القنوات الفضائية الأردنية ، ودورها الريادي في الإصلاح بقلم – الكاتب .. محمد القصاص
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

القنوات الفضائية الأردنية ، ودورها الريادي في الإصلاح بقلم – الكاتب .. محمد القصاص Emptyالقنوات الفضائية الأردنية ، ودورها الريادي في الإصلاح بقلم – الكاتب .. محمد القصاص

avatar
شملت والنيه اربد
المدير العام

المدير العام
 نُشر في الثلاثاء 15 يناير 2013 - 5:50


الشعب الأردني .. الذي يتعاطى المورفين المهديء صباح مساء .. يحاول الإقلاع عن هذه العادة السيئة ، ويتجهُ نحو وجهة مختلفة ، وهي البحث عن طريقة أخرى يسلي بها خاطره ، لينسى همومه ، ويداوي جراحه ، فلم يجد بدا من متابعة الأهازيج والأناشيد الوطنية ، عبر قنواتنا الفضائية ، حتى أصبح المتابع لتلك القنوات المتعددة .. يعتقد ولأول وهلة أن الأردن يخوض معركة تحرير ضد الإمبريالية والاستعمار والمحتل الصهيوني كل ذلك في آن واحد .
عرف المتعاطون لأنواع شتى من الحبوب المخدرة والمورفين المهديء ، ولكل أنواع المهدئات والمخدرات المعروفة في أوساط المتعاطين لها ، أنها لا تجدي نفعا ، بعد أن أدمنوا عليها وتعاطوها لمدة عشرين عاما ونيف .. وأصبح الشعب يدرك ، بأن الحلَّ ليس بالتعاطي ، ولا بالتخدير ، لكن الحل ، هو أن تقوم القنوات الفضائية بمعالجة قضايانا ومشاكلنا الاقتصادية ، وتواكب كل حركة تقوم بها الحكومة نحو الاتجاه الخاطيء لتثنيها عن ارتكاب المزيد من الإثم والعدوان بحق الشعب المكبل المظلوم .
وأقول الاتجاه الخاطيء .. لأننا لم نلحظ أي تحرك نحو الاتجاه الصحيح ، وكأن حكومة السيد عون أعلنت إفلاسها وعجزها عن معالجة كل القضايا ، ولا حتى عن متابعة التصرفات الرعناء اللامسئولة التي بدأت تلوح في الأفق ، من إشاعات تصدر عن مجلسي الأعيان والنواب .. بجرأة لم نلمس مثلها على مر التاريخ النيابي في المملكة .. أخذ النواب والأعيان يلوحون بطلبات لا مشروعة وليست مبررة .. يطالبون برواتب مدى الحياة ، وجوازات سفر حمراء وربما حصانة دبلوماسية مؤبدة ، لكي يفعل كلُّ من تسول له نفسه ما يفعل ، تحت مظلة القانون البائد.. المزيف أصلا والمترهل ، وفي غياب العدالة أو ضعفها كلية أمام قوى الشر المتفشية في مناحي شتى في كيان القضاء والعدل الأردني .. وبحيث لم يكن بوسع القضاء الاستعجال بحل المشاكل العالقة ، بعد أن سمعنا مرارا بأن رئيس لجنة مكافحة الفساد حاول الاستقالة من مهامه عدة مرات ، ولكنه لم يوفق .
القضاء الأردني الذي ظل عقودا طويلة خامدا تحت رماد الإهمال والنسيان والمماطلة جراء التأثير الشديد لمراكز القوى التي كانت تعيث في بلدنا فسادا .. لدرجة أن المحاكم النظامية التي يعرف الجميع أن من واجبها البت بقضايا الناس على أساس عادل لا يختلف عليه خصمين . وكذلك حلّ مشاكل الناس ، وتحصيل حقوقهم من براثن الظالمين ..
وأنا واحد من الناس كانت لي تجربة مريرة .. مع المحاكم النظامية والمحامين ، فقد كانت لي قضية واضحة وضوح الشمس ، ومثبتة بوثائق رسمية ، ظلت تراوح مكانها في أدراج القضاة وفي أرشيف المحكمة منذ عام 1994 وحتى عام 2004م تقريبا ، حينما أتاني صدفة ذلك الإنسان الذي عليه الحق بعد إصابته بمرض خبيث وشعوره بدنو أجله ، ودفع لي المبلغ الذي عليه بعد أن سامحته بأكثر من ثلاثمائة دينار مقابل هذا التصرف .
من هنا .. جاء دور القنوات الفضائية ، التي كان من واجبها السعي لبيان الحقائق ، ومناقشة القضايا التي تهم مصلحة الوطن ، لا أن تسخر قنواتها الفضائية وإمكاناتها الإعلامية من أجل التطبيل والتزمير ، وبث الأهازيج والأغاني الوطنية ، وأغاني الدبكة ، وكأن أعيادنا الوطنية ، أصبحت تتجاوز ثلاثمائة وخمسة وستين عيدا ، بعدد أيام السنة الشمسية بالكامل .
أنا من الذين تفاجأوا بأسلوب القنوات الفضائية ، الذي ملَّه الناس وكرهوا حتى المناسبات الوطنية بسبب التسيب المفرط لدى تلك القنوات ، وما تبثه من استهتار بمشاعر البشر . إذا قال لي أحدكم بأن الأهازيج وأغاني الدبكة وإيقاع الحرب التي لا تنقطع ، تغنيه هو وأسرته عن تناول وجبة من الخبز الحاف .. فعليه أن يبادر إلى دحظ ادعائي هذا ، وأنا سأتراجع عن مقالي وأسحبه من على صفحات المواقع . والمستفيد الوحيد من تلك الأهازيج هم ثلة من الذين يصدحون ليل نهار بأصواتهم الجهورية ، وكأن الشعب الأردني بالفعل استنفذ كل طاقاته ، ولم يعد لديه سوى استغلال طاقات تلك الحناجر .. بالأهازيج وأغاني الدبكات ، وغير ذلك من أمور أصبحت مملة .
أليس من واجب القنوات الفضائية ، أن تبدأ بمعالجة القضايا الحساسة ، وأن تبحث عن مواطن الخلل ، وأن تحاول إسكات تلك الأصوات التي لا تفتأ باحثة عن اختراع التهم للأردن وأهله .. بل وتحاول إثارة الفتن والنزاعات ، وإذكاء نار الفتنة ، بأجندة خارجية يتخذها بعض أعداء هذا الوطن للوصول إلى غايات خبيثت في أنفسهم ؟، بل اعتبروه حقا مكتبسا يغنمون من ورائه أي مغنم ، أو يحاولون الوصول إلى إذلال وإركاع الشعب الأردني ليصل إلى حالة الذل والإنكسار والإستجداء والتنحي عن قيامه بواجباته نحو وطنه .
أليس من واجب القنوات الفضائية ، أن توفد بعض رجالات الفكر والتربويين إلى الجامعات والمدارس لتستطلع أحوال طلابنا وطالباتنا من أبناء الفقراء ، الذين يذوقون الأمرين أيام دراستهم ، في معيشتهم هم وأسرهم ؟.
أليس من واجب القنوات الفضائية ، أن تستطلع أحوال طلاب الجامعات ، وما يحيق بهم من ترهل ، وبعد عن ممارسة حقهم بكل شجاعة على مقاعد الدرس . إذ أن حرية الطالب الجامعي مهضومة إلى حد لا يمكن قبوله ، إلا من سوء الخلق والانحدار نحو الفاحشة والرذيلة ، فهذا شيء مباح ، لأنه ليس من شأن الجامعة ، بل هو شأن خاص بالطلاب الذين لم يعد للأخلاق بنظرهم أي قيمة ..
أليس من الأجدر أن توفد القنوات الفضائية مبعوثيها لاستطلاع الترهل والمخادعة التي تتخذها المدارس الخاصة ظنا منها بأنها تخدع أولياء الأمور ، بوضع العلامات الخيالية ، وربما كانت معظمها فوق الامتياز ، وهي في حقيقتها شيء لا يمكن قبوله .. أوفدوا إلى المدارس الخاصة رجالا يدخلون إلى الصفوف ليستطلعوا أحوال الطلاب ، وليكلفوهم بكتابة أية جملة باللغة العربية ، أو يوجهوا لهم الأسئلة بما اكتسبوا من دراساتهم على مر العام .. ثم يضعوا تصورهم هذا على شكل تقارير يرفعونها إلى أولي الأمر .
أي افراط وصلت له الجامعات والمدارس الحكومية والخاصة ، وأي تفريط يقنعنا بأن أبناءنا بأيدي أمينة ، من حيث التحصيل والأخلاق الفاضلة ؟؟
أصبح المعلمون كرعاة الأغنام ، لا احترام ولا حقوق لهم .. حتى حقوقهم المهضومة لم يحصلوا عليها إلا بعد عناء شديد .. واعتصامات وامتناع عن التدريس ، إلى أن رضخت وزارة التربية إلى مطالبهم بشكل قسري .. ورغم أنوف كل من يقف في خندق معاد للمعلم ، محاولا تجاهل الجهد الكبير الذي يبذلونه أثناء تأديتهم لواجباتهم .. مع طلاب أصبح الكثير منهم يتقن لغة الشارع التي تخرج عن مدى كل قواعد الأدب . ووزارة التربية أصمَّت آذانها ووضعت بأذُنٍ طينة وبأخرى عجينة .. وإذا ما وصلت الوقاحة بطالب ، واعتدى على المعلم ، يسعى الطالب بسباق مع الزمن ليستبق الأمور ويراجع الطبيب ، ليحصل على رابور طبي ، فيقع المعلم بعدها في حيص بيص ، ويبادر إلى المصالحة وتقبيل يد الطالب وأيادي أهله ربما ، من أجل الفوز برضاهم ، وليجنب نفسه مهانة السجن . . وبعدها يعود المعلم وهو كسير الخاطر ، ويعود الطالب وقد ازداد شرا وعدوانا ووقاحة واستهتارا بالعلم وبالمعلم ..
من هو وزير التربية الشجاع الذي يتخذ القرار الحاسم ، ويعيد الأمور إلى نصابها ، بحيث يصبح من حق المعلم أن يؤدب الطالب مستخدما كل الأساليب ، وإن استدعى ذلك ضربه ضربا مبرحا ، وبعكس ذلك فأن على أولياء الأمور أن يتحضروا لاستقبال الشكاوى وتحمل الأعباء نظير تفشي الفحش والرذيلة بين أبنائهم سواء في المدارس الثانوية أو في الجامعات ..
إنني أطالب وزارة التربية والتعليم بأن تؤمِّن لكل مدرسة من مدارسها ، استحقاقها من العِصِيّ ، إذا ما أرادت لرجالات العلم أن يحوزوا على احترام طلابهم وخاصة من المنحرفين ، حينما يتجاوزون حدود الأدب بكل بساطة واستهتار .. وحينما تبرز للعيان قضايا الترهل والفساد والاستهتار ما بين الطلاب . يذهب ضحيتها الصالح قبل الطالح .. ولقد سمعت أكثر من مرة ، بأن الطلاب المستهترين يعمدون إلى الشوشرة وإثارة الفوضى في الصف حينما تكون الحصة ذات أهمية بالغة ، وبذلك يفوُّتون الفرصة على الطلاب المتفوقين من أن يستوعبوا الحصة ، مما يضطرهم مرغمين للبحث عن التدريس الخصوصي وبأسعار خيالية تثقل كاهل الأهل وتتعب الطالب نفسه .
كما أنني أطالب وزارة التربية والتعليم بأن توقف فوضى الإذاعات المدرسية ، والإزعاجات التي تبثها في الأرجاء كل صباح ، وتتوقف عن إطالة الفترة الزمنية التي ينتظم فيها الطلاب صفوفا في ظروف جوية سيئة لأكثر من نصف ساعة ، وهم يستمعون إلى الأحاديث الفارغة والأهازيج الوطنية التي ليس لها ما يبررها وبالتالي فهي لا تسمن ولا تغني من جوع ..
وإذا كان لا بد من فعل ذلك .. فنكتفي بالسلام الملكي فقط ، وبضع آيات من الذكر الحكيم ، وأما الخطابة .. فإن من المفضل أن تتم بتنسيق تام ومسبق وفي يوم واحد في الأسبوع فقط ، لتمرين الشباب على الخطب والخطابة ، على أن تكون خطابة ذات مغزى وتعالج قضايا مهمة ، وليس مجرد صياح لاختبار أصواتهم ..
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية