الأجل المحتوم يسبق «الرجل القرآني» قبيل توجهه لأداء العمرة
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

الأجل المحتوم يسبق «الرجل القرآني» قبيل توجهه لأداء العمرة  Emptyالأجل المحتوم يسبق «الرجل القرآني» قبيل توجهه لأداء العمرة

ahlam
ahlam
vip
vip
 نُشر في الجمعة 25 فبراير 2011 - 17:06

الأجل المحتوم يسبق «الرجل القرآني» قبيل توجهه لأداء العمرة  Fadel



د. همام سعيد: مواقفه في قول الحق مشهودة.. وكان صاحب فكر إسلامي عميق
د. الدليمي: عمل ما استطاع على بث العلوم العربية والدفاع عن القرآن وعلومه
د, الخالدي: كان عالم التفسير رقم واحد في الأردن وبلاد الشام.. ولن يحل أحد محلّه
د. المجالي: سيبقى الدكتور فضل حياً بعلمه وتلاميذه المبثوثين في أنحاء العالم
السبيل - وائل البتيري
توفي أمس العلامة الدكتور فضل حسن عباس عن عمر يناهز 79 عاماً، قضاها في التدريس والتأليف والدعوة.
وفي تصريح لـ»السبيل» قال نجله الأكبر محمد إن الوالد كان عزم على الذهاب
إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة، وحين وضع قدمه في السيارة التي كان من
المفترض أن تقله إلى المطار، وافاه الأجل، رحمه الله رحمة واسعة.
الذي يسمع صوت الشيخ وهو يصدح بآيات الكتاب العزيز؛ يعلق في أذنيه ذلك
الصوت الحزين، وتلك التلاوة التي حبّرها الدكتور فضل عباس تحبيراً، حتى إذا
ذُكر الشيخ حضرت تلاوته في الذهن، وحضرت معها عظمة القرآن الذي صنع رجالاً
ربانيين يُذكرون كلما ذُكر.
أذكر ونحن فتيان؛ حينما كنا نتواعد بعد الإفطار في رمضان، لنركب باصاً
صغيراً لأحد الإخوة، ونذهب معاً إلى مسجد الزميلي حيث يصلي الشيخ فضل رحمه
الله صلاة القيام بقراءة متأنية طويلة، لم نكن رغم طولها نشعر بالتعب أو
الإرهاق؛ لأن طريقة الشيخ في القراءة تأخذك إلى عالم آخر، لا تعب فيه ولا
نصب، فليس إلا اللذة المتدفقة مع كل آية من آيات كتاب الله جل وعلا.
د. سعيد: كان قرآناً يمشي على الأرض
المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور همام سعيد قال إن الدكتور
فضل عباس «جمع بين العلم والعمل»، مشيراً إلى أنه كان «قرآناً يمشي على
الأرض».
وتابع: «جعل الله تبارك وتعالى بين هذا الرجل وبين القرآن حالة خاصة،
وحصّل من علوم القرآن ما لم يحصّله أحدٌ في عصرنا، وترك آثاره في تلاميذه
العلماء».
وأضاف أن الفقيد كان إلى جانب علمه الواسع، «صاحب دعوة، وصاحب فكر إسلامي عميق».
وأكد سعيد على أن الشيخ رحمه الله كانت له مواقف مشهودة في قول الحق
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشيراً إلى أنه «كان يقول الكلمة في
مكانها ولا يخشى في الله لومة لائم».
وأضاف: «أذكر أنه ألقى خطبة في المسجد الحسيني الكبير يوم قدم إلى البلاد
أحد الرؤساء الأمريكيين، فكانت خطبة مشهودة، وكان لها وقعها على الشعب حيث
رأى في الشيخ فضل عالمه الرباني، كما كان وقعها على الرئيس الأمريكي
شديداً، وأذكر أنه في خطبته تلك دعا الله تعالى أن يجلّل البيت الأبيض
بالسواد».
د. الخالدي: لن يحلّ أحد محلّه
من جانبه قال أستاذ القرآن وعلومه في جامعة العلوم الإسلامية الدكتور صلاح
الخالدي: «نحن نوقن أن الأعمار بيد الله تعالى، وأن الإنسان لا بد أن
يموت، إلا أن موت العالم خسارة للأمة، والشيخ فضل كان من كبار العلماء، وهو
عالم التفسير رقم واحد في الأردن وبلاد الشام».
وأضاف لـ»السبيل»: «نحن أصحاب التخصص في القرآن وعلومه نعتبر الفقيد رحمه
الله شيخنا جميعاً ونكن له بالفضل، وأنا أعتبره شيخي رغم أنني لم أتتلمذ
على يديه».
وأشار الخالدي إلى أن الدكتور فضل عباس «له من اسمه نصيب، فله فضل كبير على الطلاب والأساتذة والجامعات والعلماء والدعاة».
وأكد أن الفقيد كان «رجلاً ربانياً»، مشيراً إلى أنه كان يتحلى بالإخلاص والتقوى والصدق «فيما نحسب، والله حسيبه».
وتابع: «كان رجلاً قرآنياً، عاش عمره مع القرآن تلاوة وتفسيراً وتعلّماً
وتعليماً، وحينما كان يقرأ القرآن تشعر بتفاعله معه وأنه كان يقرأه بقلبه
وكيانه.. لقد كان يحمل دعوة القرآن، ويحب أحباب القرآن، ويكره أعداء
القرآن».
ولفت إلى أن الفقيد «كان جاداً، وجديته تُحسب له» وأنه «لم يشأ الترخّص
والتسيّب الموجود عند كثير من أساتذة الجامعات»، مشيراً إلى أنه «كان يغار
على العلم، ويحب العلماء الجادين».
وختم الخالدي بالقول: «مهما قلت فسأبقى مقصراً مع الدكتور فضل، وأنا أوقن أنه لن يحل أحد محلّه».
د. الدليمي: كان علماً
من أعلام اللغة والقرآن
رئيس ديوان الوقف السني السابق الدكتور عدنان الدليمي قال لـ»السبيل»:
«لقد كان الدكتور فضل عباس علماً من أعلام اللغة، ورجلاً من رجال الإسلام،
وعمل ما استطاع على بث العلوم العربية، والدفاع عن القرآن الكريم وعلومه».
د. المجالي: كان مدرسة
متكاملة في العلم والأدب
أما عميد كلية الدراسات العليا في الجامعة الأردنية الدكتور محمد خازر
المجالي فعبّر عن حزنه لفقد «عالم من علماء التفسير، بل علم من أعلام
الإسلام في العالم» على حد تعبيره.
ووصف الفقيد بأنه «صاحب الباع الطويل في نظريات التفسير»، مشيراً إلى أنه
«حاز بجدارة لقب (البليغ) فهو مصنف كتب البلاغة التي تدرس في أقسام اللغة
العربية بالجامعات الأردنية، مما يدل على سعة علمه».
وتابع لـ»السبيل»: «كان مربياً قل أن نجد مثيلاً له، فقد تخرّج على يديه
آلاف الطلاب من الجامعات الأردنية.. لقد كان نعم المربي والمعلم، في تواضعه
وعلمه وحرصه على متابعة طلبته».
وأشار المجالي إلى أن الفقيد كان «صاحب مواقف ثابتة، ومبادئ راسخة»،
لافتاً إلى أنه «لم يهادن، ولم يلن، ولم يجامل في المسائل العلمية، وفي
المواقف السياسية».
وأضاف: «كان مدرسة متكاملة في الالتزام والأدب والعلم، حتى إنه كان حريصاً
في آخر لحظات حياته على إنجاز بعض الكتب العلمية خدمة للقرآن والإسلام».
وحول الإضافة التي قدمها الدكتور فضل عباس لعلوم القرآن واللغة، قال
المجالي: «شملت كتاباته التي كانت في غاية الروعة، اتجاهات التفسير، ومناهج
المفسرين، والبلاغة العربية والقرآنية، وإعجاز القرآن، والقصص القرآني،
ومبادئ التفسير، وله إسهاماته العلمية في الإذاعة المحلية وغيرها من
الإذاعات».
وأضاف: «الدكتور فضل لم يمت، نعم لقد مات جسده، لكنه حيٌّ بعلمه وتلاميذه المبثوثين في أنحاء العالم أجمع».
السيرة الذاتية
يعد الشيخ فضل حسن عباس (مواليد بلدة صفورية في فلسطين في سنة 1932م) أحد
أبرز العلماء في الأردن في علوم التفسير وعلوم اللغة والبلاغة، إذ عرفه
الناس من خلال كتبه ودروسه ومحاضراته في حلقات العلم.
وبرز الدكتور فضل عباس كأحد أهم علماء التفسير والتلاوة وكان ذلك في
السبعينات حين سجلت له الإذاعة الأردنية 400 حلقة إذاعية في تلاوة القرآن
الكريم وتفسيره، كانت باكورة مسيرته العلمية التي أثمرت فيما بعد نتاجاً
كبيراً وهاماً من المؤلفات والنظرات الجديدة في تفسير القرآن الكريم.
وكان بيت والده مكاناً للعلماء الذين يرسلهم خاله الشيخ يوسف عبد الرزاق المدرس بكلية أصول الدين في الأزهر، وكان رجلاً صالحاً.
أتم فضل عباس حفظ القرآن الكريم في بلدته وهو ابن عشر سنين، ثم حفظ من
المتون العلمية: متن الغاية والتقريب في الفقه الشافعي، ومتن الرحبية في
الفرائض، وجوهرة التوحيد في العقائد، والألفية، لابن مالك.
انتقل بعد ذلك إلى الدراسة في عكا، ودرس في المدرسة الأحمدية بجامع الجزار
وبقي فيها بين عامي 1946م، و1947م. وبعد ذلك قرر التوجه إلى مصر عام 1948م
ودخل المرحلة الثانوية فيها. بعد ذلك نجح في دخول كلية أصول الدين في
الأزهر وتخرج فيها سنة 1952م وكان عمره آنذاك عشرين سنة، فكان أصغر طالب
يتخرج فيها.
حصل على درجة الدكتوراه من الأزهر سنة 1972م، وكانت رسالته بعنوان «اتجاهات التفسير في مصر والشام».
بقي الشيخ في مصر إلى سنة 1953م حين جاءه نبأ وفاة والده في لبنان فرحل
إليها وبقي فيها سنة دون عمل، إلى أن وجد عملاً في صيدا في الأوقاف، فعمل
فيها حتى سنة 1956م، وعمل بعد ذلك مع المفتي محمد أمين الحسني حتى سنة
1965م.
بعد تلك السنين رحل الشيخ فضل عباس إلى الأردن ليعمل واعظاً في عمّان سنة
1965م، ثم عيّن مدرساً في كلية الشريعة سنة 1966م، حيث أسند إليه علوم
التفسير والحديث والتوحيد واللغة العربية وتلاوة القرآن الكريم.
انتقل بعد ذلك إلى الإمارات ليعمل هناك بين عامي 1975م و1978م ليعود بعد
ذلك مدرساً في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية حيث شغل منصب رئيس قسم
أصول الدين لفترة طويلة.
حُرم الشيخ رحمه الله نعمة البصر، فعوّضه الله تبارك وتعالى عنها نفاذ البصيرة، وعمق الفكرة، وحضور الذهن.
مؤلفاته
للدكتور فضل رحمه الله مؤلفات كثيرة أضافت إلى المكتبة الإسلامية علماً
غزيراً نهل منه طلاب العلم في كافة أنحاء العالم، ومن أهم مصنفاته:
إعجاز القرآن الكريم، القصص القرآني، إيحاؤه ونفحاته، قصص القرآن الكريم:
صدق حدث وسمو هدف، لطائف المنن وروائع البيان في دعوى الزيادة في القرآن،
قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية: نقض مطاعن ورد شبهات، إتقان البرهان
في علوم القرآن، البلاغة فنونها وأفنانها، بلاغتنا المفترى عليها بين
الأصالة والتبعية، أنوار المشكاة في أحكام الزكاة، التوضيح في صلاتي
التراويح والتسابيح، المنهاج، نفحات من الإسراء والمعراج، خماسيات مختارة
في تهذيب النفس الأمارة.
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية