آلالام الولادة بين الحقيقة و المبالغة
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

آلالام الولادة بين الحقيقة و المبالغة Emptyآلالام الولادة بين الحقيقة و المبالغة

قلبي يهواك
قلبي يهواك
 نُشر في الخميس 29 يوليو 2010 - 14:13

د. كميل موسى فرام


الحمل الولادة وزيادة عدد أفراد العائلة والمجتمع، تمثل الحدث السعيد
المتكرر للعائلة، وأكاد أجزم أنها الهدف الأسمى للزوجية فيبدأ التخطيط لها
ويدرس عطاءها بمراحل الخطوبة والاستعداد للزواج، وتبدأ مراحل التنفيذ منذ
اليوم الأول للزواج، تيمنا لقدوم طفل/طفلة لبسط النور على العائلة، ورحلة
الحمل بتقديري هي الأجمل والأحلى والهدف اليقين لأي سيدة تقدم على مغامرة
الزوجية المحكمة، تسافر فيها على بساط الريح بظروف تحكمها وتلزمها وقد
تتعرض لمطبات صحية بدرجات متفاوتة الخطورة، ولكن التسارع في درجات التقدم
العلمي قد تكفَّل بقيادة السفينة وركابها لشاطئ الأمان، والحمل كواقع صحي
عماده التحمل، وثمنه اختصار المسافات إكراما وأملا لولادة فرد جديد قادم
كنتيجة حتمية لفعل ليلة حمراء شاعرية يسكنها ضوء الشموع الخافتة انتظارا
للنتيجة بعد شهور تسعة بأيامها ولياليها، تتعرض فيها السيدة لنصائح عديدة
حسب المدرسة التي ينتمي إليها الناصح وأقساها من يزرع الخوف ويغذيه بقصد
أو بجهل أو بسوء نية، والفرد القادم نتيجة الفعل سيشكل مع أقرانه لبنة
أخرى للبناء العائلي المتوارث، ولكن ما أن تهب رياح هاجس الألم المصاحب
للولادة حتى تُسْرَق الفرحةُ وتُعَوّضُ بالدمعة، وكأن السيدة هي صاحبة
التجربة الأولى لمثل هذا اختبار ليدلف عليها وابل من طلقات الشفقة،
والولادة كحدث مجرد أصبح يمثل حلما مزعجا لكل سيدة، وتجربة وقائعه تفرض
التحريم للتكرار ويعود الحلم في العام القادم من جديد بعد نقش صفحاته
بحروف السعادة والتي تمثل صمام الأمان للوالدين لديمومة الاستمرار، وتجعل
من السيدة التخطيط للفرح القادم بحذر فلا تفرط بالتفاؤل، وتستخدم من
الأيام ممحاة لأحداث الم تلك الليلة ولسان حالها الجرأة للتكرار بالمحبة
والتخطيط حتى لو أعلنت عكس ذلك. حبذا لو تقرأ فتيات القرن الحالي صفحات من
دفاتر ايام الأجيال السابقة عندما كانت الشريك الفعلي بالعمل في الحقل
والمصنع، تحمل بتكرار ودون تظلم وتجميل وإعلان، وتلد أثناء العمل بصمت
أبناء قد حفروا بالصخر وسطروا سفرا بالتضحية والانجاز، كتبوا على صفحات
الماء عبرا وحكم قرأناها ونقراها ونستفاد منها حتى الساعة، لنجد أن شروط
زواج الجيل الحالي تتمثل بتعهد الاطمئنان على تجاوز مرحلة الولادة بدون
ألم حتى لو كان ذلك تحديا للطبيعة الفسيولوجية، واسأل نفسي مرارا: وهل
الولادة بدون ألم تشكل فصلا من فصول السعادة العائلية؟
تبدأ الولادة
بانقباض عضلات الرحم بصورة منتظمة ومتكررة ومتفاوتة تحت تأثير افرازات
هرمونية ربانية مؤثرة متخصصة من الغدة النخامية بتوقيت خارج نطاق السيطرة
البشرية غالباً، ويزداد معدل هذه الانقباضات وطول فترتها الزمنية بمرور
دقائق الوقت يرافقها حدوث توسع بعنق الرحم، ذلك العضو الجسمي الغني
بالأعصاب والذي يمثل بوابة صمام الأمان للمحافظة على الجنين بالرحم بشهور
الحمل الممتدة، وانعكاس ذلك كنتيجة حتمية على النسل البشري، ومؤشر الرسم
البياني لتوسع عنق الرحم المصاحب لانتقال الجنين ببطء باتجاه المهبل يؤشر
بظروفه الطبيعية لزيادة متوقعة بدرجة الألم تتناسب وجلال الحدث، فيختلف
وقعها ودرجة تحملها بين سيدة وأخرى، ولنفس السيدة أحيانا، فيلعب مؤشر
الاستعداد لاجتيازها أمرا مقدرا ومحددا، وقد يكون مبالغا بوقعه وأحداثه
عند البعض، لأنه حصيلة انقباض الرحم وتوسع عنقه، وجهد دفع الجنين خلال
قناة الولادة للعالم الخارجي، ورصيد الخوف المتجمع بفائدة متصاعدة في بنك
«قد» بتأثير الخبرة أو قصص مبالغة وحكايا لتجارب آخرين مات شهودها، علما
أن واقع الحال بأن جزءاً من التغيرات الفسيولوجية المصاحبة للحمل هي زيادة
جرعة التحمل للألم المحبوب بتأثير مجموعة من العوامل الهرمونية والمعدنية
والعضلية، وأهمها ارتخاء عضلات الجسم بشكل عام بفعل ارتفاع مستوى هرمون
البروجيستيرون، علي أن اعترف أن الم الولادة الأولى قد يكون الأصعب، ولكنه
بنكهة تسعد صاحبته، ويتصف بدرجة القبول والتقرب باعتباره أمل منتظر، لنجد
أن درجة تحمل الألم تختلف بين الأفراد أو على مستوى السيدة لذاتها،
والتعامل مع نوبات الألم تختلف بين سيدة وأخرى، وبين مراحل الولادة،
والتحضير المشروط على الزوج والطبيب يمثل فصلا مهما في مشروع الحمل
والولادة، وتتعقد فقراته وأحداثه لو تبين أن أحد سطور خطة الولادة تشتمل
على استخدام مختصر لمسكنات الألم تحت أعذار لا تقرأ كما كتبت.
تستطيع
السيدة عمل الكثير لتخطي مرحلة الألم والتعبير عنها بغير الصراخ، حيث ان
استعداها المسبق وتهيئتها للولادة بصورتها الصحيحة وتنفيذ النصح من أصحاب
الاختصاص يشكل المخفض الأول لدرجة الألم المصاحب للولادة، وتدرب السيدة
على اصول حركات التنفس (الشهيق والزفير) يمثل صورة أخرى من الاستيعاب
الصحيح للدرس والنجاح، والاسترخاء بالماء الفاتر قبل الشروع بدخول
المستشفى هو فن سحري آخر من فنون قتل الألم ووأده، تجيده من درست وقررت
وأدركت أن الولادة تعني ألم محبب للقلوب كواقع ونتيجة، والصراخ يولد
المزيد من التعب والمعاناة، ولن أنكر كزوج وطبيب اختصاص حق السيدة برعاية
خاصة أثناء مراحل الولادة بكل محطاتها، وإعطاء مسكنات الألم بالتوقيت
المناسب ضمن الضوابط والاصول الطبية بعيدا عن مفهوم الفزعة والرأفة،
جذورها الحرص بالمحافظة على طرفي معادلة الأمومة بالصورة المثالية،
وثمارها تمتع الطرفين بما نتمنى، فلا أجمل ولا أحلى من لحظة صراخ الجنين
بنيل استقلاله لحظة ولادته والتي تمثل نجاحا للطبيب المشرف والأم المضحية
والضيف القادم للحياة، وأما الحديث عن أنواع المسكنات والعلاجات فذلك
موضوع مقالتي الطبية القادمة في الاسبوع القادم بدعاء الصحة للجميع.
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية