حقول الألغام في الحاجز الشمالي تعيق التوسع الزراعي والتنموي
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

حقول الألغام في الحاجز الشمالي تعيق التوسع الزراعي والتنموي Emptyحقول الألغام في الحاجز الشمالي تعيق التوسع الزراعي والتنموي

لينا
لينا
المدير العام

المدير العام
 نُشر في الخميس 20 مايو 2010 - 7:48

حقول الألغام في الحاجز الشمالي تعيق التوسع الزراعي والتنموي



إزالة 64 الف لغم خلال عامين

الحدود الشمالية-ريم الرواشدة - ما انفك المزارع الستيني سلمان عوض من النظر الى ارضه في قرية جابر-بالقرب من المنطقة الحرة الاردنية السورية المشتركة-، البالغة 77 دونما، لكن دون ان يخطو خطوة واحدة اليها، وهي التي لا تبعد عنه سوى متر او اقل، وما يمنعه هو حقول الالغام.
فقد اعتاد قبل نحو 30 عاما زراعتها ووالده لكن من منتصف السبعينات لم تطأ قدمه ارضها.
ويقول عوض ان ارضه المزروعة بالالغام اضطرته الى استئجار ارض غيره وزراعتها لتكون مصدر رزقه التي يعتمد عليها وعائلته البالغ عددها 40 فردا.
ويضيف «بالاضافة الى ضيق العيش الذي نعيشه من 3 عقود، لا بيئة امنة لاحفادي ومن قبلهم اباؤهم للعب» فمئات الالغام تتربص بهم ولا تبعد عنهم سوى أمتار.
ويبدي تفاؤله وعينه ترقب العاملين في حقول الالغام من مزيلي الالغام العاملين لدى الهيئة الوطنية لازالة الالغام من خلال الجمعية النرويجية للمساعدات الشعبية.
ويقول: «بدأوا العمل من اكثر من سنة أتمنى ان ينتهوا قريبا،لاتمكن من زراعة ارضي وزيادة دخلي واتوسع في بناء منازل لابنائي و يتمكن احفادي من التنقل بامان داخلها».
والحال ذاته للسيدة ام محمد التي يعمل زوجها مزيلا للالغام وتجاور وافراد عائلتها الـ9 ارضهم المزروعة بالالغام،وتقول أن حقول الالغام «عقبة رئيسية في التوسع الزراعي الذي يعتبر ورعي الاغنام مصدر رزق قرية جابر».
وتضيف»الله وحده الذي يحمينا،وتستذكر مرة كيف دخل احد اطفالها لالتقاط كرته دون ان يابه لخطورة الموقع».وتقول»هلعنا لمشاهدته يخرج كرته...لكن الان باتوا مدركين ان ما هو خلف منزلهم محظور عليهم وعلى غيرهم».
وتضيف: «لا اقول ان الخطر بعيد عنهم لكنه على مقربة فلا احد يستطيع ان يعرف بالضبط متى قد يدخلون اليها او يلعبون بالقرب منها، لكن نبقي اعيينا دائما عليهم ونراقبهم، وكأنه لا يكفيني ان حياة والدهم في خطر نتيجة عمله مزيلا للالغام في المنطقة».
وعلى الجانب الاخر، وتحديدا في حقول الالغام بدت مزيلة الالغام ريم «ام ايهم» وهي تجثو على ركبتيها بالقرب من لغم مضاد للافراد وكانها وجدت ضالتها.
وتقول عن عملها «توفي زوجي قبل عام تقريبا، وكنت في بداية العمل كمزيلة للالغام مما حتم علي ضرورة المضي قدما فيه لزيادة دخلي ومساعدة ابنائي».
وتضيف: «لم يكن سهلا ان ازاول عمل ازالة الالغام فتقبل المجتمع لم يكن سريعا، اضافة الى ان ابنائي الاربعة كانوا شديدي القلق على حياتي».
وتشير الى «ان الوضع تغير الان وتعود الجميع (...) لكن يرن هاتفي النقال كثيرا عندما اتاخر في العودة الى المنزل نتيجة العمل».
ويؤكد مدير عام الهيئة الوطنية لازالة الالغام واعادة التاهيل محمد بريكات ان «انفجار الالغام من الخمسينات وحتى آلان ادى الى مقتل 111 شخصا واصابة 787 آخرين».
ويضيف في زيارة الى الحاجز الشمالي نفذتها الهيئة الوطنية لازالة الالغام بالتعاون مع الجمعية النرويجية وشارك فيها عدد من سفراء الدول الاوروبية التي تدعم مشاريع ازالة الالغام في المملكة وصحفيين ان «مجموع الالغام التي اكتشفت في مناطق الغور والعقبة بلغت 220 الف لغم تم ازالتها».
ويشير بريكات «الى مشروع يتم العمل به في الغور الاردني للبحث والتفتيش عن الالغام حيث بدء العمل به في ايلول من عام 2008 لاعادة تطهير تلك المناطق من الالغام بشكل تام».
ويؤكد المستشار الاول في الجمعية النرويجية للمساعدات الشعبية ياسين المجالي «ان مشروع ازالة الالغام في الحاجز الشمالي يعتبر آخر مشاريع ازالة الالغام في المملكة».
ويقول «هذا اخر مشروع ازالة للالغام في المملكة و تم تم ازالة و تدمير 64 الف لغم من انواع مختلفة خلال العامين المنصرمين في الحاجز الشمالي منذ بدء عمل المشروع.»
ويتوقع الانتهاء من المشروع في أيارعام 2012 ويغطي 104 كلم ويضم 93 حقلا.
وبحسب المجالي «يعمل في المشروع 12 فريقا متخصصا بازالة الالغام منها فريقين نسويين».
ويضيف المجالي ان «التمويل الذي قدم من قبل عدد من الدول المانحة يغطي كلفة المشروع لنهاية العام الحالي إذ يتراوح سنويا الدعم المالي بين 4-6 ملايين دولار».
واشار الى «السعي للحصول على مزيد من التمويل لنتمكن من انهاء المشروع في الوقت المحدد واعلان المنطقة خالية من الالغام كي تتاح الفرصة مرة اخرى لحوالى 50 الف مواطن لاعادة استخدام اراضيهم والانتفاع منها». وزرعت الالغام في سبعينيات القرن الماضي وتؤثر بصورة سلبية على حياة الناس الذين يقطنون تلك المناطق الزراعية الشاسعة والتي ترفد المملكة بانواع مختلفة من الحبوب والبقوليات.
ويمول المشروع على وجه الخصوص النروج وكندا واليابان والمانيا والاتحاد الاوروبي.
المسافة من عمان الى حدود جابر تزيد عن 86 كيلومترا، لكن امل المواطنيين ممن هجروا اراضيهم في الحاجز الشمالي بسبب حقول الالغام اقرب بكثير، وهم ينتظرون استثمار ما يزيد عن 30 بئرا للمياه في زراعة اراضيهم بالقمح وحصادها بدلا من حصاد حقول الالغام التي تخترقها سكة الحديد الحجازي في طريقها الى سوريا.
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية