تعريب قيادة الجيش العربي الاردني
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

تعريب قيادة الجيش العربي الاردني Emptyتعريب قيادة الجيش العربي الاردني

ahlam
ahlam
vip
vip
 نُشر في الثلاثاء 1 مارس 2011 - 13:42


كان قرار التعريب في الأول من آذار عام 1956 امتداداً طبيعياً وموقفاً مبدئياً للنهج الذي اختطته القيادة الهاشمية على طريق الاستقلال والوحدة والحرية والحياة الفضلى منذ أن أعلن شريف مكة الحسين بن علي طيب الله ثراه ثورة العرب الكبرى في العاشر من حزيران عام 1916 مبيناً فلسفة الثورة الفكرية بقوله المشهور : "إن قومي وبلادي وديني أحب إليّ من أي شيء في هذا الوجود"، وكان عليه الرحمة مدرسة في المواقف والمبادئ فهو القائل : "لقد تنازلت عن عرشي وملكي حتى لا أفرط بفلسطين ومقدساتنا وما فيها من مثل هذه الكنوز ونصيحتي لأبناء هذه البلاد أن عليهم بوحدة الصف والاتحاد " ولما تكشف له غدر الحلفاء ونكثهم للعهود والمواثيق التي قطعوها له وبدأوا يساومونه على التنازل عن فلسطين جاء رده الحازم المبدئي : "لن أتنازل عن مبدأ واحد من المبادئ التي هي أركان النهضة العربية ولا أتنازل عن حق واحد من حقوق البلاد لا أقبل إلا أن تكون فلسطين لأهلها العرب ، لا أقبل بالتجزئة ولا أقبل بالانتدابات ولا أسكت وفي عروقي دم عربي ، عن مطالبة الحكومة البريطانية بالوفاء بالعهود التي قطعتها للعرب ، إذا رفضت الحكومة البريطانية التعديل الذي أطلبه فإني أرفض المعاهدة كلها ، إني عامل دائماً في سبيل الوحدة العربية والاستقلال التام ، أقول الاستقلال التام للأقطار العربية كلها ولا فرق عندي إذا كان مركز الحكومة العربية في الحجاز أو في سوريا أو في العراق أو في نجد" .
ولما لم يتحقق للشريف الحسين بن علي كل ما أراده ويصبو إليه من الاستقلال والتحرر والوحدة نظراً لمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية المتمثلة بغدر الحلفاء وذلك بتقسيم الوطن العربي ووضعه تحت الانتداب ثم إصدار وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، في ظلال تلك الظروف الدولية التي تمخضت فيها الحرب العالمية الأولى عن انتصار الحلفاء (بريطانيا ، فرنسا ، روسيا) على دول المحور (المجر ، النمسا ، ألمانيا ، تركيا) حمل الراية أبناء الشريف الحسين بن علي أصحاب السمو (عبدالله وفيصل ، وعلي ، وزيد) وكان وصول سمو الأمير عبدالله بن الحسين إلى معان يوم 11 تشرين ثاني عام 1920 ثم إلى عمان مرحلة جديدة في العمل العربي ، فقد أنعش مجيئه الحركة الوطنية وأعطاها الأمل من جديد فبدأت المقاومة الفعلية للاستعمار حيث كان بانتظاره أحرار الأردن فكما كان الأردنيون هم المضمون الشعبي للثورة ، كذلك كانوا من قادة جيشها النظامي، من أمثال محمد علي العجلوني ، وخلف التل ، وعوده أبو تايه وعبد القادر الجذي .الخ .
الظروف التي اتخذ قرار التعريب في ظلاها
تسلم جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه سلطاته الدستورية في الثاني من أيار عام 1953 وكان الجيش العربي بقيادة الفريق الإنجليزي كلوب، وكان الأردن في وضع لا يحسد عليه ويختلف اختلافاً كلياً عن وضع بقية الدول العربية ، فالنكبة الفلسطينية أصابت الأردن أكثر مما أصابت أي بلد آخر ، إذ قطعت اتصاله بالموانئ القريبة من حدوده (حيفا ويافا) وقذفت بأكثر من نصف مليون لاجئ على سكان الضفتين الذين لا يزيدون على مليون نسمة في ذلك الوقت ووجد الأردن نفسه مضطراً لمقاومة إسرائيل على طول أربعمئة ميل من خطوط الهدنة ، يضاف إلى ذلك فقر البلاد من الموارد الطبيعية واعتمادها على المعونة البريطانية وارتباطها بمعاهدة بريطانية ذات شروط وقيود .
وكانت الاعتداءات اليهودية تدق ناقوس الخطر يوماً بعد يوم وكانت مأساة قرية قبية التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي عنيف سنة 1953 حيث نسفت المنازل ليلاً على رؤوس أصحابها وقد ظهر تقصير قائد اللواء الزعيم أوشتن في نجدة أهل القرية فأمر جلالة الحسين طيب الله ثراه بعزله فوراً وأمر ببناء القرية وكذلك تعرضت قرية بيت لاهيا قضاء رام الله لعدوان إسرائيلي أخر في 1/9/1954، وقضية قريتي قبية وبيت لاهيا انتهت بالمليك الشاب إلى قناعة تامة هي ضرورة التخلص من القيادة الأجنبية للجيش إضافة إلى قناعته بأن الجيش ليس بالمستوى المطلوب لمعركة المصير من حيث درجة التدريب والتسليح فوجه نداءه إلى ملوك ورؤساء العالم العربي للإنتباه إلى أهداف الإسرائيليين التوسعية وناشدهم يوم 15/7/1954 لتقديم المساعدة المالية الفعالة للحرس الوطني ولتطوير الجيش فلم تلق الدعوة ما كان جديراً بها من الاهتمام والنجدة والتضحية .
ثم أعلن ميثاق حلف بغداد وقدمت للأردن عروض مغرية للدخول فيه ووجد الأردن في تلك العروض ما ينشد من قوة لجيشه وازدهار لاقتصاده ، ولكن الاشقاء الذين لم يقدموا للأردن ما طلبه من معونة واجبة عليهم شنوا حملة إعلامية شرسة على الحلف أدت إلى بلبلة مخيفة داخل البلاد وقال جلالة الملك الحسين رحمه الله كلمته القاطعة التي هي امتداد لمواقف السلف " لا أحلاف " وسأل جلالة الحسين ذات يوم رئيس الأركان (كلوب) عن الخطة العسكرية العامة اتجاه الإسرائيليين واعتداءاتهم المقبلة فذهل جلالته من سلبية الرد فدعا جلالته في التاسع من نيسان عام 1955 إلى اجتماع عسكري بيّن فيه الأخطاء ونقاط الضعف في الموقف العسكري العام منها :
1. يجب أن تتوفر في قيادة الجيش الجدارة والكفاءة .
2. يطلع جهاز القيادة في الجيش بأمور ليست من اختصاصه .
3. يجب أن تقوم الخطة العامة على الدفاع عن كل شبر من أرضنا ويجب أن لا يكون هناك أي تراجع .
4. تنفق أموال الجيش أحياناً فيما هو غير ضروري .
5. الذخائر الاحتياطية غير كافية .
6. إننا في أمس الحاجة إلى سلاح طيران قوي .
7. يجب أن نشكل كتيبة (قوات خاصة) وأن نقوي الاستخبارات .
بهذه المحاور الهامة عبّر جلالته عن عدم رضاه عن القيادة البريطانية وفي هذا يقول جلالته : "لقد كان السبب الرئيسي في عزله يقوم على عدم التفاهم بيننا وعلى خلافنا في مسألتين جوهريتين : دور الضباط العرب في جيشنا واستراتيجيتنا الدفاعية، لقد كنت أرغب في ترفيع الضباط الأردنيين إلى المناصب العليا في الجيش وفي أن يتولوا قيادته طبقاً لخطة واقعية "، وحول الموقف البريطاني من مسألة التعريب يقول جلالة الحسين رحمه الله: " بعد أشهر من المفاوضات التي اتسمت بالصبر والأناه استجيب إلى طلبي لأن انكلترا قبلت أخيراً أن تعرض علينا خطة للتعريب يتم بمقتضاها منح الضباط الأردنيين في المستقبل مزيداً من الامتيازات كان ذلك نصراً أو على الأقل كنت أعتقد ذلك .
بقي الآن أن نعرف ماذا كان يفهم من عبارة المستقبل ؟
بعد قليل حصلت على فكرة عن الموضوع إذ أنهم أبلغوني رسمياً بأن سلاح الهندسة الملكي في الجيش العربي الأردني سوف يتولى قيادته ضباط عرب في عام 1985 ، كان ذلك مظهر الاختلاف الأول حول دور الضباط العرب في الجيش، أما المظهر الثاني فكان دور الدفاع الاستراتيجي للبلاد ، فإن للأردن أطول حدود مشتركة مع إسرائيل كانت تبلغ (650) كم، ويقول جلالته " كنت أرى أنه علينا في حال نشوب حرب أن نؤمن دفاعنا على طول الحدود وأن نصمد مهما كلف الأمر حتى الموت ، لقد فكرت أنه من الوهم ان لم يكن من باب الانتحار أن نحدد هدفا لجيشنا – الدفاع عن سائر حدودنا وأن نقاتل قتالاً دفاعياً فقط ، لأن قوة صغيرة كقواتنا لا تستطيع أن تدافع عن حدود طويلة كحدودنا، لذلك قررنا أن نؤمن التدريب العسكري لجزء من السكان المدنيين أسميناهم في البداية حرس الحدود ثم الحرس الوطني ، أما مهمتهم فتقوم على الدفاع عن الحدود لكي تتيح للجيش الأكثر تدريباً – وتجهيزاً في حالة قيام العدوان – توجيه ضرباته في نقاط محددة .
فقط كنت من أنصار الرد الفوري أي أنه كلما ارتكب الإسرائيليون عدواناً ، توجب علينا أن نضرب هدفاً مختاراً في الجانب الأخر، أمام هذا النقاش كان الفريق كلوب يواصل النهج بمراعاة الحذر وكان يحبذ تراجع قواتنا إلى الضفة الشرقية في حال قيام هجوم إسرائيلي ريثما تأتي الإمدادات لشن هجوم معاكس مع الأخذ بعين الاعتبار النقص الحاد في الذخيرة، ورفضت بريطانيا حينها تزويد الأردن بمزيد من السلاح حسب الاتفاق بين الدولتين ، واستمرت المشاكل تتراكم على مر الشهور بين جلالته والفريق كلوب حتى أصدر جلالته قراره الجريء بإنهاء خدمات كلوب في الأول من آذار عام 1956 بعقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء ويقول جلالته : " منذ تسلم سلطاتي الدستورية وأنا أحاول أن أصحح الأوضاع قدر المستطاع بشكل يتفق وكرامة الأردن وعزته ولكنني لم ألمس أثراً لجميع محاولاتي ، ولهذا فلم أجد بديلاً من تنفيذ رغبتي هذه فوراً " .
وفي الساعة الثانية والنصف ظهراً اتخذ مجلس الوزراء قراره بتنفيذ الرغبة الملكية السامية بإنهاء خدمات الفريق كلوب وترفيع الزعيم راضي عناب لرتبة لواء وتعيينه رئيس أركان حرب الجيش العربي الأردني وإنهاء خدمات القائمقام باتريك كوجهل مدير الاستخبارات والزعيم هاثون مدير العمليات العسكرية .
في ظلال هذه المناسبة الخالدة بقي أن نقول نحب الجيش ونعشقه لأنه درع الوطن وسياجه المنيع ، لأنه مؤسسة للمبادئ والقيم ، ومصنعاً للرجولة والشهامة والتضحية والفداء ، لأنه مدرسة متميزة للعلم والمعرفة والثقافة ، لأنه المساهم الأكبر في تنمية الأردن منذ التأسيس وحامي المنجزات ، نعشقه لأنه يمنحنا الأمن والأمان لنمارس حرية الفكر وحرية العبادة ، وحرية التعلم ، وحرية الاستثمار ، نعشقه لأنه يعلمنا الإخلاص والمواطنة المسؤولة والأمانة والصدق والحس المرهف بالمسؤولية ، نعشقه لأنه يمنحنا فرصة التواصل مع العالم المحيط بنا والمشاركة في إدارة أزماته والتشرف بالعمل الإنساني وتضميد الجراح النازفة في بعض بقاع الأرض ، نعشقه لأنه يمنحنا أداء فريضة الرباط في سبيل الله وفرصة الشهادة ، نحبه ونتدافع للانتساب إليه لأنه الجيش المصطفوي، وفي الختام نعاهد جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني بن الحسين أن نظل على الدوام قرة عينه وقرة عين المواطنين ، نعاهده أن يرانا كيفما يحب على درجة متميزة من الاحتراف والإخلاص والتضحية والفداء والخلق الأنقى والرجال الرجال الأوفياء، وندعو الله عز وجل أن يديم علينا نعمة القيادة الهاشمية الحكيمة بقيادة عميد آل البيت الأطهار جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله بن الحسين ونعمة الأمن والاستقرار ونعمة النصرة لكل عربي ومسلم وإنسان مضطر في هذا العالم
منقول المصدر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية