صحفيان إسرائيلي وأردني يسردان قصة لن يسردها شخص آخر !!
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

صحفيان إسرائيلي وأردني يسردان قصة لن يسردها شخص آخر !! Emptyصحفيان إسرائيلي وأردني يسردان قصة لن يسردها شخص آخر !!

avatar
شملت والنيه اربد
المدير العام

المدير العام
 نُشر في الأربعاء 7 أبريل 2010 - 6:42

كان من المفترض أن يكون الأمر تجربة في التغطية الإعلامية العابرة للثقافات: العثور على قصة تُبرز الإنسانية المشتركة بين جميع الأمم والشعوب.

كنا كأردني وإسرائيلية نشكّل ثنائياً منطقياً، فبلدانا متجاوران ويفترض أنهما بحالة سلام مع بعضهما. إلا أن كلاً منهما يشكّل طرفاً في نزاع إقليمي استعر اواره لمدة طويلة. لذا شعرنا أن هناك العديد من مجالات التعاون المحتملة التي يمكن إبرازها.

بحثنا إمكانية الكتابة عن البيئة والمياه والاتّجار بالبشر وتهريب الأسلحة واللاجئين، قبل الاتفاق على الجيل الأصغر عمراً في كل من بلدينا، مركّزين بالذات على التعليم. بدأنا نتساءل، ما الذي يتعلمه أبناؤنا عن الناس على الطرف الآخر من حدودنا المشتركة؟

عندما تم توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل والأردن عام 1994، كان هناك تأكيد على تطبيع الروابط في كافة النواحي الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وليس السياسة فقط. إلا أن التركيز بقي على السياسة على حساب جميع القضايا الأخرى. لسوء الحظ أن هذا التركيز أدى إلى تدهور العلاقات لدرجة أنها أصبحت الآن حسب الاعتقاد السائد أسوأ مما كانت عليه قبل توقيع معاهدة السلام.

قمنا لغايات كتابة هذا المقال بمقابلة تلاميذ مدارس وطلبة جامعيين وأساتذة ومعلمين ومسؤولي وزارة التربية والتعليم وخبراء مختلفين في كلا البلدين. أصابتنا صدمة مما اكتشفناه، وشعرنا بالخجل من الاعتراف بأن الصور النمطية والخرافات التي يصدقها مواطنون عن جيرانهم ليست هي بالتأكيد المعتقدات التي يمكن أن تسمح للسلام أن يسير باتجاه إيجابي.

لقد وجدنا أن النظام التربوي في إسرائيل يقف في صالح تعليم الصغار اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وهو أمر يثير الدهشة. فكل تلميذ إسرائيلي مُلزم بتعلّم اللغة العربية العامية، ولكن الدراسات الإسلامية اختيارية. إلا أنه من بين مليون ونصف المليون من التلاميذ في أي من الأنظمة التربوية الثلاثة اليهودية، العلمانية والدينية ونظم العلوم الدينية المتشددة، لا يدرس الإسلام سوى 500 تلميذ حتى مرحلة التخرج، حسب وزارة التعليم الإسرائيلية.

الوضع مُثبِط للهمّة أكثر في الأردن، حيث لا يحصل التلاميذ على الفرصة لدراسة اليهودية، دعك من تعلّم العبرية أو أي من النواحي الإيجابية للحياة أو الثقافة الإسرائيلية. إضافة إلى ذلك، يقول الأساتذة للأطفال الصغار أحياناً أن إسرائيل "هي العدو".

بدا مع هذه الاكتشافات أن كتابة هذا المقال لن تنجح في عبور أي من الحدود أو في الوصول إلى الناس. واقع الأمر أنه لو عرف الإسرائيليون والأردنيون كيف ينظر الشعب الآخر لهم أو لما يتعلمه الأطفال فقد يؤدي ذلك إلى إذكاء نيران الحقد القائم بصورة أسوأ.

كذلك لم نكن متأكدين مَن منّا سيتمتع بشجاعة كافية لنشر قصة كهذه، مغامراً بتعرضه للنقد والاستهجان في الأردن أو إسرائيل وفي الغرب، الأمر الذي يعزز ما يؤمن به الكثيرون عن الإسرائيليين والعرب، بأنهم لن يجدوا السلام أبداً.

أصغينا بدلاً من ذلك إلى صوت الإنسانية، وقررنا عدم كتابة القصة كاملة حول ما يتعلمه الأطفال في كل من البلدين عن بعضهما بعضاً، وإنما التركيز بدلاً من ذلك على الدروس الأخرى المستقاة من هذا المشروع المشترك، وهو قصتنا في البحث عن أرضية مشتركة بين شخصين من بلدين مختلفين، ثقافياً ودينياً.

تشكّل الصداقة التي نشأت بيننا بالنسبة لكلينا أول تفاعل حقيقي مع شخص من "الدولة الأخرى". عمل كل منا بجد لكسر المفاهيم الموجودة قبلاً والتي نشأنا معها. قمنا أيضاً بتبادل الزيارات ومقابلة الأصدقاء وأفراد العائلة. أدركْنا كلانا وبسرعة أن البشر جميعاً متشابهون بغض النظر عما إذا كانوا يهوداً أو مسلمين، إسرائيليين أو أردنيين.

نشأ كلانا في ظلال انعدام الثقة، ولكننا جميعاً لا نريد في نهاية المطاف سوى العيش والتمتع بحقوقنا الإنسانية الأساسية، وهي إنسانية مشتركة أقوى من أية دعاية سياسية.

ورغم أننا لا نستطيع كتابة القصة كاملة لكم، إلا أننا نحث الآخرين في هذه المنطقة على حذو خطانا. فنحن نحثّ الشباب على الاجتماع معاً ضمن برامج رسمية أو غير رسمية حتى يعرفوا أن "الآخرين" بشر مثلهم. لن يسمح سوى التفاعل والترابط الشخصي للسلام أن يترعرع.

نحن بالطبع لسنا متوهمين بأن الانتقال إلى ما بعد الصور النمطية والوقوف بوجه ما انحفر في ذهن كل منا منذ نعومة أظفاره هو مهمة سهلة. إلا أنه إذا أمكن لكلينا أن نجتمع معاً بصوت واحد يتكلم من أجل السلام والثقة والإنسانية، باستطاعة أي إنسان آخر أن يفعل ذلك.

* روث إغلاش، المولودة في بريطانيا مراسلة رئيسية في الجيروساليم بوست وقد أقامت في إسرائيل منذ 15 سنة. هاني هزايمة محرر ومراسل في الجوردان تايمز منذ العام 2000. كُتب هذا المقال لخدمة الأرضية المشتركة الإخبارية.

مصدر المقال: خدمة الأرضية المشتركة الإخبارية

(عن موقع عمان نت)
آراء القرّاء (3) [b]
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية