اكتئاب الاطفال
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

اكتئاب الاطفال Emptyاكتئاب الاطفال

avatar
شملت والنيه اربد
المدير العام

المدير العام
 نُشر في الجمعة 2 أبريل 2010 - 6:42

[size=24]استمرار شكوى وتذمّر الطفل موسى، البالغ من العمر ستة أعوام، أثار استغراب والدته هناء، وما زاد من حيرتها، ما بدا على طفلها من أعراض، تشمل الكسل والحساسية الزائدة من أي موقف، فضلاً عن انسحابه من الجلسات العائلية وتوهّم المرض، ونقده اللاذع لنفسه.

وبعد أن استنفدت هناء (33 عاماً) كل الطرق لتغيير سلوك ابنها، عرضته على طبيب نفسي، لتكون صدمتها بأنه مصاب باكتئاب، إذ لم تكن على دراية، بأن الأطفال قد يصابون باكتئاب، ولم تكن على علم بأعراضه.

لم يدرك نضال عبدالله (30 عاماً) للحظة، أن انفصاله عن زوجته، سيكون سبباً في إصابة ابنته لما (10 أعوام) بالاكتئاب، الذي بدأ يظهر عليها تدريجياً بعد تتابع الخلافات الأسرية.

نضال لم يكتشف حالة ابنته، إلا بعد مرور أعوام من المرض؛ لأنه يجهل أعراضه وحيثياته، منوهاً إلى أن طفلته، تخضع حالياً للعلاج النفسي بمشاركته وجدتها.

تشخيص الاكتئاب عند الأطفال، بحاجة إلى خبرة طويلة؛ كونه لم يتم تصنيفه مرضاً، إلا بعد العام 1979، بحسب اختصاصي علم النفس، نظام أبو حجلة، الذي يؤكد أن هذا المرض، يصيب الأطفال الرضع، وحتى سن 18 عاماً.

ومن بين الأسباب المؤدية لإصابة الطفل بالاكتئاب، يقول أبو حجلة، "سوء المعاملة والشجار الدائم والخلاف بين أفراد الأسرة، إضافة إلى عدم الاتفاق على طريقة موحدة في تربية الأبناء، ما يؤدي بالطفل لعدم الشعور بالأمان والخوف من الآتي".

من جهته يرى اختصاصي الإرشاد الأسري والتربوي الدكتور محمد أبو السعود، أن "الاكتئاب سمة من سمات العصر، نتيجة الظروف المتراكمة والمشاكل العائلية الناتجة عن عدم الترويح عن النفس"، مشيراً إلى أن الكبار في العمر، يتقبلون المشاكل لفهمهم طبيعتها، بينما الأطفال يكون تعرضهم لذلك سلبياً من الناحية النفسية "كون الأطفال يتمتعون بطاقة زائدة، بحاجة إلى إطلاقها باللعب والترفيه".

ويرى أبو حجلة، أن أعراض الاكتئاب تختلف تماماً عند الكبار، فالشخص البالغ يكون سلوكه نموذجياً واضحاً، ويغلب عليه الشعور الدائم بالإحباط والتوتر المستمر والاكتئاب.

وفيما يتعلق بأعراض اكتئاب الأطفال، يرى أبو حجلة أنها "تختلف عند الأطفال من مرحلة لأخرى"، مبيناً أنه من سن الرضاعة وحتى بلوغ الطفل الثمانية أعوام، تكون الأعراض جسمية حيث يشتكي الطفل من مرض توهّمي نتيجة مشكلة نفسية داخلية، محاولاً بذلك السلوك، لفت نظر الأهل إلى تعاسته أو إحباطه الداخلي.

ويتابع أبو حجلة "أما فوق هذا العمر وحتى 18 عاما، فتظهر الأعراض على سلوكه، من خلال اضطراب شخصية الطفل وحساسيته الزائدة، فضلاً عن عدم ارتياحه بالنوم، ورفضه الذهاب للمدرسة، وعدم انسجامه مع أقرانه".

وفي السياق نفسه، يشير موقع صحة الأطفال أن 1 من بين 33 طفلاً في العالم، يتم تشخيصهم بالاكتئاب، وهذا الرقم يتزايد في مرحلة المراهقة، ليصل إلى طفل من بين كل 8 أطفال، ولم يتم أخذ مشكلة اكتئاب الأطفال في العالم بجدية، سوى في العقود الأخيرة من القرن الحالي.

أما العلاج النفسي للاكتئاب عند الأطفال، فيتوقف، وفق أبو حجلة، على المرحلة العمرية، فمن هم دون 6 أعوام يتم علاجهم من خلال "تصحيح السلوك الأسري، والمعاملة الحسنة بين الزوجين، وإبعاد المشكلات عن الأطفال"، واصفاً هذا العلاج بـ"أصعب الأنواع"؛ كون الخلافات قد تستمر، من دون وعي الأهل لأهمية الأثر المترتب على أطفالهم من الناحية النفسية.

ويتفق أبو السعود، مع ما ذهب إليه أبو حجلة، بضرورة "تجنيب الأطفال المشاكل العائلية، وتوفير جو مناسب لهم، وبيئة بعيدة عن أي مؤثرات سلبية، وإخراجهم من الكآبة من خلال إشغالهم بنمط حياة مختلف.

ويقترح أبو السعود لتحقيق ذلك، "عمل برنامج يضم الرحلات والترفيه عن النفس، إلى جانب حرص الوالدين على الجلوس مع أبنائهم، بأجواء ملؤها الحميمية والانسجام، وتشجيعهم على اللعب مع أقرانهم".

أما علاج الأطفال، الذين يتجاوزون الستة أعوام، فيكون من خلال إعطائهم بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي يمتد تناولها ما بين 4 أشهر ولغاية 6 أشهر، وفق أبو حجلة.

وينفي أبو حجلة تأثير الأدوية المستخدمة في علاج الاكتئاب عند الأطفال، سلبيا على نموهم العقلي والجسدي، مشدداً على أن استمرار الاكتئاب لدى الطفل من دون علاجه، سيؤثر سلباً في نموه.

وهذا ما يؤكده محمد (33 عاماً) الذي لا ينسى "طفولته البائسة" على حد وصفه، وعن ذلك يقول، "المشاكل العائلية التي شهدتها بطفولتي، وعصبية أبي وإهماله لي ولأخواني، أسهم في خلق شرخ داخلي".

ويضيف "ذات مرة لعبت مع أشقائي، وكان عمري حينها 8 أعوام، ورغبت في تقليدهم وكانت النتيجة سقوطي عن السور، لأمضي العطلة الصيفية طريحاً في الفراش، من دون أن ألقى أي اهتمام من والدي".

إهمال علاجي الجسدي والنفسي، شكل عندي "عقدة إلى الحد الذي حال بيني وبين لعب ومتابعة كرة القدم لاحقا"، ورغم أنني أب، إلا أن الطفولة وما بها من مآسٍ ماتزال تلاحقني، وخصوصاً كلما آلمتني ركبتي.

وينصح أبو السعود الأهل، لتلافي إصابة الطفل بالاكتئاب، بـ"العمل على تقوية مفهوم الذات عند الطفل، من خلال الاتصال بالآخرين، ومدحهم وتشجيعهم، وتعليم التواصل مع الكبار والأقارب.

تنويع المهارات التي يمكن للطفل أن يقوم بها، تعزز ثقته بنفسه، كما يقول أبو السعود، إلى جانب السماح له بالتعبير عن انفعالاته، وتقبّل الطفل والاهتمام به، والإنصات له، والكشف عن مشاعر الرفض والغضب وتقبلها، والحوار معه.

وفي حالة الانفصال بين الزوجين، يشدد أبو السعود على أنه يجب على الوالدين، عدم إشعار الأبناء بفقدان أحدهما، من خلال أن يمضي كل واحد منهم أكبر وقت في الأسبوع مع أبنائه وإشعارهم بالمرح.
[b][/size]
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية