إن علم الأذواق ... ليس موجودا على صفحات الأوراق ... هو علم فطري نابع من ذات الإنسان ونفسه وذوقه الرفيع وأدبه العالي وأخلاقه الطيبة ...
ومن لم يكن له من نفسه واعظ ، لا تنفعه المواعظ ... والمؤمن كيس فطن حذر وقاف عند حدود الله تعالى ... وجمال الإنسان في لسانه ومنطقه ... فالمرء بأصغريه: قلبه ولسانه ... وهما أطيب شيء إذا طابا وأخبث شيء إذا خبثا ...
سئل العباس عم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ورضي الله عن العباس ... أنت أكبر ، أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال بأدب جم وذوق رفيع: رسول الله ، أكبر مني ، وأنا ولدت قبله ...
وسئل غلام ، ابن من أنت أيها الغلام ؟ فقال: أنا ابن الأدب ... فال له السائل: نعم النسب انتسبت إليه ...
وسأل أحد خلفاء بني العباس ، غلاما ( وكان الخليفة في دار والد الغلام ): داركم أجمل أم دار أمير المؤمنين ؟ فقال الغلام: دارنا أجمل ، ما دام فيها أمير المؤمنين ...
ومر فاروق الإسلام في أحد الشوارع ... وكان فيه صبية يلعبون ، فلما رأوا عمراً هربوا ، بسبب هيبته ... وبقي عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، وكان غلاما يافعا ، فقال له عمر رضي الله عنه: لم لم تهرب مع الصبيان ؟ فأجابه بقوله: لم أذنب فأخافك ، ولم تكن الشارع ضيقة فأوسع لك ... فأعجبه جوابه ...


وذهب رجل إلى مكة أو المدينة ، فرآه صديق له ، فقال له: متى شرفت ؟ فرد عليه قائلا: بل قل لي: متى تشرفت ... هذا هو الذوق الرفيع والأدب العالي والخلق النبيل ... حسن الجواب والتصرف