[size=16]لعلّ السرقة
الأدبيّة التى قام بها "دانتى آليجييرى" فيما يخص عمله الأشهر "الكوميديا
الإلهية" هى أحد أكبر و أضخم جرائم السرقة الأدبيّة فى تاريخ الفكر
الإنسانى , ولعل مايثير التعجّب و الدهشة هو أن "دانتى" أفلت بجريمته بل و
تم تكريمه و تخليد سرقته الأدبيّة على أنّها من بنات أفكاره , وهو ما
يجعلنا نبحث عن السبب فى حدوث ذلك , وحالما نعرف السبب فإن شعورنا بالدهشة
و التعجّب يتحوّل إلى شعور بالغثيان و الإزدراء للأساليب التى إنتهجتها
الحضارة الغربيّة من أجل أن تنكر فضل و أثر الحضارة الإسلاميّة/العربيّة
عليها , ومن اجل أن تقوم بتغييب و تجهيل و إنكار أى فضل لتلك الحضارة
القادمة من الشرق عليها , فإذا بها تنسب كل ما أخذته عنها إلى نفسها دون
الإشارة إلى المصدر الذى إستقت منه ما أخذت جذوره و أسسه – وفى أفضل
الأحوال فإنها قد تشير إلى ذلك إشارة عابرة فى عجالة و على إستحياء أو من
تحت الضرس- ( ولعل ما يثير الإحتقار أن الحضارة الغربيّة قامت بذلك بشكل
منهجى و منظّم و واع و ليس عن جهل أو سهو)
الأدبيّة التى قام بها "دانتى آليجييرى" فيما يخص عمله الأشهر "الكوميديا
الإلهية" هى أحد أكبر و أضخم جرائم السرقة الأدبيّة فى تاريخ الفكر
الإنسانى , ولعل مايثير التعجّب و الدهشة هو أن "دانتى" أفلت بجريمته بل و
تم تكريمه و تخليد سرقته الأدبيّة على أنّها من بنات أفكاره , وهو ما
يجعلنا نبحث عن السبب فى حدوث ذلك , وحالما نعرف السبب فإن شعورنا بالدهشة
و التعجّب يتحوّل إلى شعور بالغثيان و الإزدراء للأساليب التى إنتهجتها
الحضارة الغربيّة من أجل أن تنكر فضل و أثر الحضارة الإسلاميّة/العربيّة
عليها , ومن اجل أن تقوم بتغييب و تجهيل و إنكار أى فضل لتلك الحضارة
القادمة من الشرق عليها , فإذا بها تنسب كل ما أخذته عنها إلى نفسها دون
الإشارة إلى المصدر الذى إستقت منه ما أخذت جذوره و أسسه – وفى أفضل
الأحوال فإنها قد تشير إلى ذلك إشارة عابرة فى عجالة و على إستحياء أو من
تحت الضرس- ( ولعل ما يثير الإحتقار أن الحضارة الغربيّة قامت بذلك بشكل
منهجى و منظّم و واع و ليس عن جهل أو سهو)
السرقة الأدبيّة
التى قام بها "دانتى" فى كوميدياه الإلهيّة من "رسالة الغفران" لأبى
العلاء المعرّى هى سرقة لا تحتاج إلى دليل أو إثبات (كونها مفضوحة و جليّة
كما هى شمس الظهيرة فى منتصف شهر أغسطس) , فقد قام "دانتى" بسرقة فكرة
رسالة الغفران الأدبيّة (التى كانت طليعيّة بحق) ثم قام بــ"تغريبها"
(تماماً كما نقوم نحن بالتعريب) حيث أعاد إنتاجها و صياغتها إنطلاقاً من
معطياته اللاهوتيّة و معتقداته المسيحيّة صاهراً ذلك بأسلوبه الأدبى الخاص
به (و الذى لا مجال لإنكار كمال حرفيّته و مستواه الرفيع على أى حال – من
باب إحقاق الحق-)
التى قام بها "دانتى" فى كوميدياه الإلهيّة من "رسالة الغفران" لأبى
العلاء المعرّى هى سرقة لا تحتاج إلى دليل أو إثبات (كونها مفضوحة و جليّة
كما هى شمس الظهيرة فى منتصف شهر أغسطس) , فقد قام "دانتى" بسرقة فكرة
رسالة الغفران الأدبيّة (التى كانت طليعيّة بحق) ثم قام بــ"تغريبها"
(تماماً كما نقوم نحن بالتعريب) حيث أعاد إنتاجها و صياغتها إنطلاقاً من
معطياته اللاهوتيّة و معتقداته المسيحيّة صاهراً ذلك بأسلوبه الأدبى الخاص
به (و الذى لا مجال لإنكار كمال حرفيّته و مستواه الرفيع على أى حال – من
باب إحقاق الحق-)
لا رد على الذين
يتشكّكون فى تلك السرقة الأدبيّة إلاّ دعوتهم لمطالعة رسالة الغفران لأبى
العلاء المعرّى (التى سبقت – زمنيّاً- الكوميديا الإلهيّة بعقود عديدة )
ليرى كل الشواهد و الدلائل التى تثبت سرقة "دانتى" للفكرة من أبى العلاء
المعرّى الذى كتب رسالة الغفران ردّاً على رسالة "إبن القارح" و وصف فيها
رحلة خياليّة إفتراضيّة إلى الدار الآخرة حيث قابل من قابل من مشاهير
العرب فى الجنّة و فى الأعراف و فى الجحيم.
يتشكّكون فى تلك السرقة الأدبيّة إلاّ دعوتهم لمطالعة رسالة الغفران لأبى
العلاء المعرّى (التى سبقت – زمنيّاً- الكوميديا الإلهيّة بعقود عديدة )
ليرى كل الشواهد و الدلائل التى تثبت سرقة "دانتى" للفكرة من أبى العلاء
المعرّى الذى كتب رسالة الغفران ردّاً على رسالة "إبن القارح" و وصف فيها
رحلة خياليّة إفتراضيّة إلى الدار الآخرة حيث قابل من قابل من مشاهير
العرب فى الجنّة و فى الأعراف و فى الجحيم.
ولعل ما يرتكز
عليه المشككين فى حدوث تلك السرقة الأدبيّة ( و بذلك تُصنّف السرقة على
أساس أنها توارد خواطر لاغير – إن إعترفوا بذلك حتّى-) هو إعتقادهم بعدم
وجود إتصال مباشر بين "دانتى" و الأدب العربى , بل و إعتقادهم بعدم وجود
أى علاقة لــ"دانتى" بالثقافة العربيّة..... و لهؤلاء أقول أن علاقة
"دانتى" بالأدب العربى علاقة و ثيقة و أن وصول الخطوط العريضة و الأفكار
الخاصة بأعمال المفكّرين و الأدباء العرب إليه كان قائماً و حادثاً , و
لكى ندرك ذلك فكل ماعلينا فعله هو معرفة أصل و فصل "دانتى" وما الذي جعله
يقوم بالإحتيال والسرقة الكبرى هذه ..
نعرف بالطبع أن الموقع الحيوى و
الثروة الطبيعية التى تمتاز بها الأراضى الإيطاليّة قد ساهمت فى تفتيت
وحدتها بين ملوك الطوائف الذين تكالبوا على الحكم فى كثير من مدنها ( وهو
ما جعلها مطمعاً للدول المجاورة لها , وعلى رأسها ألمانيا)
عليه المشككين فى حدوث تلك السرقة الأدبيّة ( و بذلك تُصنّف السرقة على
أساس أنها توارد خواطر لاغير – إن إعترفوا بذلك حتّى-) هو إعتقادهم بعدم
وجود إتصال مباشر بين "دانتى" و الأدب العربى , بل و إعتقادهم بعدم وجود
أى علاقة لــ"دانتى" بالثقافة العربيّة..... و لهؤلاء أقول أن علاقة
"دانتى" بالأدب العربى علاقة و ثيقة و أن وصول الخطوط العريضة و الأفكار
الخاصة بأعمال المفكّرين و الأدباء العرب إليه كان قائماً و حادثاً , و
لكى ندرك ذلك فكل ماعلينا فعله هو معرفة أصل و فصل "دانتى" وما الذي جعله
يقوم بالإحتيال والسرقة الكبرى هذه ..
نعرف بالطبع أن الموقع الحيوى و
الثروة الطبيعية التى تمتاز بها الأراضى الإيطاليّة قد ساهمت فى تفتيت
وحدتها بين ملوك الطوائف الذين تكالبوا على الحكم فى كثير من مدنها ( وهو
ما جعلها مطمعاً للدول المجاورة لها , وعلى رأسها ألمانيا)
إيطاليا فى ذلك
العصر كانت تتخبّط فى ميدان السياسة تاركةً أوصالها تتمزّق بين الإضطرابات
التى يزكى ضرامها النبلاء من أهل البلاد و الدخلاء من الأسر الألمانيّة
الكبيرة (أسر النبلاء) , و أشهر هذه الأسر كانت أسرة "فلف" Welf التى هاجر
بعض أفرادها إلى إيطاليا منذ القرن الحادى عشر و إتصل نسبهم بالزواج من
أسرة "ديستى" (d'Este) ذات الصولة و الجولة فى التاريخ الإيطالى , و هو
نفس ماحدث مع أسرة "هوهنشتاوفن فينبلينجن" (Hohenstaufen Wiblingen) التى
نزحت فيما بعد إلى صقليّة بالجنوب الإيطالى و إستقرّت بها
العصر كانت تتخبّط فى ميدان السياسة تاركةً أوصالها تتمزّق بين الإضطرابات
التى يزكى ضرامها النبلاء من أهل البلاد و الدخلاء من الأسر الألمانيّة
الكبيرة (أسر النبلاء) , و أشهر هذه الأسر كانت أسرة "فلف" Welf التى هاجر
بعض أفرادها إلى إيطاليا منذ القرن الحادى عشر و إتصل نسبهم بالزواج من
أسرة "ديستى" (d'Este) ذات الصولة و الجولة فى التاريخ الإيطالى , و هو
نفس ماحدث مع أسرة "هوهنشتاوفن فينبلينجن" (Hohenstaufen Wiblingen) التى
نزحت فيما بعد إلى صقليّة بالجنوب الإيطالى و إستقرّت بها
و عندما توفى
الإمبراطور "لوتير" (Lothaire) و تم إنتخاب "كونراد" (Conrad) إمبراطوراً
يخلفه (وهو من أسرة "هوهنشتاوفن فينبلينجن") رفضت أسرة "فلف" الإعتراف به ,
وقام صراع ضارى بين الأسرتين كان ضحيّته المدن الإيطاليّة بطبيعة الحال
الإمبراطور "لوتير" (Lothaire) و تم إنتخاب "كونراد" (Conrad) إمبراطوراً
يخلفه (وهو من أسرة "هوهنشتاوفن فينبلينجن") رفضت أسرة "فلف" الإعتراف به ,
وقام صراع ضارى بين الأسرتين كان ضحيّته المدن الإيطاليّة بطبيعة الحال
ثم... تحوّل إسم
عائلة "فلف" إلى "جويفلى" فى النطق الإيطالى , بينما تحوّل إسم عائلة
"فينبلينجن" إلى "جيبيللينى" (Ghibellini) , و إتخذت كل أسرة أنصاراً لها ,
وظل الصراع قائماً بينها إلى أن غزت فرنسا إيطاليا
فــــ....
أين "دانتى" من كل هذا؟!
عائلة "فلف" إلى "جويفلى" فى النطق الإيطالى , بينما تحوّل إسم عائلة
"فينبلينجن" إلى "جيبيللينى" (Ghibellini) , و إتخذت كل أسرة أنصاراً لها ,
وظل الصراع قائماً بينها إلى أن غزت فرنسا إيطاليا
فــــ....
أين "دانتى" من كل هذا؟!
"دانتى" ينحدر من
أسرة "إليزى" (Elisei) التى هى أحد فروع عائلة "فينبلينجن" التى كانت على
إتصال وثيق بالعرب فى صقليّة عن طريق التجارة و المعايشة حيث إستقر
الكثير من التجّار العرب هناك و أقاموا "خانات" خاصة بهم للإقامة بها و
قاموا بنقل عادات و تقاليد و أفكار و آداب و علوم خاصة بهم إلى تلك
المنطقة , و لعل أكثر ما يشير إلى العلاقة الوثيقة بين عائلة "دانتى" و
العرب هو أن جميع المؤرّخين للعصور الأوروبية الوسيطة ( وعلى رأسهم
"زيلّر" و "كولتون" و "بولدوين" و "باراكلاف") قد أجمعوا على أن عرب صقليّة
هم الأصل فى تحريف إسم عائلة "دانتى" (فينبلينجين) , حيث حرّف العرب إسم
العائلة إلى "جيبللو" أوّلاً (و هى عادة العرب على أى حال فى تحريف
الألفاظ الأعجميّة) ثم أخذ الإيطاليون عنهم هذه التسمية المحرّفة و صاغوها
فى صيغة الجمع بلغتهم الإيطاليّة فأصبحت "جيبللينى"
أسرة "إليزى" (Elisei) التى هى أحد فروع عائلة "فينبلينجن" التى كانت على
إتصال وثيق بالعرب فى صقليّة عن طريق التجارة و المعايشة حيث إستقر
الكثير من التجّار العرب هناك و أقاموا "خانات" خاصة بهم للإقامة بها و
قاموا بنقل عادات و تقاليد و أفكار و آداب و علوم خاصة بهم إلى تلك
المنطقة , و لعل أكثر ما يشير إلى العلاقة الوثيقة بين عائلة "دانتى" و
العرب هو أن جميع المؤرّخين للعصور الأوروبية الوسيطة ( وعلى رأسهم
"زيلّر" و "كولتون" و "بولدوين" و "باراكلاف") قد أجمعوا على أن عرب صقليّة
هم الأصل فى تحريف إسم عائلة "دانتى" (فينبلينجين) , حيث حرّف العرب إسم
العائلة إلى "جيبللو" أوّلاً (و هى عادة العرب على أى حال فى تحريف
الألفاظ الأعجميّة) ثم أخذ الإيطاليون عنهم هذه التسمية المحرّفة و صاغوها
فى صيغة الجمع بلغتهم الإيطاليّة فأصبحت "جيبللينى"
أيها السادة :
نحن أمام حالة سرقة أدبيّة واضحة تتوافر فيها عناصر إثبات هذه السرقة :
1-تطابق الفكرة
(الغير مسبوقة و غير ذات الصلة بأى عمل يسبق أو يلى العمل الذى تمّت سرقة
الفكرة منه فى الفترة الزمنية الواقعة بين ظهور العمل المسروق منه و العمل
الذى قام بسرقة الفكرة)
(الغير مسبوقة و غير ذات الصلة بأى عمل يسبق أو يلى العمل الذى تمّت سرقة
الفكرة منه فى الفترة الزمنية الواقعة بين ظهور العمل المسروق منه و العمل
الذى قام بسرقة الفكرة)
2- العمل الذى تعرّضت فكرته للسرقة يسبق زمنيّا العمل الذى ينكر قيامه بالسرقة
3-وجود صلات و
قنوات تنقض و تكذّب إدعاء سارق العمل ( أو المدافعين عنه) بعدم وجود
إحتمالية أو إمكانيّة لوصول فكرة العمل المسروق إلى سارق العمل
قنوات تنقض و تكذّب إدعاء سارق العمل ( أو المدافعين عنه) بعدم وجود
إحتمالية أو إمكانيّة لوصول فكرة العمل المسروق إلى سارق العمل
"دانتى آليجييرى"
من مواليد مدينة "فلورنسا" ( و إسمه الأصلى ليس "دانتى" بل هو " دورانتى"
الذى تم تخفيفه – كإسم دلع يعنى- لاحقاً إلى "دانتى")
من مواليد مدينة "فلورنسا" ( و إسمه الأصلى ليس "دانتى" بل هو " دورانتى"
الذى تم تخفيفه – كإسم دلع يعنى- لاحقاً إلى "دانتى")
دانتى تتلمذ على
يد أستاذ إسمه "برونيتو لاتينى" تعلّم منه قواعد اللغة و الخطابة و المنطق
و الرياضيّات و الهندسة و الفلك و الموسيقى .... بس الغريب جدّاً هو أن
ذكر هذا المربّى فى الكوميديا الإلهيّة لم يرد فى الفردوس , بل ذكره
"دانتى" فى الأنشودة 15 من الجحيم !!!!!
يد أستاذ إسمه "برونيتو لاتينى" تعلّم منه قواعد اللغة و الخطابة و المنطق
و الرياضيّات و الهندسة و الفلك و الموسيقى .... بس الغريب جدّاً هو أن
ذكر هذا المربّى فى الكوميديا الإلهيّة لم يرد فى الفردوس , بل ذكره
"دانتى" فى الأنشودة 15 من الجحيم !!!!!
"دانتى" وقع منذ
صباه فى غرام فتاة إسمها "بياتريتشى دوناتيللى" , وعندما لقت حتفها بوباء
الطاعون خلّد "دانتى" ذكراها فى كتاب إسمه "أيّام الصبا و الشباب" (Vita
Nouva) , وهو خليط من الشعر و النثر يمزج بين المذكّرات اليوميّة و القصّة
القصيرة فى قالب إعترافات ذات صبغة سوداويّة حزينة و كئيبة تتأرجح بين
الحب و الموت..... و يعتبر الكثيرين "أيّام الصبا و الشباب" بمثابة مسودّة
أو "تسخين" للكوميديا الإلهيّة
صباه فى غرام فتاة إسمها "بياتريتشى دوناتيللى" , وعندما لقت حتفها بوباء
الطاعون خلّد "دانتى" ذكراها فى كتاب إسمه "أيّام الصبا و الشباب" (Vita
Nouva) , وهو خليط من الشعر و النثر يمزج بين المذكّرات اليوميّة و القصّة
القصيرة فى قالب إعترافات ذات صبغة سوداويّة حزينة و كئيبة تتأرجح بين
الحب و الموت..... و يعتبر الكثيرين "أيّام الصبا و الشباب" بمثابة مسودّة
أو "تسخين" للكوميديا الإلهيّة
فى مطلع
الثلاثينيّات من عمره تزوّج "دانتى" على غير المتوقّع من إمرأة تنتمى إلى
الأسرة المناوئة لأسرته , حيث تزوّج من "جيمّا دورّاتى" إبنة أحد زعماء
حزب السود ( حزب السود –Neri- هو حزب الــ"جويلفيين" الذين ينادون
بإستقلال إيطاليا تحت ظل الراية الباباويّة , بينما حزب البيض – Bianchi-
هو حزب الــ"جيبلليين" من أنصار الأرستقراطيّة و الحكم الإقطاعى فى كنف
الإمبراطوريّة الألمانية)..... ولكنّه لم يلبث أن تغلّبت على مشاعره
عصبيّته القبليّة و تعصّبه الفطرى لعائلته فإنسلخ عن حزب السود المستظل
براية البابا ليعود إلى أحضان حزب عائلته (حزب البيض) من أنصار الإمبراطور
الألمانى فريدريك الثانى ( و هذا الإمبراطور حكايته حكااااايه و من اكثر
شخصيّات التاريخ البشرى تعقيداً و إثارة للجدل.... و سيرد ذكره بالتفصيل
فى موضوع حكاوى الحكواتى )
الثلاثينيّات من عمره تزوّج "دانتى" على غير المتوقّع من إمرأة تنتمى إلى
الأسرة المناوئة لأسرته , حيث تزوّج من "جيمّا دورّاتى" إبنة أحد زعماء
حزب السود ( حزب السود –Neri- هو حزب الــ"جويلفيين" الذين ينادون
بإستقلال إيطاليا تحت ظل الراية الباباويّة , بينما حزب البيض – Bianchi-
هو حزب الــ"جيبلليين" من أنصار الأرستقراطيّة و الحكم الإقطاعى فى كنف
الإمبراطوريّة الألمانية)..... ولكنّه لم يلبث أن تغلّبت على مشاعره
عصبيّته القبليّة و تعصّبه الفطرى لعائلته فإنسلخ عن حزب السود المستظل
براية البابا ليعود إلى أحضان حزب عائلته (حزب البيض) من أنصار الإمبراطور
الألمانى فريدريك الثانى ( و هذا الإمبراطور حكايته حكااااايه و من اكثر
شخصيّات التاريخ البشرى تعقيداً و إثارة للجدل.... و سيرد ذكره بالتفصيل
فى موضوع حكاوى الحكواتى )
ولكن ماحدث كان
أن حزب السود الموالى للبابا إنتصر على حزب البيض , وقرر كبار قادة حزب
السود أن يتم نفى "دانتى" , فأصيب على أثر ذلك النفى (الذى كان يراه
تعسّفياً من وجهة نظره) بإضطراب فكرى و أزمة نفسيّة زعزعت إيمانه بالله و
بالناس و بالعدالة ( و بالطبع فمن الممكن بسهولة أن نجد صدى هذه الأزمة فى
مطلع الأنشودة الأولى من الجحيم , حيث يرمز إليها بالغابة المعتمة التى
ضل طريقه فيها وهو فى سن الخامسة و الثلاثين – أى فى سنة صدور قرار نفيه-)
أن حزب السود الموالى للبابا إنتصر على حزب البيض , وقرر كبار قادة حزب
السود أن يتم نفى "دانتى" , فأصيب على أثر ذلك النفى (الذى كان يراه
تعسّفياً من وجهة نظره) بإضطراب فكرى و أزمة نفسيّة زعزعت إيمانه بالله و
بالناس و بالعدالة ( و بالطبع فمن الممكن بسهولة أن نجد صدى هذه الأزمة فى
مطلع الأنشودة الأولى من الجحيم , حيث يرمز إليها بالغابة المعتمة التى
ضل طريقه فيها وهو فى سن الخامسة و الثلاثين – أى فى سنة صدور قرار نفيه-)
و
بالمناسبة...."دانتى" إستغرق 18 عاماً كاملاً فى كتابة الكوميديا الإلهيةّ
(كان فى أغلب هذه الأعوام مشرّدا و هائماً على وجهه بعد نفيه و إضطهاده )
= لا بد أن نعذر كل من يقرأ الترجمة
الإنجليزيّة للكوميديا الإلهيّة فلا يفهم الكثير منها.... فالترجمة
الإنجليزيّة هى بالأساس ترجمة تمّت باللغة الإنجليزيّة القديمة الغير
دارجة الآن , وهى ترجمة باللغة الإنجليزيّة القديمة لنص مكتوب باللغة
الإيطاليّة القديمة الغير دارجة هى الأخرى الآن
بالمناسبة...."دانتى" إستغرق 18 عاماً كاملاً فى كتابة الكوميديا الإلهيةّ
(كان فى أغلب هذه الأعوام مشرّدا و هائماً على وجهه بعد نفيه و إضطهاده )
= لا بد أن نعذر كل من يقرأ الترجمة
الإنجليزيّة للكوميديا الإلهيّة فلا يفهم الكثير منها.... فالترجمة
الإنجليزيّة هى بالأساس ترجمة تمّت باللغة الإنجليزيّة القديمة الغير
دارجة الآن , وهى ترجمة باللغة الإنجليزيّة القديمة لنص مكتوب باللغة
الإيطاليّة القديمة الغير دارجة هى الأخرى الآن
= على المستوى
اللغوى , "دانتى" ألّف كتاب عن اللغة الإيطاليّة , وتوفّى دون أن يكمله ,
وهو كتاب إسمه "العامّية الفصحى" (de Vulgaris eloquentia) , و كان قد
ألّف كذلك كتاب – أو بالأصح كتيّب- إسمه "الوليمة" (il Convivio)..... و
فى الكتابين عرض "دانتى" منظوره للّغة الإيطاليّة و قسّمها إلى قسمين
أساسيين:
اللغة العاميّة (Locutio Vulgaris)
و
اللغة الفصحى (Locutio Secundaria
Patius Artificialis) التى صنّفها على أنّها لغة الثقافة و النمو و
التقدّم المدنى و الفكرى و الروحى و الحضارى ( وهى اللغة التى كتب بها
الكوميديا الإلهيّة)
اللغوى , "دانتى" ألّف كتاب عن اللغة الإيطاليّة , وتوفّى دون أن يكمله ,
وهو كتاب إسمه "العامّية الفصحى" (de Vulgaris eloquentia) , و كان قد
ألّف كذلك كتاب – أو بالأصح كتيّب- إسمه "الوليمة" (il Convivio)..... و
فى الكتابين عرض "دانتى" منظوره للّغة الإيطاليّة و قسّمها إلى قسمين
أساسيين:
اللغة العاميّة (Locutio Vulgaris)
و
اللغة الفصحى (Locutio Secundaria
Patius Artificialis) التى صنّفها على أنّها لغة الثقافة و النمو و
التقدّم المدنى و الفكرى و الروحى و الحضارى ( وهى اللغة التى كتب بها
الكوميديا الإلهيّة)
= إذا كان
"دانتى" قد سرق فكرة "الكوميديا الإلهيّة" من "رسالة الغفران"
للمعرّى...... فإننى أرى أن المعرّى قد إستوحى "رسالة الغفران" ممّا تواتر
من أحاديث نبويّة شريفة عن رحلة الإسراء و المعراج التى عَرَج فيها
المصطفى عليه الصلاة و السلام إلى السماوات العلى
عرض موجز و ملخّص للكوميديا الإلهيّة
"دانتى" قد سرق فكرة "الكوميديا الإلهيّة" من "رسالة الغفران"
للمعرّى...... فإننى أرى أن المعرّى قد إستوحى "رسالة الغفران" ممّا تواتر
من أحاديث نبويّة شريفة عن رحلة الإسراء و المعراج التى عَرَج فيها
المصطفى عليه الصلاة و السلام إلى السماوات العلى
عرض موجز و ملخّص للكوميديا الإلهيّة
تنقسم الكوميديا
الإلهيّة إلى 3 أجزاء ( الجحيم , الفردوس , و المطهر – و المطهر توازى
الأعراف فى رسالة الغفران لأبى العلاء المعرّى التى قام "دانتى" بسرقة
الفكرة منها- )
الإلهيّة إلى 3 أجزاء ( الجحيم , الفردوس , و المطهر – و المطهر توازى
الأعراف فى رسالة الغفران لأبى العلاء المعرّى التى قام "دانتى" بسرقة
الفكرة منها- )
تضم الكوميديا
الإلهيّة 100 أنشودة (34 للجحيم , و 33 لكلاّ من المطهر و الفردوس)...... و
يقال أن "دانتى" إختار العدد "3" رمزاً للثالوث المقدّس , و الرقم "100"
لأنّه يمثّل العدد "10" مضروبا فى نفسه (لأن أهل العلم و المعرفة الغربيين
فى القرون الوسطى كانوا يعتبرون الرقم "10" رمزاً للكمال)
الإلهيّة 100 أنشودة (34 للجحيم , و 33 لكلاّ من المطهر و الفردوس)...... و
يقال أن "دانتى" إختار العدد "3" رمزاً للثالوث المقدّس , و الرقم "100"
لأنّه يمثّل العدد "10" مضروبا فى نفسه (لأن أهل العلم و المعرفة الغربيين
فى القرون الوسطى كانوا يعتبرون الرقم "10" رمزاً للكمال)
أمّا عن سبب
التسمية بالــ"كوميديا" فلأنّها تبدأ بما يزعج و تنتهى بما يفرح (على نقيض
التراجيديا التى تبدأ بما ترتاح إليه النفس ثم تنتهى بمأساة)
التسمية بالــ"كوميديا" فلأنّها تبدأ بما يزعج و تنتهى بما يفرح (على نقيض
التراجيديا التى تبدأ بما ترتاح إليه النفس ثم تنتهى بمأساة)
أمّا وصفها
بــ"الإلهيّة" فلا يرجع إلى ما أورده "دانتى" من رؤيته للّه فى السماوات
العلا فى آخر أنشودة الفردوس , و إنما هى صفة تخلع مجازاً فى اللغة
الإيطاليّة على كل ما يبعث على الإعجاب و الروعة لإتقانه و كماله , و بذلك
تكون ترجمتها الصحيحة إلى اللغة العربيّة هى "الكوميديا الرائعة " أو
"الكوميديا المتقنة" , ولكن نظراً لأن الخطأ الشائع المشهور يحل عادةً محل
ما هو صحيح مهجور , فقد تُرِكّت التسمية كما هى فى كل الترجمات ( وليس
ذلك قاصراً على الترجمة إلى اللغة العربيّة بل يسرى أيضاّ على الترجمات
إلى اللغات الأخرى)
بــ"الإلهيّة" فلا يرجع إلى ما أورده "دانتى" من رؤيته للّه فى السماوات
العلا فى آخر أنشودة الفردوس , و إنما هى صفة تخلع مجازاً فى اللغة
الإيطاليّة على كل ما يبعث على الإعجاب و الروعة لإتقانه و كماله , و بذلك
تكون ترجمتها الصحيحة إلى اللغة العربيّة هى "الكوميديا الرائعة " أو
"الكوميديا المتقنة" , ولكن نظراً لأن الخطأ الشائع المشهور يحل عادةً محل
ما هو صحيح مهجور , فقد تُرِكّت التسمية كما هى فى كل الترجمات ( وليس
ذلك قاصراً على الترجمة إلى اللغة العربيّة بل يسرى أيضاّ على الترجمات
إلى اللغات الأخرى)
و فى المداخلات التالية تلخيص سريع لأجزاء الكوميديا الإلهيّة الثلاثة
-الجحيم :
تاه "دانتى" و هو
فى سن الخامسة و الثلاثين (بعد نفيه كما ذكرت سابقاً) فى غابة مظلمة ,
فحاول الخروج منها بتسلّق أحد تلالها المشمسة , ولكن إعترض طريقه فهد و
أسد و ذئبة , وبينما هو يقف يرتعد من الخوف لمح شبحاً , فطلب منه النجدة ,
فإذا هو بالشاعر اللاتينى الشهير "فيرجيليو" الذى هدّأ من روعه و أخبره
بأن حبيبة "دانتى" التى حرمه منها الموت و التى كان إسمها "بياتريتشى" (
والتى أشرت إليها فى المداخلة السابقة) هى التى أوفدته إليه لينقذه و
ليصحبه إلى الجحيم و المطهر قبل أن تصحبه هى إلى الفردوس
ويصل دانتى إلى الجحيم فيرى مكتوباً على باب الجحيم بحروف داكنة عبارة تقول :
فى سن الخامسة و الثلاثين (بعد نفيه كما ذكرت سابقاً) فى غابة مظلمة ,
فحاول الخروج منها بتسلّق أحد تلالها المشمسة , ولكن إعترض طريقه فهد و
أسد و ذئبة , وبينما هو يقف يرتعد من الخوف لمح شبحاً , فطلب منه النجدة ,
فإذا هو بالشاعر اللاتينى الشهير "فيرجيليو" الذى هدّأ من روعه و أخبره
بأن حبيبة "دانتى" التى حرمه منها الموت و التى كان إسمها "بياتريتشى" (
والتى أشرت إليها فى المداخلة السابقة) هى التى أوفدته إليه لينقذه و
ليصحبه إلى الجحيم و المطهر قبل أن تصحبه هى إلى الفردوس
ويصل دانتى إلى الجحيم فيرى مكتوباً على باب الجحيم بحروف داكنة عبارة تقول :
"الطريق
إلى حيث القوم المجرمون , فأنا عدالة الخلاّق العظيم , صنعتنى يد القدرة
الإلهيّة و الحكمة السامية و الحب الأزلى ... لم يسبق وجودى غير الكائنات
السرمديّة , ولقد كتب لى الخلود ....فيا أيّها الداخلون من بابى إتركوا كل
أمل قبل دخولكم"
و يدخل "دانتى" من باب الجحيم بصحبة
مرشده (فيرجيليو) , فيجدان نفسهما فى وادِ به اناس يصرخون من لسع النحل و
حشرات أخرى (هم أرواح الذين عاشوا على الأرض دون إرتكاب آثام و لكن فى نفس
الوقت دون عمل الخير , و كذلك أرواح الجبناء و السلبيين)... ثم يجلس
"دانتى" و "فيرجيليو" فى زورق و يبحران به فى نهر من الحمم موصّل إلى طبقات
جهنّم السفلى
إلى حيث القوم المجرمون , فأنا عدالة الخلاّق العظيم , صنعتنى يد القدرة
الإلهيّة و الحكمة السامية و الحب الأزلى ... لم يسبق وجودى غير الكائنات
السرمديّة , ولقد كتب لى الخلود ....فيا أيّها الداخلون من بابى إتركوا كل
أمل قبل دخولكم"
و يدخل "دانتى" من باب الجحيم بصحبة
مرشده (فيرجيليو) , فيجدان نفسهما فى وادِ به اناس يصرخون من لسع النحل و
حشرات أخرى (هم أرواح الذين عاشوا على الأرض دون إرتكاب آثام و لكن فى نفس
الوقت دون عمل الخير , و كذلك أرواح الجبناء و السلبيين)... ثم يجلس
"دانتى" و "فيرجيليو" فى زورق و يبحران به فى نهر من الحمم موصّل إلى طبقات
جهنّم السفلى
و ينام "دانتى" نوماً عميقاً أثناء تلك الرحلة ثم يستسقظ ليقص أهوال الجحيم و يصف "طوبوغرافية" الجحيم على النحو التالى :
عندما
نزل غضب الله على إبليس قذف به إلى الأرض فأحدث إبليس بثقل جسمه فجوة
هائلة على شكل مخروط رأسه فى جوف الأرض , و ينقسم هذا المخروط إلى 9 طبقات
أو دوائر يتناقص حجمها كلّما إقتربنا من رأس المخروط , و يسكن هذه
الطبقات أو الدوائر الآثمون
نزل غضب الله على إبليس قذف به إلى الأرض فأحدث إبليس بثقل جسمه فجوة
هائلة على شكل مخروط رأسه فى جوف الأرض , و ينقسم هذا المخروط إلى 9 طبقات
أو دوائر يتناقص حجمها كلّما إقتربنا من رأس المخروط , و يسكن هذه
الطبقات أو الدوائر الآثمون
فماهى هذه الدوائر؟!
الدائرة الأولى تسمّى "وادى الزفرات"و تقيم فيها أرواح الأولاد الذين ماتوا دون تعميد و العلماء و الفلاسفة و
الشعراء الذين عاشوا فى عصور الوثنية و لم تدركهم المسيحية و لكنهم عملوا
أعمالاً صالحة فى حياتهم الدنيوية , و يتلخص عذاب هؤلاء فى حرمانهم من
رؤية الله
الدائرة الثانية تضم أرواح أهل الهوى الآثمين الذين تعصف بهم زوبعة هوجاء تجعلهم يدورون حول أنفسهم
الدائرة الثالثة مخصصة لأرواح الطفيليين المتطفّلين و النهمين الشرهين المفرطين فى الأكل , و يتمثل عذابهم فى تساقط البرد و قطع الجليد عليهم , كما يمزّق كلب ضخم جلودهم بمخالبه
الدائرة الرابعة تقبع فيها أرواح المسرفين و البخلاء على حد السواء ,
و يدفعون بصدورهم أحجاراً و صخوراً ثقيلة , ثم تدور كل مجموعة منهم فى
إتجاه معاكس لإتجاه المجموعة التى تقابلها , ثم يتصادم أهل كل مجموعة
ببعضهم بعنف , و يتكرّر ذلك دون هوادة و دون إنقطاع
ثم يصل دانتى و فيرجيليو إلى مستنقع مليئ بالطين , وهو الدائرة الخامسة التى تغوص فيها أرواح مرتكبى الخطايا بدافع ثورات الغضب ( ومن بينهم أعداء دانتى من أهل فلورنسا)
ثم... بعد إجتياز ذلك المستنقع فى زورق يدخل "دانتى" و فيرجيليو إلى مدينة اللهب الكائنة فى الدائرة السادسة .....و هى مثوى أرواح أهل البدع و الهرطقة (حيث ترقد فى توابيت من نار)
ثم ينزل الزائران بمشقّة إلى الدرك
السابع من الجحيم..... وهو ينقسم إلى 3 دوائر.... الأولى مختصّة
بالمتهوّرين و اللصوص , و الثانية بالمنتحرين و القتلة و المغتالين , و
الثالثة بالعائبين فى الذات الإلهيّة و مرتكبى الشذوذ الجنسى
... وهؤلاء كلّهم تنزل عليهم شواظ من نار دون إنقطاع بينما هم يرقدون على
رمال محرقة فى أوضاع مختلفة ( و يجد فى هذه الدائرة معلّمه و مربّيه و
أستاذه "برونيتى" و قد شوّهت النار وجهه – غريبه... مش كده؟؟؟ مع إن هذا
الرجل هو من قام بصنع "دانتى" و تشكيل فكره بالأساس- )
أمّا الدائرة الثامنة فتتوسّطها بئر عميقة تحيط بها 10 حفر مستديرة تتصل فيما بينها بجسر من الحجارة... و يضع "دانتى" فى هذه المرتبة أرواح المرائين و هى تُضرَب بالسياط ثم تغمس فى بحيرة من الغائط , كما وضع فيها أرواح الرهبان الذين باعوا صكوك الغفران للناس بالمال و قد دُسَّت رؤوسهم فى جوف الأرض بينما إشتعلت أقدامهم ناراً , و كذلك وضع فى هذا المستوى أرواح المنجّمين و العرّافين
وهى تسير القهقرى إلى الخلف و هى محرومة من النظر إلى الأمام (لأنها
حاولت خداع الناس بإدّعائها القدرة على كشف حُجُب الغيب...ولاحظوا هنا
دلالة العقاب و علاقته بالإثم ) , و كذلك أرواح المرتشين من رجال القضاء وهى تغمس فى القطران المغلى , و أرواح المنافقين و قد غُطَّت بقلانس من رصاص مصهور(لاحظوا دلالة العقاب و علاقته بالإثم) , و قطّاع الطرق الذين تلدغهم الأفاعى فيشتعلون ناراً ثم يتحوّلون رماداً ثم يعودون إلى الحياة و هلمّ جرّى
و فى الدائرة الثامنة هذه أيضاً المختالين و المغتابين و المتفاخرين و قد تقرّحت جلودهم بعد إصابتها بالبرص و الجرب(لاحظوا دلالة العقاب و علاقته بالإثم) , و معهم أيضاً مزيّفى النقود و المرابين و قد أصيبوا بمرض الإستسقاء (لاحظوا دلالة العقاب و علاقته بالإثم)
و أخيراً.....
يصل الرجلان إلى الدائرة
التاسعة... وهى قاع الجحيم.... و تنقسم بدورها إلى 4 دوائر , و يتعذّب فى
كل منها صنف من الخونة... ففيها خائنى الرابطة الزوجيّة , و خائنى أواصر
القرابة , و خائنى الميادئ السياسيّة , و خائنى الوطن......
وكل هؤلاء يفترسهم إبليس بأنياب حادّة ( و فى هذه المرتبة أيضاً تجد إبليس
و قد غمرته حتى صدره بحيرة من جليد و من دموع دمويّة تنساب من مآقيه
بينما هو يمضغ بين فكّيه "يهوذا" الذى خان المسيح و "بروتوس" و "كاسيوس"
اللذين خانا يوليوس قيصر الذى كان ولىّ نعمتهما
و بذلك تنتهى رحلة الجحيم ....[/size]