اضطراب النوم.. مشكلاته والوقاية منه
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

اضطراب النوم.. مشكلاته والوقاية منه Emptyاضطراب النوم.. مشكلاته والوقاية منه

قلبي يهواك
قلبي يهواك
 نُشر في الأربعاء 21 يوليو 2010 - 15:01

د. سميح خوري


اختلالات النوم أو كما نسميها في الغالب – الارق او السهاد, هي من
الحالات المرضية التي تؤثر تأثيراً سيئاً على حالة الانسان الصحية, على
مزاجه وقدرته على العمل, واختلال النوم لمدة طويلة يسبب مرضاً.
من
المعروف طبياً بأنه يوجد مركز للنوم وآخر لليقظة في اعماق الدماغ حيث تسبب
اصابتهما اضطرابات في صحة الانسان, ونعرف ايضاً بأنه يمكن أن يصاب الانسان
باضطرابات في نومه, في حال سلامة هذين المركزين, ويعود هذا الى اسباب
اخرى. ومركز النوم في الانسان يوجد في منطقة خاصة في جسم تحت المهاد. وهذه
المنطقة تسيطر على دورة اليقظة والنوم, وحيث لم يتمكن العلماء حتى الان من
فك اللغز الذي يحيط بطريقة عمل هذه المنطقة بشكل قاطع, الا انهم يعتقدون
أن هناك علاقة عمل بينها وبين قشرة الدماغ, فيتم تبادل رسائل تنبيه
بينهما, واذا طالت فترة اليقظة يحدث انفصام بين هذه الاشارات ويضطرب ما
بينهما من انسجام, وتضعف ذبذباتها ويبدأ النوم يداعب الجفون.
واذا حدث
ان نبهت قشرة الدماغ تنبيهاً فوق المعتاد كأن تكون وسط ضوضاء او وسط مرح,
او تنشغل بالتفكير العميق أو أن تغضب, فإن عدم استمرار الاشارات بين جسم
تحت المهاد وبين قشرة الدماغ لا يكون كافياً لكي يتمكن الانسان من النوم,
أو بمعنى اكثر دقة لكي اتمكن «أنا» من النوم.
ثمة نظام معين للنوم
واليقظة, حيث ينام الانسان البالغ ثلث اليوم (8 ساعات). وكلما كبر الانسان
في سنه قل احتياجه الى النوم. غير أن الامر يختلف كثيراً في الواقع, حيث
أنه تتكدس عند المرء اسباب وعوامل كثيرة قد تسبب السهاد عند بلوغه عمراً
كبيراً..
إن نظامنا اليومي الذي يشمل النوم لمدة ثماني ساعات ليس الا
عادة التزم بها الانسان في حياته واصبحت جزءاً من نظامه الحياتي. وان مدة
النوم الضرورية تختلف باختلاف الناس, حيث ان هناك اناساً يكتفون بمدة 4
ساعات نوم في اليوم ويقومون بأعمالهم بشكل جيد اذا تأمنت الظروف الملائمة
لذلك, وهي الظروف التي تتعلق بالنظام الداخلي للانسان والظروف الحياتية
المحيطة به.
تظهر اضطرابات النوم على عدة اشكال: قد يكون النوم سطحياً,
يستيقظ الانسان خلاله كثيراً و/أو قد تضطرب بدايته. ويتميز النوم بقوانينه
ومراحله الخاصة. وهكذا تستمر مرحلة النوم البطيء أي العميق حوالي ساعة
ونصف وهي المرحلة الاولى من النوم. وتستمر المرحلة الثانية لمدة 15 دقيقة
أي النوم السريع الذي يترافق احياناً بأحلام واضحة.. ومن ثم تتكرر هاتان
المرحلتان من جديد على طول الليل عدة مرات.
البعض يسأل: هل تتوقف حاجة
الانسان للنوم على قدر تعبه؟ والواقع أنه اذا كان المرء ينام يومياً ساعات
معتدلة, فلا تتوقف الا بقدر ضئيل فقط. والنوم ليس نتيجة التعب فقط. فبقدر
ما يستطيع الانسان ان ينظم ساعات عمله وراحته, يستطيع أن ينام بشكل أفضل
وان يتخلص من الاختلالات التي لا تصيبه فقط اثناء النوم بل وانما اثناء
اليقظة ايضاً.
قد يبرز سؤال آخر: هل يضطرب النوم عند الذين يعانون من
زيادة الوزن؟ من النادر ان يلاحظ اضطراب النوم عند هؤلاء, لكن قد يختل
التنفس عندئذ مما يؤدي الى اضطراب النوم في الليل. وتجدر الاشارة الى ان
تشنج العضلات وتعرقل التنفس هما من الاسباب التي تسبب اضطراب النوم
الليلي. ولا ننسى أن الذين يشخرون اثناء نومهم يستيقظون من نومهم بسبب
شخيرهم ونقص الهواء اللازم, ومن ثم يعودون الى النوم من جديد ليتكرر هذا
الحدث عدة مرات في الليل.
كثير من الناس يعانون بين حين وآخر من
اضطرابات النوم غير ان بعضهم سريعا يستعيدون النوم الطبيعي، بينما يعاني
الآخرون من اضطرابات النوم لمدة طويلة مما يدعهم يتناولون الحبوب المنومة
من دون استشارة الطبيب. وتناول الحبوب المنومة لفترة طويلة تلحق بصحة
الانسان اضرارا وخيمة. فالطبيب وحده القادر على وصف استعمال الادوية من
حيث نوعها وفترات تناولها. ويتعين قبل كل شيء الكشف عن اسباب اضطراب النوم
وتحديد ما يرافقه من اختلالات اخرى.
الوقاية من اضطراب النوم:
يضطر
البعض الى النهوض من نومه كل ليلة في نفس الوقت ليذهب الى التواليت، من
دون ان تكون هناك اعراض مرضية تبرر الامر، والنصيحة تقضي بامتناعه عن شرب
السوائل قبل النوم مباشرة ومحاولته ضغط نفسه حتى الصباح اذا امكن.
وسوف
يكون النوم كاملا دائما اذا كان المرء يرقد للنوم ويطفئ النور في نفس
الوقت كل يوم، كما يجب الاستيقاظ من النوم في وقت واحد دائماً. وهذا ينطبق
ايضا على ايام العطلة الاسبوعية والاعياد وان لا يقضي الشخص وقتا اطول في
الفراش.
يستفيد بعض الناس من تناول كأس من حليب دافئ أو كوب من
اليانسون قبل النوم. ومن المستحسن ايضاً الاستحمام بالماء الدافئ ساعتين
قبل النوم وأن لا يكون الماء ساخناً. ويفضل أن ينام الانسان في نفس السرير
ونفس الفراش اللذين تعود عليهما. وكذلك يجب تهوية الغرفة جيداً, ومن
الافضل ايضاً لو ترك شباك الغرفة مفتوحاً لحد ما, حيث انه تم التأكد من ان
انخفاض درجة حرارة الجسم, ولو قليلاً, يؤدي أو يساعد المرء في الاستغراق
في النوم, لكن النوم ليلاً يكون عميقاً ايضاً اذا ساد الظلام في الغرفة.
وعلى
الانسان ان يتجنب السهرات الطويلة واللعب بالورق طوال الليل والقراءة في
الليل, لأن تصرفا كهذا, يكوّن عند الانسان انواعاً عديدة من الانعكاسات
المشروطة بعدم النوم.
ان النوم عزيزي القارئ عملية مهمة جداً تضمن لجسمك عملاً طبيعياً في أية ظروف.



مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية