-تعبر الشعوب عن ترحيبها بالربيع، الفصل الذي تعود فيه الحياة الطبيعية الى الظهور مجددا، وذلك عبر الخروج من المنازل المغلقة الى المنتزهات اما بشكل رحلات او اقامة المهرجانات والاحتفالات كما يحصل في مصر وإيران وتركيا والصين مثلا. ورغم الازمات الاقتصادية وارتفاع اسعار الخدمات السياحية رغم تواضعها، الا ان الاردنيين يبحثون عن متنفس لهم في عطلة نهاية الاسبوع لقضاء ساعات مريحة في احضان الطبيعة بعيدا عن هموم الحياة، وحتى التوجه الى جوانب الشوارع مثل طريق المطار وغيرها.
ولكن مختصين يجدون أن نمط التنزه تاثر لاسباب منها الوضع الاقتصادي والدخل المحدود، وضعف الخدمات المتوفرة في تلك المتنزهات ، واما التوجه نحو المولات والمقاهي المنتشرة خصوصا لفئة الشباب.
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور مازن المرجي، ان الاردنيين من ذوي الدخل المحدود او المتوسط ما يزالون يذهبون الى الاغوار او عجلون او اي من تلك المناطق الخضراء للتنزه في ايام العطل، الا ان هناك تراجعا في الكم والنوع بسبب الاوضاع الاقتصادية لان الرحلة البسيطة تحتاج الى مصاريف قد تؤثر على دخله حتى نهاية الشهر.
واوضح ان هناك ظاهرة جديدة في الممكلة وهي انتشار المتنزهين على جنب الطرق للاسباب الاقتصادية ذاتها، وقد يتجه البعض الاخر الى المولات او المقاهي خصوصا لاتقاء الحر الشديد او المطر والبرد.
وقال ان التنزه التقليدي، أي أن تذهب العائلة في رحلة الى المناطق الخضراء للتمتع بالطبيعة موجود، مع تغير في المأكولات بسبب تدني الدخل، اضافة الى جانب اجتماعي مرتبط باحساسه بالاخر غير القادر على التنزه، اضافة الى ان هناك الكثير من القضايا التي تشغل باله.
وبين ان نمط التنزه في المدارس تغير اما بسبب ارتباطه بالوضع الاقتصادي او انتشار اماكن ترفيهية اخرى ترى ادارات تلك المدارس بان طلبتها يرغبون في الذهاب اليها.
ويشار الى ان هناك تنوعا في اماكن الترفيه وأماكن وجودها، ومعظم الجديد منها ينشأ على أطراف المدينة على جانبي الطريق الدائري لتسهيل الوصول إليها.
فمثلا هناك الترفيه الرياضي مدينة الحسين الرياضية وحدائق الملك عبد الله والقرية العالمية وحلبة سباق رالي المطار، اضافة الى اماكن اخرى منها منتزه عمان القومي وغابة ملك مملكة البحرين والمدينة المائية وحدائق الحسين وحدائق الملكة رانيا والنوادي المختلفة ومدينة الجبيهة الترويحية.
وقال امين عام وزارة السياحة والاثار بالوكالة كريم الهاشم ان موسم الرحلات والتنزه يبدا مع بداية الربيع بسبب كلفتها البسيطة وجوها يعد متنفسا للمواطنين، اضافة الى الرحلات التي تنظمها المدارس في هذا الموسم.
وقالت مساعدة تسويق مشروع عجلون في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة ريف فاخوري ان اقبال المواطنين على المحميات الطبيعية يعتمد على موقعها وقربها، مثل عجلون ودبين، اما المحميات الاخرى فتكون غالبية المتنزهين فيها للاجانب، واشارت ان دخول تلك المحميات يدفع المواطن رسوم دخول رمزية لحمايتها والحفاظ عليها.
وقال رئيس قسمي الادارة السياحية والتسويق بجامعة الشرق الاوسط الدكتور ابراهيم بظاظو ان النمط التقليدي للتنزه (اقل من 24ساعة) يتجه نحو المناطق الطبيعية، رغم تواضع الخدمات التي يحتاجها المنتنزه مثل الحمامات وغيرها، بسبب الاوضاع الاقتصادية المتردية فهو اصبح يبحث عن أماكن قريبة بسبب ارتفاع اسعار المواصلات وان لا يضطر ان يدفع فيها دخوليات او ما شابه، حتى طبيعة اختيار الاكل تغيرت واصبحت اقل جودة.
وبين ان هناك مؤثرات مختلفة اثرت على نمط الحياة بشكل عام ومنها التنزه في الطبيعة مثل انتشار المولات والمقاهي وتنوع اماكن الترفيه ولكن الاختيار عادة مرتبط بمستوى دخل العائلة.
وعزا تراجع نسب المتنزهين في الطبيعة الى محدودية الانشطة السياحية المتوفرة والحوافز، اضافة الى قله الوعي الثقافي لديه عن التنزه في الاماكن التاريخية.[b]