حدثتني تلك المرأة لاتدري..انها تسحب النور من عيني كلما جادت..وأنها تنحرني كلما قالت..وان سكينها تسافر بي كلما تمادت..."

حدثتني عنك لاتدري..
انك كنزي المدفون تحت سدرة احلامي
وانك تاريخ عاطفتي المخبأ تحت وسادة أيامي
وأنك وحيدي الذي يتلاعب بأوراق آلامي

حدثتني عنك لاتدري..
اني سلخت جلد غروري كي احتفظ بك
واني غيرت دم مبادئي كي ادنو منك
واني أطلقت أسر فرساني كي أكون لك

حدثتني عنك لاتدري..
انك قضيتي الكبرى..وأني ما زلت أحاول
وأنك معركتي الكبرى..وأني ما زلت أقاتل
وأنك هزيمتي العظمى..وأني ما زلت أكابر

حدثتني عنك لاتدري..
أنك قطعة مني
وأني اغار عليك منك ومني
وأني لو تناسيتك ليلة لغضب هذا الليل مني

حدثتني عنك لاتدري..
أني لو صدقتها لأشعلت براكيني و ناري
وأني لو صدقتها لأعلنت ذبحي و انكساري
وأني لو صدقتها لمارست على الملأ انتحاري

حدثتني عنك لاتدري..
أن طعم أيامك مازال عالقاً بفمي
وأني صورنا غير الملتقطة مازالت مرسومة بدمي
وان رائحة ذكرياتك مازلت تطارد حلمي

حدثتني عنك لاتدري..
انها هدمت جبال الصبر بداخلي وهدمتني
وانها زرعت العشب الأبيض في عيوني واطفأتني
وانها حولتني طفلة يتيمة وشردتني

حدثتني عنك لاتدري..
ان نسيانك اشاعة لم يطلقها سواي
وان فراقك اكذوبة لم يصدقها سواها
وان قتالنا وهم لم يمارسه سواك

حدثتني عنك لاتدري..
اني مازلت اعيش تفاصيل اللقاء الأخير
واني مازلت احتفظ لك بضفائر الحرير
واني مازلت اهزّ بحبال احلامي سرير طفلنا الصغير

حدثتني عنك لاتدري..
اني مازلت ألتقط لك بخيالي أروع الصور
وأني مازلت أملأ بك قواميس الليل واحشاء السهر
واني مازلت أهيم بك كراهية وأنت عندي
فوق البشر

حدثتني عنك لاتدري..
اني اكرهك..كي أحبك أكثر
واني انساك..كي اشتاقك أكثر وأكثر
واني أهجرك..كي التصق بك أكثر
وأكثر..وأكثر..

حدثتني عنك لاتدري..
انك دعائي حين ينام الكون ويستيقظ الدعاء
وانك وطني حين تضيع الاوطان ويبكي الغرباء
وانك انتمائي حين تموت الهوية ويعز الانتماء

حدثتني عنك لاتدري..
انك مازلت ترتدي طاقية الاخفاء في قلبي
وانك مازلت حديث نفسي لنفسي
وانك مازلت شمسي التي تضيء دربي

حدثتني عنك لاتدري..
ان صوتك أول من علمني الشوق والابحار
وان وجهك أول من طاردني بقوة التتار
وان غيابك أول من علمني الموت باسم الانتظار

حدثتني عنك لاتدري..
انك عمري..
فمن أوصاها يا أنت بقتلي.
وأكل لحمي.
وحفر قبري..؟