ما هذا الصوت ؟

هه ؟ ... دعني أركز قليلاً

انه صوت قلم ... يكتب

دعونا نقترب ... قليلاً

انه يأتي من خلف هذا الباب ... شئ عجيب

كيف لقلم أني يأتي صوته من خلف الباب ؟

و لكن يبدو أنه هذا الهدوء غير المعتاد يجعل الشخص يسمع دبيب النملة

سأدخل ... و لكن بـهدوء

أريد أن أرى مالذي يحدث خلف هذا الباب

فتحت الباب ... بهدوء شديد



و رأيت ذلك الشخص ... الممسكاً قلمه و يكتب

اقتربت منه و لم شعر بي

فقد كان يوليني ظهره

هل من اللباقة أن أقرأ ما يكتب ؟ ... أظنها تنافي أبسط قواعد اللياقة

و لكني أريد أن أعرف مالذي يكتبه هذا الشخص ... فأنا شديد الحماس لذلك

يبدو أن فضولي سيغلبني هذه المرة ... سأقرأ

و بدأت عيناي تقرأ ما يكتب هذا الشخص

و تقرأ ... و تقرأ


سيدة عمري ... سيدتي الحبيبة

معشوقتي ... حبيبة عمري و كياني

حبيبتي ... ياااااه يا حبيبتي

أتعلمين أن كلمة "حبيبتي" قالها العشاق على مدى الزمان

حتى أصبحت كلمة مستهلكة

و لكني عندما أقولها أنا ... و أنا أتذكرك

أجدها كلمة و كأنها لأول مرة تُنطق من بشر

لأني أقولها بقلب يرجف من شوقي لجمالك الأخاذ

حبيبتي أرجنتينا ... هذه رسالة بسيطة

من عاشق أحبك حتى احتار فيه الحب نفسه




من عاشق أثرتي فيه معاني الحب السامية ... حتى غار منه روميو

لماذا غار منه روميو ؟

لأنه لم يعبر لجولييت عن مقدار حبه لها ... كما عبرت أنا بحبي لك

نعم يا روميو ... لم تكن تحب جولييت بقدرما أحب أنا أرجنتينا



حبيبتي ... هل أكتفيتي بتعبيري عن حبي لك ؟

هل بدأتي تشعرين بالملل ؟

هل لسان حالك يقول : لقد أحبني الكثير و لم يزدهم هذا شيئاً ؟

حسناً حبيبتي ... سأدخل في فحوى رسالتي

حبيبتي ... لقد أضطهدتني بحبك ... و ما أجمله أضطهاد

أخاف عليكي و أنتي قوية ... و أنتي ضعيفة

لا يتركني الخوف عليكي أبداً

فكيف ستفعلين حبيبتي ... و قد ابتعد عنك من يحموكي ؟


كيف ستفعلين و قد رأيتي ما آل اليه حال أسدك الشرس ؟؟؟؟

بالتأكيد تحبيه ... فهو يحبك

هذا المقاتل الذي يحميكي ... هذا الذي يبكي بحبك حتى وهو في فراش مرضه

كيف ستفعلين ؟ ... و قد أبتعد عنك أسد هصور ؟

بل و أعتى من ذلك ... كيف ستفعلين و قد ابتعد عنك هذا ؟



هذا المقاتل الشرس ... الذي ربما لن يكون هناك ليحمي جمالك الاخاذ من غدر الاعداء

مقاتلك المخلص ... ؟؟؟؟؟؟؟؟

كيف ستفعلين يا حبيبتي ؟ ... أرجوكي يا حبيبتي أجيبيني

أعلم ... أن رسائل كثيرة ربما تصلك يوماً وراء يوم

و لكني أتمنى أن تستشعري تلك الرجفة في أصابعي و أنا أكتب لك هذه الكلمات


و قد تبلل بعض أجزاء الرسالة بدموعي الساخنة ... أرجوكي أرجنتينا

أجيبيني ... أجيبيني بالله عليكي

سأنتظر ردك ... سأنتظر ردك على أحر من الجمر

فلن أيأس أبداً ... و لن أتركك حتى تطمئني قلبي الولهان

محبك المجنون ... ؟؟؟؟؟

خط كلمته الاخيرة ... و نزل على الطاولة و أخذ يبكي

و أنا أنظر اليه بنظرات جمعت بين الذهول لما أرى ... و الاحترام

بين الاستغراب لمرأى محب بهذا الحب ... و بين الحسد لهذه المعشوقة التي وجدت هذا المحب

فيا ترى ... هل سترد عليه معشوقته ... و تروي ضمئاه ؟

ربما ... ربما تراه في هذا المكان ... ولو بعد حين