الغضب عند الطفل وعلاجه
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

الغضب عند الطفل وعلاجه Emptyالغضب عند الطفل وعلاجه

avatar
شملت والنيه اربد
المدير العام

المدير العام
 نُشر في الإثنين 7 مارس 2011 - 4:30

الغضب عند الطفل وعلاجه


إن الغضب من الغرائز الفطرية المادية التي تولد مع الإنسان ، ويختلف
تماماً عن التوتر ، فالغضب مفيد لأجل الحفاظ على النفس والدفاع عنها ، وبه
يستطيع ردِّ الاعتداء والانتصار لمظلوميته ، وهو بهذا المقدار صحيح ومطلوب ،
بل يعد التقصير فيه مهانة للنفس في المنظور الإسلامي ، ويعرضه للحساب في
محكمة العدل الإلهي .
ولذا قالوا : ( من استُغْضِبَ ولم يَغضب فهو حِمار ) ، فمن اعتُدي عليه
ورضي بذلك دون الدفاع عن حقِّه ونفسه فهو تدنَّى عن الإنسانية إلى حيث
الحيوانية ، باستثناء العفو الذي هو خير بالنسبة للأخوة المؤمنين .
فإن زيادة الغضب بالاعتداء على المتعدي بأكثر مما سببه للآخر مرفوض
أيضاً في المنظور الإسلامي ، كالتمثيل بجثة القاتل ، أو تعذيب السارق ،
فقال تعالى : ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) البقرة : 194 ، والقاعدة الفطرية الصحيحة في الإنسان هي الغضب الذي يدفع لردِّ الاعتداء مقابل أي عدوان يتعرض له .
ويجد الأبوان - عادة - بوادر الغضب عند أبنائهم وبشكل ملحوظ في السنوات
ما بين الثلاث إلى الخمس ، فلا يكتفي الطفل حينها برَدِّ الأذى عنه ، بل
يعمد إلى إيذاء نفسه بالتمرغ في الأرض ، وضربها بيده ورجليه ، وحتى رأسه ،
وكذلك يكسِّر ما وجده أمامه .
وهذه الحالة إن وجدنا الطفل يقوم بها في الأسبوع مرة أو مرتين فهو أمر
طبيعي ، وإن إيذاء نفسه وبهذا الشكل فلأنه يجهل الطريقة التي يردُّ بها
الاعتداء عن نفسه ، أو لشعوره بالعجز أمام المعتدي عليه ، أمَّا إن تكررت
أكثر من ذلك فهو أمر غير طبيعي ويحتاج إلى علاج .
وقبل أن نبدأ بعلاج الحالات المرضية لابد أن نشير إلى أمور مهمة ،
نذكِّر بها الوالدين باعتبارهم المسؤولين الأولين في زيادة الغضب عند
أبنائهم ، فلا الوراثة لها أثر على غضب الطفل وزيادته ، ولا هو خُلق يتعلمه
من الآخرين ، بل زيادته تعود إلى تعرُّضِه لسوء التربية ، ونضرب لذلك
أمثلة كالتالي :
1 - تنفيذ ما يريده بعد غضبه :


فإن بعض الأمهات حين يأتي الطفل إليها طالباً قطعة من الحلوى ، أو جلب
لعبة معينة ، فترفض طلبه أولاً لانشغالها بحديث أو أمور المنزل ، فيغضب
الطفل ويعلو صراخه وضجيجه ، وتحاول الأم إسكاته بالغضب عليه ، أو بأساليب
متعددة ، وهو لا يكفُّ عن الصراخ والضجيج ، إلى أن تعجز الأم فتستجيب له
وتعطيه ما أراد .
إن هذه الطريقة تدفع الطفل إلى زيادة غضبه ، والأولى بالأم أن تستجيب له
في أول الأمر ، أو لا تستجيب له مطلقاً ، وإن زادت المدة التي يصرخ فيها .
2 - معاملته بلطف عند غضبه :


إن الطفل حين يغضب ويجد الوالدين يتعاملان معه بلطف في ظروف معينة ،
ويستجيبان له في وجود الضيوف مثلاً ، أو في زيارة أحد الأصدقاء ، هذه حالة
تشجع الطفل إلى زيادة الغضب في هذه الأوقات ، والأولى أن يكون التعامل
بالاستجابة أو الرفض لطلباته في كل الأوقات بأسلوب واحد ، حتى لا يستخدم
غضبه كورقة ضغط على والديه .
3 - إصابته بتوتر النفس :


إن الطفل حين تصاب نفسيته بالتوتر الذي تعود أسبابه إلى ما ذكرناه سابقه يتعرض إلى ازدياد نوبات الغضب وتكررها في أوقات مختلفة .
4 - توجيه الأوامر إليه بصرامة :


إن الطفل في مرحلته الأولى تأبى شخصيته النامية أن توجه إليه الأوامر
بحِدَّة وتهَكُّم ، لأن عدم احترام شخصيته يعتبر أحد أنواع الاعتداء التي
تثير غضب الطفل ، بل كل إنسان .
العلاج :


إن من الخطأ الاستهانة بالتصرفات التي تثير غضب الطفل ، وعدم الاكتراث
بمعالجتها وبشكل سريع ، لأن زيادة الغضب تجعله متوتراً ، وبعد مرور الوقت
يصبح عدوانياً مشاكساً يفتقد إلى المحبِّ والصديق ، بل حتى إلى الحياة
الحلوة الهانئة .
والطفل حين تأتيه نوبة الغضب يجدر بالوالدين التعامل معه بشكل يختلف عن التعامل معه في الأوقات الطبيعية ، وهو كالتالي :
1 - عدم مناقشته :


إن الطفل في السبع سنوات الأولى من حياته حين يغضب يصبح بشكل لا يفهم
ولا يسمع ما يقال له ، فالغضب يسدُّ منافذ وعيه الكبير تماماً ، فلا فائدة
إذن أن يقول الوالدان أو يعترضا عليه بكلمة أو فعل .
2 - قبول غضبه :


حين ترفض الأم طلب طفلها في مرحلته الأولى ، يهيج ويصرخ ويضرب رأسه
بالأرض ، أو يحاول تكسير كل حاجة أمامه ، وينبغي أن تمسك الأم طفلها بحنان ،
وتمنعه من حركته المؤذية لنفسه ، أو أحد أفراد أسرته ، والحذر في مثل هذه
الحالة أن تمسكه بعصبية وقسوة ، بل بقبول ورضا .
لأن الغضب في هذه المرحلة - ولعدم استجابة والديه له - تعتبر طبيعية ، لا يُحاسب عليها أولاً ، وتُقَابَل بلطف ثانياً .
3 - عدم معاقبته :


يحسن بالوالدين أن يتركا الطفل الغاضب وشأنه ، ويتحلَّون بالصبر وعدم
معاقبته ، وكذلك مكافأته ، فليس من الصحيح أن تقول الأم لطفلها الغاضب وهو
في المرحلة الأولى من عمره : لو تسكت أعطيك قطعة من الحلوى ، أو تقول له :
إذا لم تكف عن الصراخ سأضربك .
4 - الاستمرار بالمطالبة :


لعل الأم تطلب من طفلها في مرحلته الأولى أن يخلع ملابسه ، أو يرتِّب
أشياءه بشكل ودِّي وجذاب ، ولكن الطفل يثور ويغضب ، ويرفض الاستجابة للطلب .
وفي هذه الحالة على الأم أن تتركه في حالة غضبه ، دون أن تقول أو تطلب
منه شيئاً ، حتى يرجع إلى وضعه الطبيعي ، ثم تكرر طلبها منه بشكل ودِّي
أيضاً ، وهكذا تستمر دون عصبية وحدة حتى يستجيب لها ، لأجل إفهام الطفل أن
الغضب لا يحول دون الانصياع للأمر ، فيستخدم الغضب في كل مرة لا يريد فيها
الاستجابة لوالديه .
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية