ومن الصدف الغريبة أن يلقى
مثل هذا الكلام هوى من زميله بـ'الجمهورية' محمد الفوال، ولذا سارع بالقول
في نفس اليوم رافضا أي تصالح مع جمال وغيره، ولذلك قال: 'بامارة إيه نتصالح
مع جمال مبارك الذي تصور انه ورث مصر ومن عليها وأخذ يتصرف على مزاجه في
شؤون البلاد ومصير العباد ويوزع المناصب على الأصدقاء ودعاة التوريث
ومنظريه وكذابين الزفة وعقد زواجا غير شرعي بين السلطة والثروة نتجت عنه
سياسات سفاح أفرزت هذا الكم الهائل من الروائح الكريهة.
بأمارة إيه
نتصالح مع سوزان مبارك أس الفساد وأم الإفساد فهي أول من فكر وخطط ودبر
موضوع التوريث، ولكي تصل إليه اتبعت مبدأ ميكافيلي الغاية تبرر الوسيلة
كانت وسيلتها الرشوة والفساد والإفساد، منحت كل من شارك في مخططها الهبات
بقدر إسهامه وعاقبت كل من عارضه بقدر معارضته.
بأمارة إيه نتصالح مع
مبارك نفسه الذي حكم ثلاثين عاما تحولت فيها مصر إلى عزبة من الأسياد
والعبيد فيها قلة فوق القانون وكثرة تحته، ترك الحبل على الغارب للفاسدين
يعيثون فيها فسادا دون أن يهتز له رمش وفقدت مصر على الصعيد الخارجي أدوات
التأثير في محيطها وحد من دورها في قضايا قومية ما أفقدها مكانتها
الإقليمية'.
وهذا رفض صريح من الفوال للحكمة القائلة بأن الصلح خير، أو يا بخت من قدر وعفا.