسه من وأد هذه الغريزة التي تؤدي بالطفل مستقبلاً
إلى الشقاء ، فلا يمكن العيش براحة واستقرار والقلب لا يمتلك حباً للآخرين ،
أما كيف نميت هذه الغريزة عند أطفالنا ، فتكون بالشكل الآتي :



أولاً : التعلم من الوالدين :


سلوك الوالدين مرة أخرى يفرض وجوده في التعليم ، ولكنه في هذه المرة ذو
بعد سلبي ، حيث يقتل الغريزة الإنسانية بدل أن يرعاها ، فالأم مثلاً حين
ترفض من طفلها الذي يصرُّ على ارتداء سروال الصوف في فصل الصيف بقولها له :
إن الناس تضحك عليك حين يشاهدونك وأنت بهذا الشكل ، وحين تخشى عليه من
الذهاب وحده لشراء حاجة ، فتقول له : إن ذهبت وحدك فسوف يختطفونك ويسرقون
ما عندك .



فكل هذه الأقاويل وغيرها مع فرض صحتها تُميت علاقته مع الناس ، وتثبت
في نفسه حِقداً عليهم ، لأنهم يقفون حائلاً دون تحقيق رغباته ، والأجدر
بالآباء أن يمنعوا أبناءهم بأعذار أخرى ليس لها آثار سلبية على الطفل ،
وبالخصوص في المرحلة الأولى من عمره .



كذلك حين تبدي الأم ضجرها من كل الضيوف الزائرين ، أو تجهد نفسها
وأفراد عائلتها بترتيب وتنظيم البيت لاستقبال الضيوف ، اتِّقاءً لكلام
الناس مع أحاديثها المتواصلة عن الشرور التي تتلقاها من الناس ، وصمتها عن
كثير من المعروف الذي أسدي إليها ، فكل هذه التصرفات تعكس للطفل أن الناس
مصدر للشر والأذى دوماً .



ثانياً : أثر القصص الهدَّامة :


إن للقصة أثراً بالغاً على نفسية الطفل في مرحلة حياته الأولى ، والقصة
حين يستمع الطفل إليها مثل البذر الذي يستقر في التربة ليثمر بعد حين ،
وينبغي على الوالدين التفكر بهدف القصة قبل سردها للطفل .



وقراءة بسيطة لقصة ليلى والذئب التي يعرفها أكثر أطفالنا مثلما يعرفون
أسماءهم تجد أنها تصوِّر الناس بأنهم يظهرون لك الحب والولاء ، ويضمرون لك
الشرَّ والعداء ، فمن خلال شخصية الذئب الذي يمثل بصورة الجدَّة المُحبة
للأطفال ، كذلك قصة جُحا والحمار ، التي تصور الناس بأنهم يتصيَّدون حركات
الأفراد للحديث عنهم بسوء ، ولابد من اتقاء شرورهم التي تلاحقك في كل حركة
صحيحة أو خاطئة .



وقصة قطر الندى التي يتمركز محورها حول شخصية زوجة الأب المؤذية
الحقودة ، التي تجعل الطفل قلقاً من أمثال هذه الشخصيات التي قد يُبتلى بها
، والأجدر بالأدب القصصي أن يعكس صورة زوجة الأب بالمربِّية الحنونة التي
تحب الأطفال وترعاهم .



ثالثاً : الإكراه في الكرم :


كثير من الآباء يفرضون حالة الكرم على أطفالهم الصغار ، فالصغير حين
يحمل قطعاً من الحلوى ، أو يلهو بلعبته المفضلة ، فتُبادر الأم حين مرورها
بصديقة مع طفلها ، أو تزورها إحدى الصديقات ، بأن يعطيه جزء من قطعة الحلوى
، أو يشاركه في اللعب ، ويرفض طفلها ، وتلحُّ عليه كثيراً ، حتى يخشى
غضبها فيعطيه ويشاركه .



فإن فرض الكرم على الطفل لا يخلق عنده خُلُق الكرم كما يتصور الوالدان ، بل تبعث في نفسه كراهية وحقداً للناس .
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية