أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة Emptyأكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة

avatar
شملت والنيه اربد
المدير العام

المدير العام
 نُشر في السبت 19 نوفمبر 2011 - 1:00

الكوميديا الإلهيّة...أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة



[size=16]لعلّ السرقة
الأدبيّة التى قام بها "دانتى آليجييرى" فيما يخص عمله الأشهر "الكوميديا
الإلهية" هى أحد أكبر و أضخم جرائم السرقة الأدبيّة فى تاريخ الفكر
الإنسانى , ولعل مايثير التعجّب و الدهشة هو أن "دانتى" أفلت بجريمته بل و
تم تكريمه و تخليد سرقته الأدبيّة على أنّها من بنات أفكاره , وهو ما
يجعلنا نبحث عن السبب فى حدوث ذلك , وحالما نعرف السبب فإن شعورنا بالدهشة
و التعجّب يتحوّل إلى شعور بالغثيان و الإزدراء للأساليب التى إنتهجتها
الحضارة الغربيّة من أجل أن تنكر فضل و أثر الحضارة الإسلاميّة/العربيّة
عليها , ومن اجل أن تقوم بتغييب و تجهيل و إنكار أى فضل لتلك الحضارة
القادمة من الشرق عليها , فإذا بها تنسب كل ما أخذته عنها إلى نفسها دون
الإشارة إلى المصدر الذى إستقت منه ما أخذت جذوره و أسسه – وفى أفضل
الأحوال فإنها قد تشير إلى ذلك إشارة عابرة فى عجالة و على إستحياء أو من
تحت الضرس- ( ولعل ما يثير الإحتقار أن الحضارة الغربيّة قامت بذلك بشكل
منهجى و منظّم و واع و ليس عن جهل أو سهو)

السرقة الأدبيّة
التى قام بها "دانتى" فى كوميدياه الإلهيّة من "رسالة الغفران" لأبى
العلاء المعرّى هى سرقة لا تحتاج إلى دليل أو إثبات (كونها مفضوحة و جليّة
كما هى شمس الظهيرة فى منتصف شهر أغسطس) , فقد قام "دانتى" بسرقة فكرة
رسالة الغفران الأدبيّة (التى كانت طليعيّة بحق) ثم قام بــ"تغريبها"
(تماماً كما نقوم نحن بالتعريب) حيث أعاد إنتاجها و صياغتها إنطلاقاً من
معطياته اللاهوتيّة و معتقداته المسيحيّة صاهراً ذلك بأسلوبه الأدبى الخاص
به (و الذى لا مجال لإنكار كمال حرفيّته و مستواه الرفيع على أى حال – من
باب إحقاق الحق-)

لا رد على الذين
يتشكّكون فى تلك السرقة الأدبيّة إلاّ دعوتهم لمطالعة رسالة الغفران لأبى
العلاء المعرّى (التى سبقت – زمنيّاً- الكوميديا الإلهيّة بعقود عديدة )
ليرى كل الشواهد و الدلائل التى تثبت سرقة "دانتى" للفكرة من أبى العلاء
المعرّى الذى كتب رسالة الغفران ردّاً على رسالة "إبن القارح" و وصف فيها
رحلة خياليّة إفتراضيّة إلى الدار الآخرة حيث قابل من قابل من مشاهير
العرب فى الجنّة و فى الأعراف و فى الجحيم.

ولعل ما يرتكز
عليه المشككين فى حدوث تلك السرقة الأدبيّة ( و بذلك تُصنّف السرقة على
أساس أنها توارد خواطر لاغير – إن إعترفوا بذلك حتّى-) هو إعتقادهم بعدم
وجود إتصال مباشر بين "دانتى" و الأدب العربى , بل و إعتقادهم بعدم وجود
أى علاقة لــ"دانتى" بالثقافة العربيّة..... و لهؤلاء أقول أن علاقة
"دانتى" بالأدب العربى علاقة و ثيقة و أن وصول الخطوط العريضة و الأفكار
الخاصة بأعمال المفكّرين و الأدباء العرب إليه كان قائماً و حادثاً , و
لكى ندرك ذلك فكل ماعلينا فعله هو معرفة أصل و فصل "دانتى" وما الذي جعله
يقوم بالإحتيال والسرقة الكبرى هذه ..

نعرف بالطبع أن الموقع الحيوى و
الثروة الطبيعية التى تمتاز بها الأراضى الإيطاليّة قد ساهمت فى تفتيت
وحدتها بين ملوك الطوائف الذين تكالبوا على الحكم فى كثير من مدنها ( وهو
ما جعلها مطمعاً للدول المجاورة لها , وعلى رأسها ألمانيا)

إيطاليا فى ذلك
العصر كانت تتخبّط فى ميدان السياسة تاركةً أوصالها تتمزّق بين الإضطرابات
التى يزكى ضرامها النبلاء من أهل البلاد و الدخلاء من الأسر الألمانيّة
الكبيرة (أسر النبلاء) , و أشهر هذه الأسر كانت أسرة "فلف" Welf التى هاجر
بعض أفرادها إلى إيطاليا منذ القرن الحادى عشر و إتصل نسبهم بالزواج من
أسرة "ديستى" (d'Este) ذات الصولة و الجولة فى التاريخ الإيطالى , و هو
نفس ماحدث مع أسرة "هوهنشتاوفن فينبلينجن" (Hohenstaufen Wiblingen) التى
نزحت فيما بعد إلى صقليّة بالجنوب الإيطالى و إستقرّت بها

و عندما توفى
الإمبراطور "لوتير" (Lothaire) و تم إنتخاب "كونراد" (Conrad) إمبراطوراً
يخلفه (وهو من أسرة "هوهنشتاوفن فينبلينجن") رفضت أسرة "فلف" الإعتراف به ,
وقام صراع ضارى بين الأسرتين كان ضحيّته المدن الإيطاليّة بطبيعة الحال

ثم... تحوّل إسم
عائلة "فلف" إلى "جويفلى" فى النطق الإيطالى , بينما تحوّل إسم عائلة
"فينبلينجن" إلى "جيبيللينى" (Ghibellini) , و إتخذت كل أسرة أنصاراً لها ,
وظل الصراع قائماً بينها إلى أن غزت فرنسا إيطاليا

فــــ....
أين "دانتى" من كل هذا؟!

"دانتى" ينحدر من
أسرة "إليزى" (Elisei) التى هى أحد فروع عائلة "فينبلينجن" التى كانت على
إتصال وثيق بالعرب فى صقليّة عن طريق التجارة و المعايشة حيث إستقر
الكثير من التجّار العرب هناك و أقاموا "خانات" خاصة بهم للإقامة بها و
قاموا بنقل عادات و تقاليد و أفكار و آداب و علوم خاصة بهم إلى تلك
المنطقة , و لعل أكثر ما يشير إلى العلاقة الوثيقة بين عائلة "دانتى" و
العرب هو أن جميع المؤرّخين للعصور الأوروبية الوسيطة ( وعلى رأسهم
"زيلّر" و "كولتون" و "بولدوين" و "باراكلاف") قد أجمعوا على أن عرب صقليّة
هم الأصل فى تحريف إسم عائلة "دانتى" (فينبلينجين) , حيث حرّف العرب إسم
العائلة إلى "جيبللو" أوّلاً (و هى عادة العرب على أى حال فى تحريف
الألفاظ الأعجميّة) ثم أخذ الإيطاليون عنهم هذه التسمية المحرّفة و صاغوها
فى صيغة الجمع بلغتهم الإيطاليّة فأصبحت "جيبللينى"

أيها السادة :

نحن أمام حالة سرقة أدبيّة واضحة تتوافر فيها عناصر إثبات هذه السرقة :

1-تطابق الفكرة
(الغير مسبوقة و غير ذات الصلة بأى عمل يسبق أو يلى العمل الذى تمّت سرقة
الفكرة منه فى الفترة الزمنية الواقعة بين ظهور العمل المسروق منه و العمل
الذى قام بسرقة الفكرة)

2- العمل الذى تعرّضت فكرته للسرقة يسبق زمنيّا العمل الذى ينكر قيامه بالسرقة

3-وجود صلات و
قنوات تنقض و تكذّب إدعاء سارق العمل ( أو المدافعين عنه) بعدم وجود
إحتمالية أو إمكانيّة لوصول فكرة العمل المسروق إلى سارق العمل

"دانتى آليجييرى"
من مواليد مدينة "فلورنسا" ( و إسمه الأصلى ليس "دانتى" بل هو " دورانتى"
الذى تم تخفيفه – كإسم دلع يعنى- لاحقاً إلى "دانتى")

دانتى تتلمذ على
يد أستاذ إسمه "برونيتو لاتينى" تعلّم منه قواعد اللغة و الخطابة و المنطق
و الرياضيّات و الهندسة و الفلك و الموسيقى .... بس الغريب جدّاً هو أن
ذكر هذا المربّى فى الكوميديا الإلهيّة لم يرد فى الفردوس , بل ذكره
"دانتى" فى الأنشودة 15 من الجحيم !!!!!

"دانتى" وقع منذ
صباه فى غرام فتاة إسمها "بياتريتشى دوناتيللى" , وعندما لقت حتفها بوباء
الطاعون خلّد "دانتى" ذكراها فى كتاب إسمه "أيّام الصبا و الشباب" (Vita
Nouva) , وهو خليط من الشعر و النثر يمزج بين المذكّرات اليوميّة و القصّة
القصيرة فى قالب إعترافات ذات صبغة سوداويّة حزينة و كئيبة تتأرجح بين
الحب و الموت..... و يعتبر الكثيرين "أيّام الصبا و الشباب" بمثابة مسودّة
أو "تسخين" للكوميديا الإلهيّة


فى مطلع
الثلاثينيّات من عمره تزوّج "دانتى" على غير المتوقّع من إمرأة تنتمى إلى
الأسرة المناوئة لأسرته , حيث تزوّج من "جيمّا دورّاتى" إبنة أحد زعماء
حزب السود ( حزب السود –Neri- هو حزب الــ"جويلفيين" الذين ينادون
بإستقلال إيطاليا تحت ظل الراية الباباويّة , بينما حزب البيض – Bianchi-
هو حزب الــ"جيبلليين" من أنصار الأرستقراطيّة و الحكم الإقطاعى فى كنف
الإمبراطوريّة الألمانية)..... ولكنّه لم يلبث أن تغلّبت على مشاعره
عصبيّته القبليّة و تعصّبه الفطرى لعائلته فإنسلخ عن حزب السود المستظل
براية البابا ليعود إلى أحضان حزب عائلته (حزب البيض) من أنصار الإمبراطور
الألمانى فريدريك الثانى ( و هذا الإمبراطور حكايته حكااااايه و من اكثر
شخصيّات التاريخ البشرى تعقيداً و إثارة للجدل.... و سيرد ذكره بالتفصيل
فى موضوع حكاوى الحكواتى )

ولكن ماحدث كان
أن حزب السود الموالى للبابا إنتصر على حزب البيض , وقرر كبار قادة حزب
السود أن يتم نفى "دانتى" , فأصيب على أثر ذلك النفى (الذى كان يراه
تعسّفياً من وجهة نظره) بإضطراب فكرى و أزمة نفسيّة زعزعت إيمانه بالله و
بالناس و بالعدالة ( و بالطبع فمن الممكن بسهولة أن نجد صدى هذه الأزمة فى
مطلع الأنشودة الأولى من الجحيم , حيث يرمز إليها بالغابة المعتمة التى
ضل طريقه فيها وهو فى سن الخامسة و الثلاثين – أى فى سنة صدور قرار نفيه-)


و
بالمناسبة...."دانتى" إستغرق 18 عاماً كاملاً فى كتابة الكوميديا الإلهيةّ
(كان فى أغلب هذه الأعوام مشرّدا و هائماً على وجهه بعد نفيه و إضطهاده )

= لا بد أن نعذر كل من يقرأ الترجمة
الإنجليزيّة للكوميديا الإلهيّة فلا يفهم الكثير منها.... فالترجمة
الإنجليزيّة هى بالأساس ترجمة تمّت باللغة الإنجليزيّة القديمة الغير
دارجة الآن , وهى ترجمة باللغة الإنجليزيّة القديمة لنص مكتوب باللغة
الإيطاليّة القديمة الغير دارجة هى الأخرى الآن


= على المستوى
اللغوى , "دانتى" ألّف كتاب عن اللغة الإيطاليّة , وتوفّى دون أن يكمله ,
وهو كتاب إسمه "العامّية الفصحى" (de Vulgaris eloquentia) , و كان قد
ألّف كذلك كتاب – أو بالأصح كتيّب- إسمه "الوليمة" (il Convivio)..... و
فى الكتابين عرض "دانتى" منظوره للّغة الإيطاليّة و قسّمها إلى قسمين
أساسيين:

اللغة العاميّة (Locutio Vulgaris)
و
اللغة الفصحى (Locutio Secundaria
Patius Artificialis) التى صنّفها على أنّها لغة الثقافة و النمو و
التقدّم المدنى و الفكرى و الروحى و الحضارى ( وهى اللغة التى كتب بها
الكوميديا الإلهيّة)



= إذا كان
"دانتى" قد سرق فكرة "الكوميديا الإلهيّة" من "رسالة الغفران"
للمعرّى...... فإننى أرى أن المعرّى قد إستوحى "رسالة الغفران" ممّا تواتر
من أحاديث نبويّة شريفة عن رحلة الإسراء و المعراج التى عَرَج فيها
المصطفى عليه الصلاة و السلام إلى السماوات العلى

عرض موجز و ملخّص للكوميديا الإلهيّة
أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة 0451208633.01.LZZZZZZZ



تنقسم الكوميديا
الإلهيّة إلى 3 أجزاء ( الجحيم , الفردوس , و المطهر – و المطهر توازى
الأعراف فى رسالة الغفران لأبى العلاء المعرّى التى قام "دانتى" بسرقة
الفكرة منها- )


أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة Woodengrvng.dore.pardiso


تضم الكوميديا
الإلهيّة 100 أنشودة (34 للجحيم , و 33 لكلاّ من المطهر و الفردوس)...... و
يقال أن "دانتى" إختار العدد "3" رمزاً للثالوث المقدّس , و الرقم "100"
لأنّه يمثّل العدد "10" مضروبا فى نفسه (لأن أهل العلم و المعرفة الغربيين
فى القرون الوسطى كانوا يعتبرون الرقم "10" رمزاً للكمال)

أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة Pm-21142-small


أمّا عن سبب
التسمية بالــ"كوميديا" فلأنّها تبدأ بما يزعج و تنتهى بما يفرح (على نقيض
التراجيديا التى تبدأ بما ترتاح إليه النفس ثم تنتهى بمأساة)

أمّا وصفها
بــ"الإلهيّة" فلا يرجع إلى ما أورده "دانتى" من رؤيته للّه فى السماوات
العلا فى آخر أنشودة الفردوس , و إنما هى صفة تخلع مجازاً فى اللغة
الإيطاليّة على كل ما يبعث على الإعجاب و الروعة لإتقانه و كماله , و بذلك
تكون ترجمتها الصحيحة إلى اللغة العربيّة هى "الكوميديا الرائعة " أو
"الكوميديا المتقنة" , ولكن نظراً لأن الخطأ الشائع المشهور يحل عادةً محل
ما هو صحيح مهجور , فقد تُرِكّت التسمية كما هى فى كل الترجمات ( وليس
ذلك قاصراً على الترجمة إلى اللغة العربيّة بل يسرى أيضاّ على الترجمات
إلى اللغات الأخرى)

أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة 250px-Michelino_DanteAndHisPoem

و فى المداخلات التالية تلخيص سريع لأجزاء الكوميديا الإلهيّة الثلاثة

-الجحيم :

تاه "دانتى" و هو
فى سن الخامسة و الثلاثين (بعد نفيه كما ذكرت سابقاً) فى غابة مظلمة ,
فحاول الخروج منها بتسلّق أحد تلالها المشمسة , ولكن إعترض طريقه فهد و
أسد و ذئبة , وبينما هو يقف يرتعد من الخوف لمح شبحاً , فطلب منه النجدة ,
فإذا هو بالشاعر اللاتينى الشهير "فيرجيليو" الذى هدّأ من روعه و أخبره
بأن حبيبة "دانتى" التى حرمه منها الموت و التى كان إسمها "بياتريتشى" (
والتى أشرت إليها فى المداخلة السابقة) هى التى أوفدته إليه لينقذه و
ليصحبه إلى الجحيم و المطهر قبل أن تصحبه هى إلى الفردوس

ويصل دانتى إلى الجحيم فيرى مكتوباً على باب الجحيم بحروف داكنة عبارة تقول :

"الطريق
إلى حيث القوم المجرمون , فأنا عدالة الخلاّق العظيم , صنعتنى يد القدرة
الإلهيّة و الحكمة السامية و الحب الأزلى ... لم يسبق وجودى غير الكائنات
السرمديّة , ولقد كتب لى الخلود ....فيا أيّها الداخلون من بابى إتركوا كل
أمل قبل دخولكم"

و يدخل "دانتى" من باب الجحيم بصحبة
مرشده (فيرجيليو) , فيجدان نفسهما فى وادِ به اناس يصرخون من لسع النحل و
حشرات أخرى (هم أرواح الذين عاشوا على الأرض دون إرتكاب آثام و لكن فى نفس
الوقت دون عمل الخير , و كذلك أرواح الجبناء و السلبيين)... ثم يجلس
"دانتى" و "فيرجيليو" فى زورق و يبحران به فى نهر من الحمم موصّل إلى طبقات
جهنّم السفلى

أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة Echo-757312

و ينام "دانتى" نوماً عميقاً أثناء تلك الرحلة ثم يستسقظ ليقص أهوال الجحيم و يصف "طوبوغرافية" الجحيم على النحو التالى :

عندما
نزل غضب الله على إبليس قذف به إلى الأرض فأحدث إبليس بثقل جسمه فجوة
هائلة على شكل مخروط رأسه فى جوف الأرض , و ينقسم هذا المخروط إلى 9 طبقات
أو دوائر يتناقص حجمها كلّما إقتربنا من رأس المخروط , و يسكن هذه
الطبقات أو الدوائر الآثمون

أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة Inferno_purgatory_paradise_map


فماهى هذه الدوائر؟!
الدائرة الأولى تسمّى "وادى الزفرات"
و تقيم فيها أرواح الأولاد الذين ماتوا دون تعميد و العلماء و الفلاسفة و
الشعراء الذين عاشوا فى عصور الوثنية و لم تدركهم المسيحية و لكنهم عملوا
أعمالاً صالحة فى حياتهم الدنيوية , و يتلخص عذاب هؤلاء فى حرمانهم من
رؤية الله

أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة Hellc14



الدائرة الثانية تضم أرواح أهل الهوى الآثمين الذين تعصف بهم زوبعة هوجاء تجعلهم يدورون حول أنفسهم

أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة Dal-div3



الدائرة الثالثة مخصصة لأرواح الطفيليين المتطفّلين و النهمين الشرهين المفرطين فى الأكل , و يتمثل عذابهم فى تساقط البرد و قطع الجليد عليهم , كما يمزّق كلب ضخم جلودهم بمخالبه
الدائرة الرابعة تقبع فيها أرواح المسرفين و البخلاء على حد السواء ,
و يدفعون بصدورهم أحجاراً و صخوراً ثقيلة , ثم تدور كل مجموعة منهم فى
إتجاه معاكس لإتجاه المجموعة التى تقابلها , ثم يتصادم أهل كل مجموعة
ببعضهم بعنف , و يتكرّر ذلك دون هوادة و دون إنقطاع


أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة Product-1555009

ثم يصل دانتى و فيرجيليو إلى مستنقع مليئ بالطين , وهو الدائرة الخامسة التى تغوص فيها أرواح مرتكبى الخطايا بدافع ثورات الغضب ( ومن بينهم أعداء دانتى من أهل فلورنسا)

أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة Adamevedante


ثم... بعد إجتياز ذلك المستنقع فى زورق يدخل "دانتى" و فيرجيليو إلى مدينة اللهب الكائنة فى الدائرة السادسة .....و هى مثوى أرواح أهل البدع و الهرطقة (حيث ترقد فى توابيت من نار)

ثم ينزل الزائران بمشقّة إلى الدرك
السابع من الجحيم..... وهو ينقسم إلى 3 دوائر.... الأولى مختصّة
بالمتهوّرين و اللصوص , و الثانية بالمنتحرين و القتلة و المغتالين , و
الثالثة بالعائبين فى الذات الإلهيّة و مرتكبى الشذوذ الجنسى

... وهؤلاء كلّهم تنزل عليهم شواظ من نار دون إنقطاع بينما هم يرقدون على
رمال محرقة فى أوضاع مختلفة ( و يجد فى هذه الدائرة معلّمه و مربّيه و
أستاذه "برونيتى" و قد شوّهت النار وجهه – غريبه... مش كده؟؟؟ مع إن هذا
الرجل هو من قام بصنع "دانتى" و تشكيل فكره بالأساس- )


أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة Dore4


أمّا الدائرة الثامنة فتتوسّطها بئر عميقة تحيط بها 10 حفر مستديرة تتصل فيما بينها بجسر من الحجارة... و يضع "دانتى" فى هذه المرتبة أرواح المرائين و هى تُضرَب بالسياط ثم تغمس فى بحيرة من الغائط , كما وضع فيها أرواح الرهبان الذين باعوا صكوك الغفران للناس بالمال و قد دُسَّت رؤوسهم فى جوف الأرض بينما إشتعلت أقدامهم ناراً , و كذلك وضع فى هذا المستوى أرواح المنجّمين و العرّافين
وهى تسير القهقرى إلى الخلف و هى محرومة من النظر إلى الأمام (لأنها
حاولت خداع الناس بإدّعائها القدرة على كشف حُجُب الغيب...ولاحظوا هنا
دلالة العقاب و علاقته بالإثم ) , و كذلك أرواح المرتشين من رجال القضاء وهى تغمس فى القطران المغلى , و أرواح المنافقين و قد غُطَّت بقلانس من رصاص مصهور(لاحظوا دلالة العقاب و علاقته بالإثم) , و قطّاع الطرق الذين تلدغهم الأفاعى فيشتعلون ناراً ثم يتحوّلون رماداً ثم يعودون إلى الحياة و هلمّ جرّى

أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة Blakesnakes2

و فى الدائرة الثامنة هذه أيضاً المختالين و المغتابين و المتفاخرين و قد تقرّحت جلودهم بعد إصابتها بالبرص و الجرب(لاحظوا دلالة العقاب و علاقته بالإثم) , و معهم أيضاً مزيّفى النقود و المرابين و قد أصيبوا بمرض الإستسقاء (لاحظوا دلالة العقاب و علاقته بالإثم)




و أخيراً.....

يصل الرجلان إلى الدائرة
التاسعة... وهى قاع الجحيم.... و تنقسم بدورها إلى 4 دوائر , و يتعذّب فى
كل منها صنف من الخونة... ففيها خائنى الرابطة الزوجيّة , و خائنى أواصر
القرابة , و خائنى الميادئ السياسيّة , و خائنى الوطن
......
وكل هؤلاء يفترسهم إبليس بأنياب حادّة ( و فى هذه المرتبة أيضاً تجد إبليس
و قد غمرته حتى صدره بحيرة من جليد و من دموع دمويّة تنساب من مآقيه
بينما هو يمضغ بين فكّيه "يهوذا" الذى خان المسيح و "بروتوس" و "كاسيوس"
اللذين خانا يوليوس قيصر الذى كان ولىّ نعمتهما


أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة Blake%20P.810-R
و بذلك تنتهى رحلة الجحيم ....
[/size]

أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة Emptyرد: أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة

avatar
شملت والنيه اربد
المدير العام

المدير العام
 نُشر في السبت 19 نوفمبر 2011 - 1:00

ملخص القصه :
غفوت إغفاءة طويلة لا علم لي بمداها ولا بما وقع لي فيها، ثم صحوت فرأيت نفسي في صحراء مد البصر مكتظة [مكتظة: مملوءة.] بأنواع من الخلق لا أحصيهم عدداً، فعلمت أني بعثت، وإنه يوم القيامة، فساورني [ساورته الهموم: واثبته وملكت ناصيته.] من الهم ما ساورني حين ذكرت ان مقداره ألف سنة من سني القيامة.



وقلت: من لي بالصبر على موقف يهلك فيه صاحبه ظمأ وجوعاً، ويحترق تحت أشعة شمس ليس بينه وبينها إلا قيد ظفر؟
فتماسكت بضعة أشهر، م لم أجد بعد ذلك إلى الصبر سبيلا، فزينت لي نفسي الكاذبة أن أذهب إلى رضوان خازن الجنان، وكنت أحمل شهادة التوبة في يدي لاسترحمه وألتمس منه الاذن بالدخول قبل انفضاض المحشر، فما زلت أرقيه بقصائد المدح المسومة [المسومة: المعلمة.] باسمه كما كنت أرقي بأمثالها أمثاله من عظماء العاجلة وسادتها، فما أبه [ابه: احتفل.] لي ولا فهم كلمة مما أقول.
انصرفت عنه إلى خازن آخر اسمه زفر فكان شأني معه شأني مع صاحبه؛ إلا أنه كان أرق منه وألين جانباً، فأشار علي بالذهاب إلى النبي الذي أتبعه، وأفهمني أن الأمر موكول إليه، فعدت وبين جنبي من الحسرة والألم ما الله عالم به، فبينما أنا أتخلل الصفوف، وازاحم الوقوف،إذ وقع بصري على حلقة من الناس تحيط بشيخ هرم، وانعمت النظر فيه، فإذا هو الشيخ أبو علي الفارسي النحوي، وإذا بالمحتفين به جماعة من شعراء العرب كلهم يخاصمه وكلهم ينقم عليه، هذا يقول له: رويت بيتي على غير وجهه؛ وذاك يقول: أعربته على غير ما أردت وذهبت، فدفعني الفضول كما دفعهم إلى النزول في ميدانهم فما فرغنا من الرفع والنصب والزيادة والحذف حتى أدركت شؤم ما فعلت، وعلمت أن شهادة التوبة قد سقطت مني في ذلك المعترك، فقلت: قبح الله الشعر والاعراب واللغة والآداب، إنها شؤم الآخرة والأولى.
وقفت أحير من ضب في حمارة قيظ [الحمارة ـ بالتشديد ـ شدة الحر.] لا أدري ما آخذ، وما أدع، حتى رميت بطرفي فإذا بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب في لفيف من العترة [عترة الشخص: عشيرته وأهله.] الطاهرة النبوية فدلفت [دلف: مشى مشياً متثاقلاً.] إليه وأبثثته [أبثه السر: كاشفه.] أمري وأمر الشهادة المفقودة فقال: لا عليك، ألك شاهد بالتوبة؟ قلت: نعم، فنودي بشهودي فشهدوا بتوبتي، فقال: تريث [تريث: أبطأ.] قليلاً حتى تمر فاطمة بنت محمد فنسألها في أمرك، فهي تمت إلى أبيها بما لا نمت به [تمت بالشيء: توسل به.] وكانت ممن قسم لهم دخول الجنة قبل فصل القضاء إلا أنها كانت تخرج كل حين للتسليم على أبيها، ثم تعود إلى مستقرها؛ فإنا لكذلك، وإذا بمناد ينادي ان غضوا أبصاركم يا أهل الموقف حتى تعبر فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، فهرعت إليها، فرأيتها راكبة مع أخوتها وجواريها على أفراس من نور، وتقدم من وعدني بسؤالها في أمري، فأنجز وعده، فقال لأخيها إبراهيم: دونك الرجل، فقال: تعلق بركابي، فتعلقت، فطارت الأفراس في الهواء تقطع الأجيال وتتخطى رؤوس القرون، حتى وافينا محمداً صلى الله عليه وسلم، واقفاً لشهادة القضاء، فقصت عليه فاطمة ما علمت من أمري، فراجع الديوان الأعظم فوجد اسمي في التائبين فشفع لي فعدت في ركب فاطمة فرحاً مستبشراً، وما كنت أقدر أن بين يدي عقبة الصراط، فلما وافيته وجدتني لا أستمسك عليه لرقته فأمرت فاطمة جارية من جواريها ان تعبر معي فأمسكت بيدي، فمشيت اترنح ذات اليمين وذات الشمال، وخفت السقوط فقلت لها: احمليني زقفونة، فقالت: وما زقفونة؟ فقلت: أما سمعت قول الجحجلول من أهل كفر طاب:
صلحت حالتي إلى الخلف حتى صرت أمشي إلى الورا زقفونة
فقالت: ما سمعت بزقفونة ولا الجحجلول ولا كفر طاب، فقلت: ألقي يدي فوق كتفيك، واجعل باطني إلى ظهرك، فحملتني، وجازت بي الصراط كالبرق الخاطف، حتى صرت إلى باب الجنة، فرمت الدخول فوقف رضوان في وجهي وقال: أين جوازك [الجواز: صك المسافر.] فبعلت [بعل بأمره: برم به فلم يدر ما يصنع فيه.] بالأمر؛ ثم رأيت في دهليز الجنة شجرة صفصاف فعالجته على أن يعطيني منها ورقة أعود بها إلى الموقف لأستكتب عليها الجواز فأبى؛ فقلت، وقد ملك الهم على رشدي وصوابي: أما والله لو أنك حارس على أبواب الكرماء، أو خازن الملوك والأمراء لما وصل شاعر إلى درهم، ولا سائل إلى سحتوت، [السحتوت في الأصل: السويق القليل الدسم، ثم أطلق على كل شيء قليل.] ولهلك الفقراء بؤساً وجوعاً، فسمع ابراهيم عليه السلام حواري [الحوار: مراجعة الكلام.] فجذبني جذبة حصلني بها في الجنة وصاحبي ينظر إلي شزراً فدخلت، فرأيت ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
رأيت انهاراً من الماء العذب أصفى من أديم السماء، وأصقل من مرآة الحسناء، تنصب فيها جداول من الكوثر، إذا جرع الشارب منها جرعة جرع ماء الحياة وأمن أن يذوق كأس المنون مرة أخرى، ورأيت جداول تفيض بالراح فيضاً قد زينت حوافيها بأباريق من العسجد، وكئوس من الزبرجد، فما نهلت منها نهلة حتى قلت لو كشف لأهل العاجلة عما في هذه الخمرة من اللذة لا يشوبها كدر، والنشوة التي لا يعقبها خمار [الخمار: صداع الخمر.] ما باعوا قطرة منها بكل ما تشتمل عليه بابل وقطر بل من من البواطي [جمع باطية، وهي إناء للشراب يوضع بين الشرب للاغتراف منه.] والدنان، ولو نظر الاقيشر الاسدي بعين الغيب إلى عسجد هذه الأباريق وزبرجد تلك الكئوس لخجل من نفسه أن يقول:
أفنى تلادي وما جمعت من نشب قرع القوازيز أفواه الاباريق
[القوازيز: جمع قازوزة، وهي قدح للشراب.]
وفي تلك الأنهار آنية ترفرف فوق سطحها على صورة الطيور كالكراكي والطواويس والبط والعندليب ينحدر من مناقيرها شراب أرق من السراب وتسبح فيها أسماك من الذهب والياقوت:
يعمق فيها بأوساط مجنحة [محجنة: ذات احجنة.] كالطير تنشر في جو خوافيها
ورأيت أنهاراً من لبن، وأنهاراً من عسل لا يدرك الوهم كنهه إلا إذا أدرك ما يمتص نحل الجنة من أزهارها وأنوارها.
رأيت جميع تلك الأنهار مكبرة، ثم تمثلت في نظري مصغرة، فإذا هي سطور من النور، واحرف بيضاء في صحيفة خضراء، قرأتها فرأيتها "مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن، وانهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى، ولهم فيها من كل الثمرات".
ظللت أمشي فما أكاد أخطو خطوة حتى أرى منظراً عجباً ينسى السابق، ويشوق إلى اللاحق، فوددت لو طويت لي الأرض طياً فأتعجل النظر إلى ما غاب عني من الجنة وبدائعها. فما أخذ هذا الخاطر مكانه من نفسي حتى رأيت بين يدي فرساً من الجوهر المتخير مسرجاً ملجماً فعلمت أني قد سعدت وأنها الأمنية التي كنت أتمناها، فعلوت ظهره وغمزته غمزة خرج بها خروج الودق [الودق: المطر.] من السحاب، ولاسيف من القراب، [قراب السيف: غمده.] وعلى ماجهدته لم يشك إلي ما شكاه جواد عنترة العبسي إلي في قوله:
فأزور من وقع القنا بلبانه وشكا إلي بعبرة وتحمحم
أو ما شكاه جواد عمر بن أبي ربيعة إليه في قوله:
تشكي الكميت الجري لما جهدتـ ـه وبين لو يسطيع أن يتكلما
ذكرت أني، وأنا في الدار الفانية كنت أسمع بذكر الذاهبين الأولين من الأدباء والشعراء والرواة، فآسف على أن لم أكن في زمنهم أراهم وأحضر مجالسهم، فقلت ليت شعري ما فعل الله بهم في هذه الدار، وهل سعدوا شقوا، وهل يقيض لي من رؤيتهم في دار البقاء، ما لم يقيض في دار الفناء؟
ثم رميت بطرفي فإذا فارس يحضر فرسه [أحضر الفرس: ارتفع في عدوه.] في الهواء إحضاراً حتى تقاربنا فتماست الركب واختلفت الأعناق، فقال: أنتسب، فقلت: فلان، ومن أنت يرحمك الله، وقد فعل؟ فقال: عدي بن زيد العبادي، فدهشت وقلت: عدني ابن زيد في الجنة بعد الزيغ والضلال؟ فقال أنا عيسوي، وأنت محمدي، وليس لصاحبك على أحد حجة إلا بعد ظهوره، وبلوغ دعوته، فقلت: لا نكران؛ ولكن كيف لم يقعد بك فسقك وشرابك، وأين استهتارك في قولك:
بكر العاذلون في وضح الصبح يقولون لي أما تستفيق
ودعوا بالصبوح فجر أفجاءت قينة في يمينها إبريق
قال: غفر الله لنا ما غفر لكم، قلت: هل لك علم بجماعة الشعراء والرواة فقد تمنيت على الله أن أراهم فكنت عنوان الكتاب وفاتحة الإجابة! فقال: اصحبني، فطارت بنا الخيل، فقلت له: هل آمن ألا يقذف بي هذا السابح على خرة من الزمرد أو هضبة من الياقوت فيكسر لي عضداً أو ساقاً؟ فتبسم، وقال: أين يذهب بك؟ نحن في دار الخلود والبقاء.
مررنا بروضة من رياض الجنة يخترقها غدير خمري على شاطئه جمع كثير على سرر متقابلين، أو على الأرائك متكئين، فهوى صاحبي بفرسه فهويت هويه، وقلنا سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، فرحبوا بنا وهشوا للقائنا وانتسبنا فتعارفنا، ثم أخذوا فيما كانوا فيه، فإذا الأصمعي ينشد مروياته، وأبو عبيدة يسرد وقائع الحروب ومقاتل الفرسان، وإذا سيبويه والكسائي متصافيان بعد أن وقع بينهما في مجلس البرامكة ما وقع، وأحمد بن يحيى لا يضمر لمحمد بن زيد من الموجدة ما كان يضمر، لمحمد بن يزيد من الموجدة ما كان يضمر، وأخذت تهب من ناحية النهر نفحة عطرية ذكرتني بقول أعشى ميمون:
مثل ريح المسك ذاك ريحها
وعلى ذكر الأعشى ذكرت مصرعه وشقاءه، وقلت في نفسي: لولا أن قريشاً صدته عن الإسلام لكان اليوم بيننا في مجلسنا هذا، فسمعت هاتفاً من ورائي يقول: أنا بينكم، وفي مجلسكم، فالتفت فإذا الأعشى ميمون، فلم أدر من أي مدخليه أعجب، امن مدخله إلى الجنة؟ أم من مدخله إلى نفسي، وعلمه بما هجس في صدري؟ فعلمت أن أهل الجنة ملهمون، ثم سألته، كيف غفر لك؟ فقال: سحبتني الزبانية إلى سقر فرأيت في عرصات القيامة رجلاً يتلألأ وجه تلألؤ القمر والناس يهتفون به من كل جانب: الشفاعة يا محمد، فأخذت أخذهم، وهتفت هتافهم فأمر ان أدنو منه، فدنوت فسألني: ما حرمتك؟ فقلت: أنا القائل:
ألا أيهذا السائل ان يممت فإن لها في أهل يثرب موعدا
فآليت لا أرثي لها من كلالة ولا من وجى حتى تلاقي محمدا
متى ما تناخى عند باب ابن هاشم تراحى وتلقى من فواضله ندا
نبي يرى ما لا ترون وذكره أغار لعمري في البلاد وأنجدا
فقال: ما سمعتها منك قبل اليوم، فقلت: خدعتني عنك الناس بعدما شددت راحلتي إليك، وكنت رجلا أحب الشراب وخفتك عليه أن تفرق بيني وبينه، فشفع لي، فدخلت الجنة على ألا أذوق فيها الخمر، فقنعت بالرضاب عن الشراب، وبماء الثغر المنضود عن ماء العنقود، ورأيت بجانبه شاباً ريق الشباب، فسألت عنه فقيل لي: زهير بن ابي سلمى، فما كدت أصدق أنه القائل:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم
فقلت له: بم غفر الله لك؟ فقال: كنت في جاهليتي أترقب مبعث محمد، وأتمنى البقاء حتى أراه، فحال بيني وبينه الموت؛ فأوصيت به ابني كعباً وبحيراً وكنت أؤمن بالحساب فما نفعني شيء ما نفعني قولي:
فلا تكتمن الله ما في نفوسكم ليخفى ومهما يكتم الله يعلم
يؤخر فيوضع في كتاب ويدخر ليوم الحساب أو يقدم فينقم
وإلى جانب زهير، عبيد بن الأبرص، فسألته عن مصير أمره؟ فقال: كتبت لي النار فما زال الناس يهتفون بقولي:
من يسأل الناس يحرموه وسائل الله لا يخيب
والعذاب يخفف عني شيئاً فشيئاً حتى خرجت ببركة هذا البيت من الجحيم إلى النعيم.
ذهبنا في الحديث كل مذهب وذهب بعضنا إلى ارتشاف الخمر من النهر، في آنية الدر، فانتشينا جميعاً فما افقنا إلا على حفيف رف [الرف: الطيع من الطير.] من إوز الجنة نزل بنا، ثم انتفض عن كواعب أتراب يغنين بالمزاهر والآلات الثقيل والخفيف والهزج، فما أتين على الألحان الثمانية حتى دارت بنا الأرض الفضاء، وحتى ملكنا من الطرب ما يستخف الحلوم ويطير بالهموم، وقلنا: لو علم جبلة بن الأيهم بما نحن فيه، لقرع السن على أن باع دينه بسرور محدود وأنس معدود، ودف وعود.
ذكرت جبلة فذكرت لذكره النار وقوله تعالى: (فاطلع فرآه في سواء الجحيم) فتمنيت أن أطلع فأرى المعذبين كما رأيت المنعمين؛ فألهمت الإذن؛ فأشرت لصاحبي فقام وقمت، وركبنا فرسينا فطارتا بنا حتى أنتهيا إلى سور الجنة فرأينا عنده من الداخل كوخاً يسكنه شيخ زري الهيئة، فأشرفنا عليه فقال: لا تعجبوا لشأني، أنا الخطيئة.. فوالله لولا أني صدقت مرة واحدة في حياتي في قولي:
أرى وجهاً شوه الله خلقه فقبح من وجه وقبح حامله
لما دخلت الجنة.. ولما أدركت كوخاً ولا حجراً؛ فتركناه.. وطلعنا، فما رآنا أهل النار حتى ضجوا بصوت واحد (أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله) فرأينا ملوكاً وأكاسرة يتضاغون [يقال: باب الصبيان يتضاغون من الجوع، أي: يتضورون منه.] في السلاسل والأغلال ويقولون: (ربنا ارجعنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل) فيهتف بهم هاتف (أو لم نعمركم؟ ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير).
ورأيت بجانبي أمرأة تبينتها فإذا هي الخنساء، تطلع مثلنا فترى رجلاً كالجبل الأشم على رأسه شعلة من النار. فتمتعض وتقول: يا صخرة.. هذا تأويل قولي فيك من قبل:
وإن صخراً لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه النار
ورأيت هناك كثيراً من أمثال أمرئ القيس وعنترة وعمرو بن كلثوم وطرفة بن العبد، ورأيت بشاراً بن برد تفتح عيناه بكلاليب من نار، وكلما اشتد به الألم رفس إبليس برجله، وقال له ما كنت لأدخل النار لولا قولي فيك:
إبليس أفضل من أبيكم آدم فتبينوا يا معشر الأشرار
النار عنصره وآدم طينه والطين لا يسمو سمو النار
وجزعنا من المنظر فهممنا بالرجوع.. وإذا ابليس يهتف بنا: يا أهل الجنة! بلغوا عني أباكم آدم أني لم أدخل النار بسببه حتى أخذت معي أكثر ولده وأفلاذ كبده، فلا يهنأ كثيراً بمصيري، فقلنا: قبحه الله، ما يزال ينفس على آدم نعمته حتى اليوم، فما كان لنا هم بعد رجوعنا إلا لقاء ابينا آدم عليه السلام.. فلقيناه.. فبلغناه الرسالة، فقال: وارحمتاه له، ما كان بينه وبين الإيمان إلا القليل.. فأرداه الحسد فكان من المهلكين.. فقبلنا يده وانصرفنا إلى ما أعد الله لنا من ملك كبير وجنة وحرير.. وحور وولدان، كأنهم الياقوت والمرجان، فحمدنا الله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله










أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة Emptyرد: أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة

avatar
شملت والنيه اربد
المدير العام

المدير العام
 نُشر في السبت 19 نوفمبر 2011 - 1:01

[size=21]المطهر :


يتجه "دانتى" و "فيرجيليو" بعد الجحيم إلى المطهر نحو أهل اليمين تاركين أهل اليسار فى العذاب المهين


وعندما يصلان إلى المطهر يشعران بالهدوء التام و يبدءان فى إستنشاق هواء نقى و نسيم عليل تحت زرقة سماء صافية

و بينما يتطهّران فى مياه نهر بجوارهما يقترب منهما
زورق يتلألأ نوراً و يدير دفّته ملك... ثم تنزل من هذا الزورق أرواح كثيرة
تستحم فى ذلك النهر تطهّراً من الذنوب قبل دخول الجنّة


و يتكوّن هذا المطهر من 7 دوائر تختص
كل واحدة منها بخطيئة من الخطايا السبع الكبرى التى نصت عليها المسيحية (
ولاحظوا معى الإسقاط والعلاقة بين طبيعة الآثام و طريقة التطهّر منها):



فالمتكبّرون يطوفون بجبل المطهر وهم يحملون أوزار يرغمهم ثقلها على إحناء رؤوسهم


و الحاسدون إلتصقت أجفانهم فلا يستطيعون رؤية أى شيئ


و سريعى الغضب غمرهم دخان كثيف


و أهل الخمول و الكسل يسيرون دون توقّف


و البخلاء و المسرفون منبطحون أرضاً


و أولى النهم و الشره يتضوّرون جوعاً و حلوقهم جافة من شدّة العطش


وهلم جرّى....

ثم....


من قمّة جبل المطهر يظهر الفردوس الذى تصعد إليه الأرواح بعد تطهّرها من أدرانها

ثم يجتاز "دانتى" و رفيقه سوراً من اللهب ضُرِبَ بين
المطهر و الفردوس فيجدان الورود و الأزهار و الرياحين و أجمل الحدائق
الغنّاء .... ثم تظهر "بياتريتش" وعلى رأسها تاج من أغصان الزيتون وعلى
وجهها حجاب أبيض و يغطّى جسدها رداء من نور عليه معطف بلون الزمرّد
الأخضر..... وفى هذه اللحظة تنتهى مهمّة "فيرجيليو" فيختفى تاركاً "دانتى"
بين يدى "بياتريتش" لتسير به بين دوائر الجنّة ( ولكن قبل أن يلج "دانتى"
باب الفردوس يغطس فى نهر "النسيان" ليصبح جديراً برؤية الله)


وهنا.....

تدخل رحلة دانتى إلى الفردوس


أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة 250px-Michelino_DanteAndHisPoem

3- الفردوس
[size=21]الفردوس :



يصعد "دانتى" مع رفيقته إلى 9 أفلاك الواحد بعد الآخر

الفلك الأول هو فلك القمر حيث تقيم فيه أرواح البررة

أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة 47709767_e2983b3852


و الفلك الثانى هو فلك عطارد و تعيش فيه أرواح أهل الجد من المشرّعين و الحكّام

أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة Angels-and-abraham

و الفلك الثالث هو فلك الزهرة و يضم أرواح أهل الزهد

أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة 40d-Angels


و الفلك الرابع هو فلك الشمس و فيه أرواح علماء الكنيسة على هيئة تيجان من نور

و الفلك الخامس هو فلك المريّخ الذى تقطنه أرواح الشهداء (و من ضمنهم جد "دانتى" المدعو "كتشاجويدا")

و الفلك السادس هو فلك المشترى و تسكنه أرواح أهل العدل من الملوك

أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة Cathedral_of_our_lady_of_the_angels_3

و الفلك السابع هو فلك زحل و تسكنه أرواح المتصوّفين

أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة A-Gospel-Choir-of-angels-by-Ashkar


و الفلك الثامن هو فلك النجوم الثابتة و تبدو فيه عظمة المسيح و جلال قدره وهو جالس بين القدّيسن و الأولياء

أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة 300px-Simon_ushakov_last_supper_1685

ثم يصعد الشاعر الفلورنسى إلى الفلك التاسع فيتمتّع بمشاهدة بهاء الذات الإلهيّة العليّة التى طغى سنا نورها على عقله و ذاكرته فجعله عاجزاً عن وصف ما رآه

أكبر السرقات الأدبيّة....فى تاريخ البشريّة Holy_Ghost


و بذلك تنتهى رحلة دانتى و تنتهى كوميدياه
[/size]
[/size]
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية