الوساطة التركية في البحرين رأي القدس
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

الوساطة التركية في البحرين رأي القدس Emptyالوساطة التركية في البحرين رأي القدس

avatar
شملت والنيه اربد
المدير العام

المدير العام
 نُشر في الأربعاء 6 أبريل 2011 - 13:57

2011-04-05



الوساطة التركية في البحرين رأي القدس 05qpt999

















تتسم السياسة الخارجية بالديناميكية الذكية والقدرة
على الحركة في اتجاهات عدة في الوقت نفسه، الامر الذي جعل انقرة كعبة
للعديد من قادة الدول في الشرق والغرب على حد سواء، لما لها من ثقل اقليمي
ودولي.
السيد احمد داوود اوغلو رئيس الدبلوماسية التركية حط الرحال
بالامس في المنامة عاصمة البحرين، بينما يستعد رئيسه رجب طيب اردوغان الى
شد الرحال الى دمشق، وبين هذا وذاك حل بالعاصمة التركية السيد عبد العاطي
العبيدي مبعوث الحكومة الليبية حاملاً بعض المقترحات للخروج من الازمة
الحالية في بلاده وطالباً مساعدة القيادة التركية.
هذه المكانة التي
حققتها تركيا تعود الى عدة اسباب ابرزها، القرار المستقل المستند الى شرعية
ديمقراطية محكومة بصناديق الاقتراع، وثانيها بناء قاعدة تنمية اقتصادية
راسخة مكنت تركيا من احتلال المرتبة السادسة عشرة كأقوى اقتصاد على مستوى
العالم باسره، وثالثها تسوية جميع الخلافات مع دول الجوار بالحوار وعلى
اساس المصالح المشتركة.
لا نعرف ما اذا كانت زيارة السيد اوغلو الى
البحرين تأتي في اطار جهود وساطة لنزع التوتر بين دول الخليج وايران، الذي
تصاعد بسبب الانتفاضة الاصلاحية التي تفجرت قبل شهرين تقريباً وحظيت بدعم
ايراني ملموس خرج الى العلن بعد ارسال بعض دول الخليج قوات لدعم نظام
الحكم، ولكن ما نتوقعه ان تجد هذه الزيارة اهتماماً، خاصة ان تركيا الحالية
تعتبر وريثة الامبراطورية العثمانية.
المؤسف ان التوتر الحالي في
البحرين الذي يجسد حالة الاستقطاب الطائفي في المنطقة، انعكس بشكل سلبي على
المطالب الاصلاحية المشروعة، ليس في البحرين فقط، وانما في معظم الدول
الخليجية الاخرى، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص.
فالحكومات
الخليجية، تتذرع بوجود مؤامرة خارجية تستهدف امن واستقرار المنطقة، تماما
مثلما يفعل النظام السوري ونظيره الليبي، من اجل التهرب من استحقاق
الاصلاحات السياسية الذي بات ملحا هذه الايام.
استخدام الوسائل القمعية
لمواجهة الثورات، ربما ينجح في تهدئة الاوضاع، ولكنها تهدئة مؤقتة، لن تعمر
طويلا، لان الحلول الامنية التي لا ترافقها حلول سياسية سريعة وجذرية،
غالبا ما تعطي نتائج عكسية تماما.
صحيح ان دوار اللؤلوة في قلب المنامة
اصبح خاليا من الثوار بعد ابعاد هؤلاء بالقوة المسلحة، ولكن الصحيح ايضا ان
النار ما زالت تحت الرماد، ويمكن ان تشتعل في اي لحظة، ويكون خطرها في هذه
الحالة اكبر بكثير من خطر الانتفاضات السابقة.
من المحزن ان الحكومة
البحرينية استقوت بدعم الدول الخليجية، والجار السعودي القوي على وجه
الخصوص، واوقفت الحوار مع المعارضة للتعرف على مطالب الشعب، والعمل على
تلبيتها بالتالي، وبما يؤدي الى تعزيز الوحدة الوطنية مجددا. فمثل هذا
الاستقواء لا يكشف هشاشة الحكم فقط، وانما قصور نظره، واصراره على استعداء
قطاع كبير من الشعب البحريني.
نتمنى ان تكون زيارة السيد اوغلو بهدف
الوساطة في الازمة البحرينية، مثلما نتمنى ان يستفيد اهل الحكم في البحرين
وايران ايضا من الحكمة التركية وما تقدمه من مقترحات، لان الوضع الحالي في
البحرين متفجر، وقد يقود المنطقة الى اتون حرب اقليمية تدمر الجميع، وتفتح
المجال على مصراعيه امام تدخلات خارجية اكبر وتكون نتيجتها وضع النفط
العربي تحت الانتداب الخارجي، وربما تهديد الهوية العربية لمنطقة الخليج
برمتها.
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية