لغز الموت
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

لغز الموت Emptyلغز الموت

اسيرة العشق
اسيرة العشق
 نُشر في السبت 17 يوليو 2010 - 3:41

الموت.. هذا اللغز المحيِّر للألباب، متى يُوفَّق الإنسان في حلِّه؟!

الموت، أوَّلاً، ليس بالحادث المحتمل، أو الممكن الحدوث، فهو الحتمية بعينها، وهو شكل الزوال في الكائنات الحيَّة. وحتميته هي ذاتها حتمية الزوال الذي هو نهاية كل شيء نشأ وينشأ، وما من شيء في الوجود إلا وله تاريخ، أي ماضٍ وحاضر ومستقبل.

العِلْم، ومهما تطوَّر، لن يتوصل، أبدا، إلى "منع الموت"، فكل ما يستطيعه، حاضرا ومستقبلا، لا يتعدى تأخير الموت، أي إطالة عمر الكائن الحي.

وإذا كان من شيء يخشاه الإنسان خشية لا نظير لها، ولا مبرر لها في الوقت عينه، فإنَّ الموت هو هذا الشيء!

الإنسان في خشيته يكون واقعيا إذا ما خشي كل شيء يمكن أنْ يؤلمه جسديا أو نفسيا مثل المرض؛ ولكنَّه يكون غير واقعي إذا ما خشي الموت؛ لأنَّه المصيبة الوحيدة التي لا تؤلم مَنْ حلَّت به لا جسديا ولا نفسيا، فالموت والوعي لا يجتمعان.

هل في الموت وعي أو إحساس؟ ليس من جواب عن هذا السؤال يُجْمِع عليه البشر. قد تتوصَّل الأبحاث العلمية إلى ما يؤكد أنْ ليس من وعي أو إحساس في الموت، أي لدى الميِّت؛ ولكن الصعوبة الكبرى تكمن في إقناع البشر بذلك؛ أمَّا السبب فهو أنَّ ما مِنْ ميِّت قد عاد إلينا ليخبرنا عن "تجربته في الموت"!

وهذا يكفي لبقاء الأحياء من البشر في خشية وخوف من الموت!

ولا شكَّ في أنَّ "عذاب القبر"، بحسب معتقدات دينية، يغذِّي الخوف من الموت لدى البشر، الذين في تديُّنهم يسعون في التغلُّب، قدر الإمكان، على شعورهم بالخوف من الموت.

وثمة مَنْ يميل إلى فهم الموت على أنَّه حالة تشبه "الغيبوبة (المؤقتة) عن الوعي"، مستنتجين من تجربة الإنسان الذي استردَّ وعيه أنَّ الوعي أو الإحساس لا وجود له في الموت، وأنَّ الخوف من الموت هو، بالتالي، خوف غير واقعي وغير مبرَّر.

نحن جميعا ننظر إلى الموت على أنَّه حادث يأخذ الإنسان، أو الكائن الحي، بغتة، فالموت لا يحدث في سنوات أو شهور أو أسابيع أو أيام أو ساعات أو دقائق. إنَّه حادث لا يستغرق حدوثه سوى "لحظة"، أي يستغرق من الوقت ما يعدل مقدار لحظ العين.

غير أنَّ ذلك لا يعدل الحقيقة كاملة؛ وإنَّما جزء منها، فالموت، أوَّلا، هو جزء لا يتجزأ من الحياة، فالموت يبدأ في الإنسان مع ولادته، وينمو فيه مع نموِّه؛ ثمَّ أنَّ شيئا من الحياة يستمر مدَّة من الزمن بعد الموت؛ والدليل على ذلك هو عودة الحياة إلى الإنسان بعد دقائق من موته.

وأحسب أنَّ الإسلام قد أحرز تفوُّقا لا مثيل له في التغلُّب على شعور الإنسان (الذي أسلم) بالخوف من الموت في أثناء القتال على وجه الخصوص إذ جعل هذا الإنسان يؤمن إيمانا لا يتزعزع بأنَّ الموت هو شيء يعلمه ويريده ويقرره الله وحده، وبأنَّ الإنسان لا يقدر، بالتالي، أنْ يفعل أي شيء من أجل اجتناب الموت، الذي يدرك البشر ولو كانوا في أبراج مشيَّدة.

هذا الإيمان جعل المقاتل المسلم يركب الأهوال في الحروب، فلا خوف لديه من الموت؛ لأنَّ اقتحام الأهوال ليس سببا للموت في معتقده، فإذا كان الله يريد له البقاء على قيد الحياة فلن يموت ولو ألقى بنفسه في النار، وإذا كان يريد له الموت فسيموت ولو كان في برج مشيَّد.

يُقال إنَّ الخوف من الفشل يُقْعِد الإنسان ويحول بينه وبين المحاولة، فنراه يحجم عن القيام بأي عمل مهم خشية أنْ يفشل. وللخوف من الموت تأثير ضار مشابه، فهو يمنع الإنسان من أنْ يعيش حياته في طريقة إيجابية، وكما يمكنه وينبغي له أنْ يعيشها.

إنَّ البشر في حاجة إلى تلقِّي تربية جديدة، تجعلهم يفهمون الموت فهما يجعلهم أبناء الحياة!

لغز الموت Emptyرد: لغز الموت

لينا
لينا
المدير العام

المدير العام
 نُشر في الأحد 18 يوليو 2010 - 19:14

موضوع رائع
جزاكي الله كل خير
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية