لبوصلة - لم تمض ايام على عودة العشريني بهاء الدين من القاهرة بعيد تخرجه كطبيب اسنان حتى تعرض لحرق بماء النار (الاسيد) نال من وجهه واجزاء من جسده اثر قيام احدهم برشقه عليه حين اخذه على حين غدر.
وكان ذوو الشاب طلبوا من ابنهم العودة فور تخرجه نظرا للاحداث التي شهدتها الشقيقة مصر رغم حاجته لبعض الوقت فيها لاستكمال اوراق ثبوتية, لكن ابنهم تعرض للاذى بعد عودته على يد احد الاشخاص وفقا لوالده.
يقول والد بهاء الدين فجعت بخبر حرق وجه ابني بماء النار في وقت كنت احضر فيه للاحتفال بتخرجه, وأعد كذلك لمساعدته على انشاء عيادة لاستقبال المرضى, واذا به مريض ووجهه مشوه يرقد على سرير الشفاء في مستشفى الملك المؤسس.
ويضيف انه وفي يوم الحادثة كان ابنه في ضيافة احد اصدقائه على الغداء, ولدى عودته الى المنزل تفاجأ باحد الاشخاص يتربص به خلف سور البيت, اذ تقدم منه وقال له: مساء الخير, حتى يضمن ان بهاء الدين اصبح بمواجهته تماما, ثم القى على وجهه ماء النار وفر هاربا. ويتابع ان الجيران سمعوا صراخ ابنه وتطوعوا لاسعافه واضعين المياه على وجهه, الى ان حُوّل الى احدى المستشفيات في اربد, ومن بعدها الى مستشفى الملك المؤسس. ويؤكد ان عيني ابنه نجتا من الحرق بسبب ارتداء بهاء الدين للنظارات غير ان الحرق طال وجهه كاملا واجزاء من منطقتي الرقبة والصدر. ولم تعرف للان اسباب اقدام احد الاشخاص على فعلته تلك, اذ ان التحقيق جار لمعرفة ملابسات الحادث واسبابه وفقا لوالد بهاء الدين الذي يشير الى ان وضع ابنه النفسي صعب للغاية. ولم يتمكن بهاء الدين وهو اخ لشقيقين وثلاث شقيقات من الحديث او اعطاء أي معلومة بسبب وضعه الصحي.
وبحسب مدير عام مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي الدكتور زياد الناصر فان بهاء الدين يعاني من حروق من الدرجتين الثانية والثالثة, وان نسبتها من 5 الى 7 بالمئة من مجمل جسمه مشيرا الى ان الحروق تسببت باتلاف طبقات كبيرة من جلد المنطقة المستهدفة ما يستدعي مكوث المريض لاشهر في المستشفى لحاجته لاجراء عمليات ترقيع للجلد على ايدي اطباء التجميل فيه. ويؤكد الدكتور الناصر ان حالة بهاء الدين هي الاندر من ضمن الحالات التي استقبلها المستشفى منذ انشائه عام .2002
ووفقا للناطق الاعلامي في مديرية الامن العام المقدم محمد الخطيب فان قيام احد الاشخاص بالقاء ماء النار على الغير يندرج تحت بند قضايا الايذاء البسيط او البليغ وذلك بحسب مستوى الحالة والايذاء. قصة الشاب بهاء الدين وسواها من القصص المشابهة تثير تساؤلات حول مدى مراقبة بيع مادة الاسيد في الاسواق في الوقت الذي يؤكد فيه معنيون ان تداول هذه المادة ينبغي ان يتم من خلال محال محددة يجاز لها بيعها دون غيرها في حين يتم تداول هذه المادة لدى بعض محلات العطارين وهو الامر المحظور.
يقول احد العطارين انه لا يمكن له ان يبيع مادة الاسيد, غير ان بعض العطارين يقومون ببيعها من اجل الربح دون ان يكترثوا لسبل تصريفها او استخدامها مناشدا الجهات الرقابية القيام بحملة على من تسوّل له نفسه بيعها او التعامل بها. في الوقت الذي تؤكد فيه مديرة دائرة الرقابة الصحية والمهنية في امانة عمان الكبرى الدكتورة ميرفت مهيرات ان المديرية لم تأخذ علما مسبقا بقيام العطارين ببيع هذه المادة الحارقة واعدة بالقيام بحملة تفتيشية في هذا السياق. وتشير الى انه يحظر بيع المواد الغذائية جنبا الى جنب مع المواد الكيماوية الا اذا فصلت فصلا يضمن سلامة المواد الغذائية كما هو معمول به في (المولات) الكبرى على سبيل المثال.
ويستغرب عطار آخر من قيام عطارين ببيع هذه المادة مبينا انها تباع على الاغلب لدى باعة مواد البناء. المتخصص في علم السموم الدكتور سمير القماز قال ان مادة ماء النار, حارقة لانها مكونة من حامض الكبريتيك الذي يعد من الحوامض الآكلة التي لا تحرق جلد الانسان فحسب, بل انها تعمل على تفتيت الخشب واذابة المعدن ايضا موضحا ان استخدامات تلك المادة كثيرة ومنها استعمالها في الطلاء والمواد البلاستيكية والاسمدة وغيرها.
ويقول البعض ان الاشخاص خاصة من اصحاب السوابق يحصلون على مادة الاسيد من بطاريات السيارات, غير ان احد اصحاب محلات بيع قطع غيار السيارات يشير الى ان المادة الموجودة في البطاريات ليست حارقة بل انها تسبب حساسية في الجلد تزول بمجرد غسله بالماء, وان المادة الفعلية الحارقة هي تلك التي تتوفر في محلات مواد البناء بقصد استعماله لغايات مختلفة. (العرب اليوم)