الحمد لله لا نحمد غيره ولا نعبد سواه ونشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد إن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله .0 يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون بت والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) إما بعد
فأن اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وان من هديه عليه الصلاة والسلام قوله في حديث الترمذي (( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه , إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام
من سنن الحياة إن من صحت بدايته صحت نهايته ومن فسدت بدايته فالشقاء مآله وبدايات الخطبة ثم الزواج فقد تكون على هدى من الله فيستبشر منها بالخير وقد تكون على انحراف فعاقبتها مخيفة
إن أول ما يطلب في الزواج هو الدين والخلق الحسن وأن كان المرغوب فيه هو المال والحسب والجمال والدين فأن الدين هو أولها وأفضلها كما ورد في حديث البخاري ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) واختيار الدين لا يعني ترك باقي الصفات .
الأصل في الزواج الديمومة وكل أمر يصدعه فيجب البعد عنه ابتداء لذلك لا بد من الكفاءة في الزواج والكفاءة هنا تعني المساواة والمماثلة والمناظرة وهي في الزواج مقاربة في الأحوال تستدعي دوام الزواج ونجاحه ولأعتبار الأول في الكفاءة يأتي للدين والخلق فمن كان صاحب دين وخلق وربي في بيت كريم فأن السعادة تحفه غنيا كان أو فقيرا , صاحب جاه أو خامل الذكر , متعلما كان أم محدود الثقافة . إما من ربي في بيت لا تربية فيه ولا استقامة فان حاله تكون كما يقول الناس في أمثالهم (( عديم وقع بسلة تين )) فهو لا يقنع ولا يشبع ولا يليق بت المعروف ولو كان اغني أهل الأرض وأعظمهم جاها ومن شب على شيء شاب عليه
ورحم الله من اتبع واقتدى ثم اهتدى .. من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون