محررة الشؤون الاجتماعية تزايدت في الآونة الأخيرة ظاهرة الطلاق وخصوصا في السنوات الأولي من الزواج وقد وصف الكثير هذا الموضوع بالكارثة نظرا لكون الطلاق من العوامل الأساسية التي ينتج عنها تفكك في المجتمع والكثير من الاطفال المضطربين نفسيا.

وأصبحنا عن طريق الفضائيات والانترنت مجتمعا مفتوحا فأصبح الناس يتطلعون للأحسن ويتمردون على أسلوب معيشتهم فضلا عن ان الكليبات العارية التي تركز على اثارة الغرائز الجنسية جعل الكثير من الرجال يتهمون زوجاتهم بافتقاد الأنوثة وهذا يثير من غضب وغيرة الزوجات فتحدث المشاحنات والمشاجرات التي تقلب الحياة رأسا على عقب ونتج عن هذا اهتمام الشباب بالشكل الخارجي فقط للأنثى وأصبح كل شاب هدفه الارتباط بامرأة حتى لو كانت لا تمتلك الا الجمال فقط كما ان الظروف الاقتصادية والمشاكل المادية الكفيلة بتدمير أي بيت وبسبب خوف الاهل من العنوسة فهم يقبلون على الزواج السريع بغض النظر هل هناك تكافؤ اجتماعي وثقافي ومادي وفكري بين الزوجين أم لا ام فقط لمجرد التخلص من كلمة عانس فللأسف تهرب البنت من كلمة عانس الى كلمة مطلقة.

واصبحت الغالبية العظمى من الشباب يتزوجون فقط لمجرد الزواج والفتيات تتزوج هربا من العنوسة وتدخل الاهل بين الزوجين وعدم احترام الزوج لزوجته والعكس والتصرف الخاطئ للزوج الذي يجعله ينظر للمرأة على انها خلقت للخدمة والمتعة فقط لا غير والرجوع عن الاشياء المتفق عليها قبل الزواج من قبل الزوجين وغيرها من الاسباب التي تؤدي لحدوث هذه الكارثة.

ومن الأسباب المؤدية للطلاق وطرق حلها هناك اسباب عديدة تؤدي الى حدوث ظاهرة الطلاق اهمها الظروف الاقتصادية فقلة المادة من الأسباب الاساسية والهامة التي تؤدي الى الطلاق أيضا وعدم الانتقاء الجيد للطرفين حيث أن الشاب يهتم بالشكل الخارجي فقط للفتاة ويكف بصره عن اي شيء أخر وكذلك الفتاة تتزوج لمجرد حلمها بالزواج و قبل أن تقع تحت قائمة عانس توافق على الزواج من أي رجل وتكف بصرها عن العيوب الموجودة به وعن الفارق الطبقي واصبح الاهل يسارعون بعملية الزواج وبهذا يكون الاقتناع بالزيجة هامشيا ويكون غير صحيح وعلى غرار مقولة لا أكذب ولكني أتجمل فأصبح الناس يظهرون بصورة خارجية عكس ما في داخلهم فيظهر الزوجان بصورة جميلة في فترة الخطوبة وعند الزواج ينكشف النقاب عن الصورة الحقيقية لكليهما .

وهناك أيضا ماهو اصعب من الطلاق 'الهجر' أي ان الزوج يترك زوجته معلقة بدون طلاق وقد نهى القرآن الكريم عن هذا الفعل . والزواج ليس جنسا فقط بل اسرة تتكون وبيت يعمر والحث على الالتزام بتعاليم الدين الاسلامي الصحيح وبنصيحة المصطفى في قوله فاظفر بذات الدين وايضا الحرص على التكافؤ الثقافي والطبقي والتعليمي بين الزوجين وانتقاء الزواج فالموضوع يبدأ بالاسرة من خلال التنشئة الصحيحة والتربية الدينية السليمة.

ان الزواج يجب ان يبنى على الاختيار الصحيح والمودة والرحمة والتسامح والغفران وأن لا نلجأ عند كل مشكلة للطلاق لانه ابغض الحلال عند الله فهناك اسباب وصفها بالبسيطة تجعل الازواج يصلون معا الى نقطة النهاية ... وأيضا هناك حالات طلاق تمت بسبب اصرار الزوجة على العمل بالرغم من أن زوجها قادر ماديا لكنها ترى في طلبه هذا تدمير لاحلامها فتصر على العمل ويحدث الطلاق وايضا تدخل الاهل والمشاكل المادية تؤدي الى الوصول الى هذه المرحلة ... وعن آراء الناس في هذا الموضوع منهم من قال ان عدم الصراحة من بادئ الامر وعدم الاحترام بين الطرفين والنوايا السيئة هي التي ينتج عنها الطلاق وهناك بعض السيدات ترى ان تدخّل اهل الزوج في حياتهم وخصوصا الام كفيل بتحويل اي حياة سعيدة الى جحيم حيث ان الزوج يرضي اهله وامه على حساب زوجته وهذا يجعلهم يشعرون بعدم الامان وبالوحدة وايضا الخرس الزوجي بعد الزواج ويجعلهم يجعلهم يشعرون بالملل واللامبالاة من قبل الزوج.

والظروف المادية والاحتياج الدائم للمال يحول الحياة الهادئة الى شجار وجحيم فدائما الزوج لا يملك سوى كلمة واحدة «مافيش» أيضا الخيانة والاحساس الذي ينقل من قبل الرجل أنه في اي وقت سيذهب لغير زوجته تجعلنا دائما نشعر بالتوتر والخوف وعدم اهتمام الزوج بنفسه فهناك رجال ترى أن الاهتمام بالنفس والنظافة من اختصاص المرأة فقط والمعاملة السيئة والرجوع عن الاشياء المتفق عليها قبل الزواج تجعلنا نشعر بعدم الثقة وتهدد استقرار الحياة الزوجية.

أما بالنسبة للرجال فهم يرون أن النكد الدائم والشكوى المتواصلة بسبب وبدون سبب والشك والغيرة المبالغ فيها تحول حياتهم الى جحيم أيضا تدخل أهل الزوجة في حياتهم والنشرة اليومية التي تذيعها الزوجة عند أهلها واصدقائها ومعارفها عن حياتها الاسرية التي من المفترض أن تكون خاصة والطلبات المبالغ فيها وعدم احترام الزوج خصوصا امام الاطفال وقلة اهتمام الزوجة بنفسها كل هذا يؤدي الى الطلاق ..

2010-07-28