أما إمام مسجد عبد الله الغريب
محمد أحمد دقمان فيقول: ان مسجد سيدي الغريب من أقدم الأضرحة في قليوب
ومدينة قليوب بطبيعتها مدينة هادئة، وبها أكثر من أربعين ضريحا داخل
المساجد، والناس تعيش في هدوء منذ زمن بعيد وتصلي داخل هذه الأماكن لكن في
ظل الظروف الراهنة وما يحدث في مصر فيبدو أن الفوضى قد عمت أماكن كثيرة،
لكن لم نتخيل للحظة واحدة أن يتم اقتحام بيت من بيوت الله بالأسلحة فهذا
بعيد تماما عن الإسلام، لم نعهد من هؤلاء الشباب أي تصرف همجي من قبل لكن
هذا الفعل المشين الذي قاموا به يدل على التعصب المقيت والمهلك والجاهل
بأمور الدين. مشاهد هدم الأضرحة في قليوب لم تقتصر على هذين المسجدين بل
امتدت الى عدة مساجد بها أضرحة ومنها سيدي جمال الدين وسيدي عبد المتعال
وسيدي يوسف وسيدي رضاض.
ويعد داخل مسجد سيدي رضاض المغازي من المساجد
القديمة جدا في البلد، ونحن نصلي فيه دائماً، صحيح أن الضريح كان في وسط
المسجد، لكن هذا كان لا يمثل إعاقة لنا لأننا اعتدنا على وجوده، لكننا
سمعنا فجرا بصراخ وعويل، فخرجت على الفور أنا ومجموعة من الأهالي، فشاهدنا
مجموعة السلفيين يقومون بهدم الضريح المتمثل في القبة الخشبية ومقصورة من
الخشب واقتلاعها من جذورها ثم قاموا بتسوية المكان بالأرض، كان معهم أسمنت
ورمل وقاموا بتغطية الضريح بأرض المسجد ويظل صاحب المقام 'سيدي رضاض'
مدفونا في وسط المسجد، من ناحية أخرى يقول أكرم بحيري موظف وهو من المصلين
في مسجد سيدي رضاض ان ما حدث ليس للسلفية أي دخل فيه، وان هذا الضريح كان
يشغل مساحة من المسجد، وقد شكونا مرارا وتكرارا للأوقاف لإزالة هذا الضريح
لما كان يسببه من إعاقة حركة للمصلين داخل المسجد، كما ان هذا الضريح كانت
النساء بالذات تفعل أشياء تغضب الله تعالى ومنها الطواف حوله، والتوسل به
من أجل الشفاء من الأمراض وانجاب الأولاد والزواج وغيرها من هذه البدع التي
تخالف شريعة الإسلام، والدين منها براء، فهؤلاء الناس لا ينتمون لتيار
السلفية، ولكنهم على ما اعتقد بلطجية مأجورون، هدفهم الإساءة للإسلام عامة
وللسلفية خاصة'.
لكن هذا لم يعجب زميلنا بـ'الأخبار' وإمام الساخرين
أحمد رجب، فقال في نفس اليوم - الاثنين - عن هؤلاء السلفيين: 'السلفيون
ينسبون أنفسهم إلى السلف الصالح وهم الرعيل الأول من المسلمين الذين شكلوا
القدوة في التزام العمل الصالح، وفي عصر السلفيين تلقى سيدنا عمر بن الخطاب
من مصر أن ابن الوالي عمرو بن العاص صفع ابن الشاكي وهو قبطي فأمر الخليفة
بأن يصفع ابن القبطي ابن حاكم مصر، ولم يحكم الخليفة بقطع أذن ابن
القبطي'.