ذكرى مولد الكاتب البريطاني جورج أورويل
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

ذكرى مولد الكاتب البريطاني جورج أورويل Emptyذكرى مولد الكاتب البريطاني جورج أورويل

avatar
شملت والنيه اربد
المدير العام

المدير العام
 نُشر في الإثنين 28 يونيو 2010 - 4:22

مرت أمس ذكرى مولد الكاتب البريطاني جورج أورويل ( 25 يونيو 1903) حيث يتجدد الحديث عن روايته البارزة في تاريخ الأدب العالمي "مزرعة الحيوانات" والتي صدرت طبعتها الأولى عام 1945 ودفعه لكتابتها فجيعته بالثورة الروسية ؛ فقد صور في الرواية عالما من الحيوانات يجسدون تاريخ الثورة البلشفية، وكيف انتهى بها الحال مع الاستبداد الستاليني.

وبحسب النقاد فالرواية في مجملها لا تدين الاستبداد فقط، بل تدين حالة الخنوع والاستسلام التي يبديها مجتمع الحيوانات تجاه كلّ ما يُمارَس ضدّه من صنوف القهر والظلم.

كما تظهر "مزرعة الحيوان" كيف يمكن لثورة قامت من أجل العدالة الاجتماعية أن تنتهي بتغيير وحشي لأفكارها، ولعل الوصية التي جاءت في مزرعة الحيوان وتصور سخرية هذا العمل أفضل تصوير هي: "جميع الحيوانات متساوية، ولكن بعضها أكثر مساواة عن الآخرين".

تتحدّث الرواية عن مزرعةٍ يملكها سكير إنجليزي يدعي السيد "جونز"، والحيوانات في هذه المزرعة تشعر أنّ أسلوبه في التعامل معها فيه الكثير من الظلم والقسوة والاستغلال، ومن ثم قامت بثورة انقلابية علي أساس مبادئ وضعها خنزير عجوز يدعي "ماجور" قبيل وفاته، حيث كان يبشر بعصر جديد، أكثر عدلا وسلاما، تسود فيه الحيوانات وتنهي عصر سيادة الإنسان.

ثم اندلعت الثورة دون تخطيط مسبق من قبل الحيوانات التي تركها صاحبها جائعة ونام، يقول أورويل: "في الدقائق الأولى لم تصدق الحيوانات ما حدث، ووجدت صعوبة في تصديق حظها الطيب، وأول عمل قامت به هو الدوران حول حدود المزرعة، وكأنها تتأكد من عدم وجود أي كائن بشري مختبئ في أي مكان هناك، ثم أسرعت عائدة إلى مباني المزرعة لإزالة ما تبقى من حكم "جونز" البغيض، وقامت بتغيير اسم المزرعة من "مزرعة القصر"، إلى "مزرعة الحيوان".

أيضا قامت الحيوانات برفع علم لمزرعتهم من اللون الأخضر مرسوم عليه حافر وقرن باللون الأبيض، اختاروا اللون الأخضر لأنه يمثل حقول انجلترا الخضراء، أما بالنسبة للحافر والقرن فهما يمثلان مستقبل جمهورية الحيوانات الذي يتحقق حين يطاح بالجنس البشري في النهاية.

نابليون المستبد



بدأت تظهر شخصيات من الحيوانات رسمها أورويل ببراعة لـ "نابليون" و"سنوبول" و"سكويلر"، وهم ثلاثة خنازير كانوا قادة العمل الثوري، وتولوا إدارة العمل في المزرعة، وتنظيمه، رافعةً خلال ذلك وصايا تدعو إلى الإخلاص في العمل والتفاني فيه لإقامة المجتمع الحيوانيّ الجديد الذي تسوده قيم الرخاء والعدل.

فكما ورد بالرواية تم تقسيم مبادئ الحيوانية إلى سبع وصايا هي: كل ما يسير على قدمين هو عدو، كل ما يسير على أربعة أقدام أو له أجنحة هو صديق، يحظر على الحيوان ارتداء ملابس، يحظر على الحيوان النوم في سرير، يحظر على الحيوان شرب الكحول، يحظر على الحيوان قتل أي حيوان آخر، وجميع الحيوانات متساوية".

ويرسم اورويل ملامح كل شخصية فـ"نابليون" سياسي محنك، و"سنوبول" واسع الذكاء والمعرفة، و"سكويلر" كان مقنعا ومتحدثا لبقا، حتي "أشيع عنه أنه قادر على تحويل الأسود إلى أبيض".

أيضا هناك شخصيات أخرى مؤثرة مثل الحصان "بوكسر" و"كلوفر" الفرس والمهرة اللعوب "مولي" التي تهرب بعد الثورة لتحصل علي قطع السكر من صاحب مزرعة مجاورة، و"بنيامين" الحمار الحكيم الصامت.

ولكن باسم الحرية استُعبِدت هذه الحيوانات، واسلبت حقوقها، وجُوّعت، وسُفِكت دماؤها، وذلك حين تمكّن الخنزير"نابليون" من طرد رفيق دربه "سنوبول"، والاستئثار بالسلطة، مستعيناً بمجموعةٍ من الكلاب التي درّبها منذ كانت جراءً صغيرةً لتكون جهاز أمنه الخاص.

وتتتابع الأحداث ليتحول نابليون إلى زعيم، لا يظهر إلا في المناسبات، ويلقي ببياناته، التي تحولت لاحقا إلى أوامر، عبر "سكويلر"، وتدريجيا بدأت حصة الحيوانات من الطعام تقل شيئا فشيئا، ولكن دائما "سكويلر" كان يؤكد أنها عبر الأرقام والإحصائيات الزائفة أكثر بكثير من حصتهم عندما كان جونز سيد المزرعة، وكانت الحيوانات تصدق رغم جوعها.

يقول أورويل: "بدأت الخنازير تستأثر بلبن الأبقار، والتفاح وكان "سكويلر" الخنزير الخطيب المفوه يبرر ذلك لمعشر الحيوانات الثائرين والمتذمرين قائلا: أيها الرفاق لا أظنكم تتخيلون أننا معشر الخنازير نقوم بهذا بروح الأنانية والتميز!، فالكثير منا لا يحب الحليب ولا التفاح، ولكن هدفنا الوحيد من أخذ هذه الأشياء هو المحافظة على صحتنا، نحن الخنازير نعمل بعقولنا ونهتم بمصلحتكم ليل نهار، ومن أجلكم نشرب هذا الحليب ونأكل تلك التفاحات"!

تغيير المبادئ



بالتدريج بدأ "نابليون" وأعوانه في تغيير قيم "ماجور" ومبادئ الثورة التي قام بها الحيوانات، غيروا في الوصايا السبع التي نقشت علي حائط المزرعة فور اندلاع الثورة، بدأ ذلك بشكل مستتر في البداية، تسبقه وتلحق به مبررات كثيرة، سرعان ما تحول إلى تغير فج.

حيث أعلن نابليون أنه قرر اعتماد سياسة جديدة وهي التجارة مع المزارع المجاورة ليس بالطبع لأي غرض تجاري بل لمجرد الحصول على مواد معينة لها ضرورة ملحة، وأحست الحيوانات ثانية بشعور من القلق الغامض ألم يكن التعامل مع بني البشر وعدم مزاولة التجارة وعدم استخدام المال هي من بين التوصيات الأولية التي اتخذت بعد طرد جونز؟.
وكالعادة قام "سكويلر" بجولة حول المزرعة وهدأ من مخاوف الحيوانات وأراح عقولها وأكد لها أن التوصيات ضد مزاولة التجارة وتداول المال لم تتم الموافقة عليها بل كانت مجرد خيال ولعلها أثر من آثار أكاذيب روجها "سنوبول" في البداية.

لم تقتصر مواقف الخنازير على ذلك فقط، ولكنها انتقلت فجأة للسكن في قصر المزرعة، وتمكن "سكويلر"من جديد من اقناعها بأنه ضروريا للخنازير التي هي العقول المدبرة لدى المزرعة أن تجد لها مكانا مريحا تعمل فيه، وكذلك فمن اللائق لكرامة القائد – هكذا اعتاد أن يلقب "نابليون" – أن يعيش في قصر بدلا من مجرد مربط.

ولم تكتف الخنازير بتناول الطعام في المطبخ واستخدام غرفة الاستقبال كغرفة للترفيه، بل كانت تنام في الأسرة أيضا، ومضى الحيوانات لقراءة الوصية الرابعة التي تحظر على الحيوانات النوم في سرير وأقنعهم "سويكلر" أن الوصايا تتضمن حظر النوم على سرير به ملاءات - وهو ما تم اضافته من قبل نابليون وأعوانه - مؤكدا لهم أن السرير ما هو إلا مجرد مكان ننام فيه، ولقد أزلنا الملاءات من منزل المزرعة وننام بين البطاطين.

ولم يكتف نابليون الذي كان قائد من قواد الثورة في السباق بهذا الاستبداد فقط، بل كان يعيش في جناح مستقل عن الآخرين، ويتناول طعامه وحده ويأكل دائما مأكولات خاصة موجودة في الخزانة الزجاجية في حجرة الاستقبال.

كما درجت العادة أن يمنح لنابليون شرف كل انجاز ناجح، فكثيرا ما تسمع إحدى الدجاجات وهي تقول لغيرها: تحت رعاية قادئنا، الرفيق نابليون وضعت خمس بيضات في ستة أيام!، أو تسمع هتاف بقرتين مستمتعيتين بالشرب من البركة: ما أحلى طعم هذا الماء! شكرا لقيادة الرفيق نابليون!.

أيضا انتهك "نابليون" بفضل صمت رعيته باقي الوصايا فأصبح يشرب الخمر وعدلت الوصية الخامسة إلى "يحظر على الحيوان شرب الخمر حتى الثمالة"، وأعلنت مزرعة الحيوان جمهورية وأصبح من الضروري انتخاب رئيس لها، ولم يكن هناك سوى مرشح واحد هو نابليون الذي تم انتخابه بالاجماع.

وفي نهاية الرواية، نجد نابليون وقد سكن بيت جونز بعد أن كان سكن المنازل محرما علي الحيوانات، إلى أن ظهر نابليون واقفا على قدمين!! وأصبح لا وجود سوى لوصية واحدة من الوصايا السبعة وهي أن: "جميع الحيوانات متساوية..لكن بعضها أكثر مساواة عن الآخرين!!".

وأخرج نابليون ملابس جونز من الخزائن وارتداها، واشتركت الخنازير في جرائد "ديلي ميرور" وغيرها، وركبت تليفون، واشترت لأنفسها جهاز لاسلكي، وأعلن أن العلم أزيل منه القرن والحافر، وتغيرت اسم المزرعة مرة أخرى إلى "مزرعة القصر"، وهكذا يجلس "نابليون" و"سكويلر" مع مزارعين آخرين من الجيران، يلعبون الورق سويا، ويؤكد "نابليون" ألا مشكلة حقيقية بين الحيوانات وبين بني آدم، ولذلك كان من العسير على الحيوانات في النهاية أن تعرف من هو الإنسان ومن هو الخنزير.

بطاقة تعريف

جورج أورويل ولد في 25 يونيو 1903، وتوفي في 21 يناير 1950 وهو كاتب وروائي بريطاني اسمه الحقيقي إريك آرثر بلير، وجورج أورويل هو الاسم المستعار له والذي اشتهر به، ولد في قرية مونتهاري بولاية البنجاب الهندية لأسرة متوسطة الحال.

سافر للعمل عام 1922 في شرطة الإمبراطورية الهندية في بورما لمدة خمس سنوات تعاطف فيها حقيقة مع البورميين فاستقال ، وفي ديسمبر عام 1929 بدأ إريك في كتابة أول كتبه، وكان عبارة عن تقرير عن تلك الفترات التي عاشها في كل من لندن وباريس بين الفقراء، ونشر كتابه الثاني "أيام بورمية" الذي تناول فيه خبراته في فترة الخدمة الاستعمارية في بورما.

في عام 1935 م كتب رواية "ابنة قسيس", وفي عام 1936 م كتب روايته "دع الزنبقة تطير"، في عام 1937 كتب تقريره "الطريق إلى ويجان بيير"، انتقد فيه كلا من النظام الطبقي الإنجليزي والاشتراكية الإنجليزية, وفي نهاية عام 1936 توجه أورويل إلى إسبانيا ليعمل مراسلا صحفيا وقد دون أورويل خبراته التي عاشها في الحرب الإسبانية في كتاب أصدره عام 1938 بعنوان "تقديرا لكاتالونيا".

في عام 1938 أصيب أورويل بالسل وسافر لقضاء بعض الوقت في المغرب، وهناك ألف روايته الثالثة "الخروج إلى المتنفس" التي نشرت عام 1939 م ، وقد رحل أورويل عام 1950 متأثرا بمرض السل ولم يكمل الخمسين من العمر.





remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية