قصيدةٌ و مناسبة
بقلم – الشاعر محمد القصاص

ويلٌ لِحُبٍّ ، مضى بالأمسِ وارتََحَــلا *** واليومَ أعلمُ بعدَ اليومِ ، لا أمَــــــــــــــــــلا
تلكَ الحِكَايَاتُ لو دامَتْ برونَـقِهـــــــــا *** من مَنْبَعِ الحُبِّ تَُعطِي الشَّهــدَ والعَسَلا
ويــحٌ لقلبـيَ ، إنِّي حينَ تَحْضُرِنِـــــــي *** رَسَائِلُ الشَّوقِِ أضحى غَيْـرُ مُحْتَمِــــلا
قلنا وقالتْ ، أكنَّا في الهوى رُسُــــلا *** هلْ ينفــعِ الروحَ أََنْ كنَّا لَـهُ الرُسُــــــــلا
يا ربِّ عفوَكَ من زَلَّـتْ بـــــهِ سُبــــلٌ *** كيفَ النجاةُ لمنْ لا يهتدي السُّبُـــــــــلا
طعمُ المرارةِ في حلقي له حُـــــــــــرَقٌ *** لن ينفــعِ القلبَ لو طعمُ المَــــرَارِ حَـلا؟
يا سيِّدَ الروحِ لا تحكمْ بلا خطـــــــأٍ *** منـَّـا ارتكبناهُ جَدَّاً كان أمْ هَـــــــــــزَلا
للهِ درُّكِ ، ما أنصَفْتَِنَـــا عَبَثَــــــــــــــاً *** فالجَوْرُ وَيْحَكِ بالأحْكامِ ما عَــــــــدَلا
كنَّـا مع الحُـــبِّ أجساداً بِلا ألـــــــــمٍ *** واليومَ في الــرُّوحِ آلامٌ عَلَتْ زُحَــــــــلا
هلْ أنصَفَ الليلُ نَجْمَــــاتٍ بلا ألَــــقٍ *** أو أنصَفَ الدَّهرُ عُمْرَاً كانَ مُرْتَحِـلا
أم يشتكي العِشْقُ من حُبٍّ بلا وطنٍ *** أو ينْـدُبُ القلـــبُ في آلامِهِ أجَـــــــــلا
يا مُتـْـرَعِ الكأسَ من ظُلمٍ بلا وجَــــلٍ *** هل أمكثُ العمرَ في لألائها وَجِـــلا
حسبي عليكِ ، أَأُمْضِي العُمْرَ مُنتحِبَا *** وكلُّ حيٍّ لــهُ من عُمرهِ أجَـــــــــــــلا
أشكو إليكَ ، ومنكَ المُشْتَكَى زَمَنَـــاً *** إنِّي نَذَرْتُ سأبقَى العُمْــرَ مُبْتَهِـــــــــــلا
لا تدَّعي الزُّورَ في حُبٍّ تُزَيِّنُــــــــــــــــهُ *** وتجرحِي القَلْبَ من حُكْـمٍ بـه عَجِِــلا
لا ..لا.. وربُّكِ ما قلتي بنا هَـذراً *** من سَافِــرِ القولِ والتَّجْريــــحِ مُفْتَعَـــــلا
أسْرِجْ لها القلـبَ لا تلــوي على حَـزَنٍ *** يا حَسْرَةَ القَلْبِ بالآلام مُشْتَغِــــــــــــلا
لا تُشْغِلِ البالَ في حُزْنٍ وفي كَمَــــــــدٍ *** ولا تُعاتبُ من يَـقليــــــكَ إن فَشِـــــــلا
يا بائـِـــعَ الهَمِّ في سُوق الهوى بَخِسـَاً *** فقمْ وبِِعْــنِــي بِسِعْــرِ الهَمِّ مُرْتََجِـــــــــلا
أو فاتْرِكِ القلبَ مَعْ حُزنٍ يُـنَـاغِمُــــهُ *** قَلْبٌ مُعَلَّقُ .. بِالأحْزَانِ مُتَّصِـــــــــلا
يا ويــحَ نفسيَ بــالآلامِ تتركنـــــــــــي *** ليهنــأ الغَـيرُ في ظلمي وقدْ عَــــــــــذَلا
ويحٌ لقلبيَ كم عانى الهوى تََعِِــــــــــــبا *** قد ألهبَ الصَّدْرَ بالنيران فاشْتَعَـــــلا
لا تسألي اليوم عن هَـمِّــِي وعن نَصَبي *** فهلْ يجيبُكِ مَحْزُونــا إذا سُئِـــــــــــــلا
حتى البلابلُ إن حَطَّتْ على فَـنَــنِي *** تَـرَنَّــحَ الغُصْــنُ في إنشادها ثَـمِــــــــلا
أوسَعْتِ قلبيَ في ذمٍّ وفي تُهَـــــــــــــــمٍ *** يا للتَّصَبُّرِ لـم أبـــغِ لها حِــــــــــــــــــوَلا
قدّ بتُّ أعرفُ أنَّ الحُبَّ في كَـــــذِبٍ *** يُباعدُ الدَّرْبَ ، والآمالَ ، والسُّبُـلا
عارٌ على الخُـودِ هذا العيشُ في رمَدٍ *** والقلبُ فيهنَّ قد يحيا الأسى جَـذِلا
هل تَـنْـدَمِي العمرَ يا ميراثُ أوْرِدَتِـي *** وفي الجوانحِ يــا طعمَ العذابِ حَـــلا
لن يحفظِ القَلبَ ما قُلْـتي لنــا أبَــــداً *** فـيَنْتَهِي الحُبُّ ، لا لُقْيَـا، ولا أمَـــــلا
لـقدْ تَـشَيَّبَ شَعْرُ الرأسِِ من سَغبٍ *** والعُمْـرُ قد راحَ ، قد ولَّى، وقَدْ رَحَـلا
كريحةِ المسْكِ شيبي كــــانَ من أزَلٍ *** حَتْمَاً وتَبْقى تُضَاهِي هَامَتِــــــــي الأَزَلا
فـالكلُّ يوماً إلى ميعادِهِ دَلِـِـــــــــــفٌ *** وكل حــيٍّ يُـوازي عُمرهُ الأجَــــــــــــــلا