البوصلة
ـ قرر الفنانون الأردنيون نعي انفسهم مساء يوم الخميس المقبل خلال
الاحتفال الخاص بيوم الفنان الاردني احتجاجا على الحالة المتردية التي
تعيشها الساحة الفنية الاردنية, على حد وصفهم.



وبحسب
البيان الذي صدر عن نقابة الفنانين الاردنيين فإن الاحتفال الخاص بيوم
الفنان الأردني يوم الخميس 17 آذار سيتواكب مع مسيرة تعبر عن الواقع الفني
والحالة المؤلمة التي آلت إليها مصائر الفنانين وأحوالهم، إذ لا يحمل ذلك
الحفل سوى أسى ورهبة من مستقبل تبدو نذوره أكثر تشاؤما.



وأكد
البيان انه سيترافق مع هذه المسيرة مشهدا احتجاجيا حضاريا يحمل نعشا أسودا
كناية عن إعلانهم عن وفاة ما تبقى من مهنتهم، إذ ستنطلق تلك مسيرة من ساحة
باريس في جبل اللويبدة بعمان تجاه مبنى نقابة الفنانين التي ستشهد بدورها
إطفاء الأضواء وإنارة الشموع عوضا عن ذلك.



هذا و سيلقي عدد من الفنانين كلمات رثائية في حفلهم فيما يعانون انهيارا في المقومات التي تكفل لهم العيش الكريم.

وكان
الفنانون الاردنيون ينوون الاحتفال في هذا اليوم (يوم الفنان
الأردني) جالبين ثوبا جديد الم يألفه واقع احتفالهم, على حد تعبيرهم.

وقد
أكدوا ان هذه المناسبة "ستكون بمثابة فرصة لنعي حالهم المنحدر وهم يعانون
غياب الاهتمام والتحفيز ويشعرون بالتهميش والإقصاء الذي تسبب في تدمير
الواقع الفني في البلاد".

ويشعر
الفنانون في هذه الايام بحسب بيانهم "بواقع مرير كرسته سياسات الحكومات
المتعاقبة التي ساهمت في ذلك الانهيار الحاصل في مهنتهم السامية، إذ دأب
المسؤولون من جهة والمؤسسات الإعلامية الرسمية من جهة ثانية على إدارة
ظهرها للمبدع الأردني مقللة من إمكانية مساهمته في الارتقاء بالواقع المحلي
وهي متشدقة بشعارات تنافي ذلك الواقع".



وأمل
الفنانون أن تحمل الأيام القادمة إعادة البسمة لشفاههم بعد سيادة مشهد
كئيب يزداد اسودادا مع قدوم حكومة وانصراف أخرى من دون تقدم، بل إن التقدم
بات في نظرهم يتمثل في الحفاظ على الوضع القائم دون تحقيق مزيد من الخطوات
للخلف.



ولفت
البيان إلى ان الفنانين يحملون إحساسا مسؤولاً ومرهفاً بطبيعتهم، لذا فإن
ذلك المشهد الاحتجاجي السلمي يأتي تجسيدا للحس المسؤول الذي يراعي مصلحة
الوطن وأبنائه، مع يقينهم أن المؤسسات الرسمية لن تكون قادرة على فهم تلك
الرسالة، فهي من تسبب في وصولهم لذروة معاناتهم والبطش بإبداعاتهم, على حد
وصفهم.