صدرت الإرادة الملكية السامية اليوم بفض
الدورة الاستثنائية لمجلس الأمة اعتبارا من يوم غد الجمعة الموافق الثلاثين
من شهر أيلول سنة 2011.
كما صدرت الإرادة الملكية السامية اليوم
بإرجاء اجتماع مجلس الأمة في دورته العادية حتى تاريخ السادس والعشرين من
الشهر القادم .
وقرر مجلس الاعيان تأجيل جلسة مقررة
لمناقشة قانون يتضمن مادة تجرم ادعاءات الفساد دون اثبات وتفرض غرامات
مالية عالية بحق مدعيها في خطوة تهدف للتهدئة عقب اثارتها الجدل واتهامات
ب"تحصين الفساد".
وقال طاهر المصري رئيس مجلس الاعيان
لوكالة فرانس برس ان "المجلس قرر تأجيل جلسة كانت ستعقد اليوم (الخميس)
لمناقشة مشروع قانون هيئة مكافحة الفساد الى اجل غير مسمى".
واضاف "لم يحدد موعد جديد للجلسة ويجب
انتظار الدورة العادية لمناقشة المادة"، التي كان من المفترض ان يناقشها
مجلس الاعيان الخميس قبل اقرارها في اليوم الأخير من الدورة الاستثنائية.
ووفقا للدستور الاردني يقرر الملك تاريخ
عقد الدورة العادية، التي سيتم عقدها خلال شهر بحسب المسؤولين الاردنيين.
وقال بعض الاعيان لوكالة فرانس برس ان
تأجيل الجلسة يهدف الى التهدئة بينما انتقدت نقابة المحامين الاردنيين
ونقابة الصحافيين بشدة اقرار المادة، فيما دعت جهات اخرى الى مظاهرات
احتجاجية.
وقال احد اعيان طالبا عدم الكشف عن اسمه،
لفرانس برس ان "القانون مثير للجدل. هناك تهديد بمظاهرات احتجاجية واتهامات
للسلطات بانها تحمي الفساد وفي هذه الاجواء قررنا تأجيل جلستنا حتى تتضح
الأمور اكثر".
واضاف عضو آخر في المجلس ان "مجلس الاعيان
كان خطط لاقرار المادة اليوم الخميس كونه ليس هناك مزيد من الوقت لاجراء
تعديلات في اليوم الأخير من الدورة الاستثنائية، فكان الحل الوحيد هو تأجيل
الجسلة".
واصدرت نقابة المحامين الاردنيين بيانا
الخميس انتقدت فيه اقرار مجلس النواب المادة 23 من قانون هيئة مكافحة
الفساد، معتبرة انها "تحصين للفساد" ومخالفة للدستور.
واعتبرت النقابة انها "بمثابة تحصين
للفساد في الأردن وتعدي على حق المواطنين في التعبير والحصول على المعلومات
التي تهمهم في شؤون حياتهم والدفاع عن حقوقهم كما فرضها واقرها الدستور
واهمها مكافحة الفساد".
واكدت ان "المادة تنطوي على مخالفة
دستورية لأحكام المادة 15 من الدستور التي تكفل للأردنيين الحق بابداء
رأيهم بأي مسألة بحرية ودون اية قيود كما انها تمس حرية الصحافة والنشر
التي كفلها الدستور".
واوضحت ان هذا يعني ان "الصحافيين
والمدونين والنشطاء اصبحوا مهددين بالتعرض للمساءلة القانونية ودفع غرامة
باهظة قد تصل الى ستين الف دينار (نحو 85 الف دولار) في حالة نشر او اشاعة
اي اخبار او معلومات حول وقائع الفساد".
واقر مجلس النواب الاردني الثلاثاء المادة
23 من مشروع القانون المعدل لهيئة مكافحة الفساد وهي معروضة الان امام
مجلس الاعيان لاقرارها.
وتنص المادة على ان "كل من اشاع او عزا او
نسب دون وجه حق الى احد الأشخاص او ساهم في ذلك بأي وسيلة علنية كانت ايا
من افعال الفساد المنصوص عليها في المادة 5 من هذا القانون ادى الى الاساءة
لسمعته او المس بكرامته او اغتيال شخصيته عوقب بغرامة لا تقل عن 30 الف
دينار (نحو 43 الف دولار) ولا تزيد على 60 الفا (نحو 85 الف دولار)".
وصوت 56 نائبا لصالح اقرارها من بين 96
حضروا الجلسة.
ودانت نقابة المحامين الاجراء كونه
"انتهاك صريح لحرية الرأي والتعبير وتعدي على حرية الاعلام والنشر في
الاردن ويكمم افواه الصحافيين و يسبغ حماية قانونية على الفساد ويعتدي على
حق المواطنين في تداول المعلومات الخاصة بالفساد".
وطالبت مجلس الاعيان ب"عدم اقرار نص
المادة المذكورة المشؤومة لانها تشكل ضربة قاصمة لكل مساعي الاصلاح ومكافحة
الفساد وتعد صارخ على الحريات وحقوق المواطنين في الأردن".
وهدد مجلس نقابة الصحافيين الاردنيين
بتقديم استقالته في حال اقرار مجلس الاعيان للمادة، فيما ادانتها جماعة
الاخوان المسلمين في الاردن كونها تدل على "نفوذ مؤسسة الفساد في الاردن".
وصدرت صحيفة شيحان الاسبوعية الخميس متشحة
بالسواد في صفحتها الاولى بعنوان "نعي حريات فاضلة" منتقدة المادة 23 من
قانون هيئة مكافحة الفساد وناعية الحريات الاعلامية والاصلاح ومكافحة
الفساد.
وكان من المقرر ان ينفذ صحافيون وقفة
احتاجاجية امام مجلس الاعيان بعد ظهر الخميس لمطالبة مجلس الاعيان بعدم
اقرار المادة، الا انهم الغوا وقفتهم بعد تأجيل مجلس الاعيان لجلسته.
ويشهد الاردن منذ كانون الثاني/يناير
الماضي احتجاجات مستمرة تطالب باصلاحات اقتصادية وسياسية ومكافحة الفساد.