نُشر في الإثنين 21 نوفمبر 2011 - 1:48
قصيدة ابن البواب الرائية حول تقنية الخط الجميل:
اغلب المراجع والكتب التي ارخت للخط العربي تذكر قصيدة ابن البواب هذه ، و يقول الاستاذ ابراهيم ضمرة في كتابه الخط العربي جذوره وتطوره عنها: وقد افرغ (أي ابن البواب ) حذقه لفن الخط والابداع فيه ، في قصيدة تعليمية حوت اسلوب تعلم الخط والابداع فيه ، وتحضير الحبر ، واستعمال الجدي منه ، وقدم فيها نصيحته للمبتدئين في هذا المجال . غير ان عبث النساخ بها اضاع كثيرا من مفرداتها بين تصحيف وتحريف الى ان تصدى لها علامة العراق الشيخ محمد بهجة ، وجرد همته فنقحها وهذبها بمعرفته ، وأثبتها في تحقيقاته :
يامن يريد إجادة التحرير = ويروم حسن الخط والتصوير
إن كان عزمك في الكتابة صادقا = فأرغب الى مولاك في التيسير
أعدد من الاقلام كل مثقف = صلب يصوغ صناعة التحبير
وإذاعمدت لبريه فتوخه = عند القياس بأوسط التقدير
أنظر الى طرفيه فأجعل بريه = من جانب التدقيق والتخصير
وأجعل لجلفته قواما عادلا = يخلو عن التطويل والتقصير
والشق وسطه ليبقى بريه = من جانبيه مُشاكل التقدير
حتى اذا أتقنت ذلك كله = اتقان طب بالمواد خبير
فأصرف لرأي القَّط عزمك كله = فالقَّطُ فيه جملة التدبير
لاتطمعنْ في أن أبوح بسره = إني أضن بسره المستور
لكن جملة ما أقول بأنه = مابين تحريف الى تدوير
وألق دواتك بالدخان مديرا= بالخل أو بالحصرم المعصور
وأضف اليه مغرة قد صولت = مع أصفر الزرنيخ والكافور
حتى إذا ما خمرت فأعمد الى = الورق النقي الناعم المخبور
فأكسبه بعد القطع بالمعصار كي = ينأى عن التشعيب والتغيير
ثم اجعل التمثيل دأبك صابرا = ما أدرك المأمول مثل صبور
ابدأ به في اللوح منتضيا له = عزما تجرده عن التشمير
لاتخجلن من الردئ تخطه = في أول التمثيل والتسطير
فالأمر يصعب ثم يرجع هينا = ولرب سهل جاء بعد عسير
حتى اذا ادركت ما أملته = أضحيت رب مسرة وحبور
فاشكر إلهك واتبع رضوانه = إن الإله يحب كل شكور
وأرغب لكفك أن تخط بنانها = خيراً تخلفه بدار غرور
فجميع فعل المرء يلقاه غدا = عند التقاء كتابه المنثور