التاجر سدر.. أسبوع من القهر الصهيوني ثمن لزيارة شقيقاته في القدس
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

التاجر سدر.. أسبوع من القهر الصهيوني ثمن لزيارة شقيقاته في القدس Emptyالتاجر سدر.. أسبوع من القهر الصهيوني ثمن لزيارة شقيقاته في القدس

لينا
لينا
المدير العام

المدير العام
 نُشر في السبت 8 يناير 2011 - 15:00

ظلت مخيلته تحفل بصوره هو وبعض من شقيقاته، اللواتي فرقه الاحتلال عنهن، منذ العام 1981.



وبعين ملؤها الشوق، وقلب تغمره اللهفة، لمقابلة شقيقاته، بعد طول غياب، كان التاجر الأردني أمجد سدر، فرحا وهو يتجه "سائحا" هذه المرة، في حافلة تقله إلى القدس، من دون أن يدري أن رحلته ستتحول إلى كابوس يؤرقه لأيام طوال، لا لذنب اقترفه، بل لأنه يتعامل مع دولة احتلال لا تعرف لأبسط حقوق الإنسان سبيلا.



ويروي سدر بعد عودته للأردن مساء أول من أمس، تفاصيل معاناته في المعتقل الإسرائيلي طوال أسبوع، لم يذق خلاله طعم الراحة، ولو لفترة قليلة.



وبالعودة الى بداية رحلته السياحية الى فلسطين، يقول سدر "أردت زيارة شقيقاتي وأشقائي، ولكي استطيع الحصول على تأشيرة دخول ارتأيت الانضمام الى مجموعة سياحية لزيارة الاراضي المحتلة".



وبعد مرور أسبوعين من إقامته في القدس وانتهاء الرحلة السياحية، وتحديدا في معبر الشيخ حسين، بدأت فصول قصة هذا المواطن مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، فقد عبر جميع أعضاء الوفد السياحي المؤلف من 10 أشخاص بسلام، غير أن جواز أمجد تم حجزه وطلب منه الانتظار، فيما جرى السماح بمرور الباقين الى الأردن.



وبدأت المعاناة من هناك، حيث انتظر لساعات في النقطة الحدودية ذاتها، ممنوعا من استعمال هاتفه النقال، وممنوعا من استخدام الحمام من دون مرافقين، ثم ليتلو ذلك تفتيش دقيق جدا لسائر ممتلكاته الشخصية، بما في ذلك الملابس والمحفظة وبطاقات الائتمان البنكية، ثم تفتيشه بعد خلع ملابسه، وهو ما لم يستوعبه حتى ذاك الحين، فقد كان يسأل "ما المشكلة؟"، ولا يتلقى أية إجابة.



ويضيف "احضروا لي ورقة لأوقعها، تتضمن إفادة منهم بأني موقوف لدى الجيش الإسرائيلي، وبأنني لم أتعرض لأذى ولم تتضرر ممتلكاتي الشخصية"، ويتابع "نقلوني إلى مركز أمني بعد أن كبلوا يدي وقدمي، ثم إلى مبنى المخابرات وأنا معصوب العينين، وهناك تركوني عند مدخل المبنى في البرد القارس".



ويصف سدر المكان الذي انتظر فيه، بأنه يشبه القفص "جدران من الشبك وسقف من الزينكو.. تركوني هناك لساعات فشعرت بإعياء شديد"، ثم طلب من الشرطي المسؤول أن ينقله إلى الدكتور"، وعقب مضي بعض الوقت أدخل الى الطبيب الذي وجد ضغطه مرتفعا جدا، إضافة الى وجود تسارع في دقات قلبه، فتم نقله إلى المستشفى، حيث اكتشف عند وصوله إليه أن الساعة هي الثالثة فجرا، وهو الذي وصل المعبر في الواحدة من ظهر اليوم السابق.



الليلة الأولى قضاها في المستشفى، ولينقل صباح اليوم التالي الى دائرة المخابرات (الإسرائيلية)، وتحديدا الى سجن "بتيح تكفا"، حيث أمر بالتوقيع على ورقة تنص على حقوقه وواجباته في السجن، ويقول "هنا بدأت التحقيقات اليومية التي كانت تمتد إلى 18 ساعة يوميا".



أما التهم الموجهة إلى سدر الذي يعمل تاجر مواد غذائية، فكانت "اتصالا بجسم خارجي، وتقديم خدمات لمنظمة إرهابية، واستعمال مواد غير قانونية داعمة للإرهاب"، ويشرح ذلك "اتهموني بأني إرهابي وأعمل مع منظمات إرهابية، بحسب قولهم، كما اتهموني بأني أنقل أموالا لمنظمات معينة، وأقراصا مدمجة (سي دي)، وفلاشات للكمبيوتر تحوي معلومات"، ويضيف "أصررت على موقفي وبأني لا علاقة لي بأي جهة أو منظمة ولم أنقل أي شيء".



وشملت الأسئلة كذلك جميع أفراد عائلته، فمثلا "ماذا يعمل (س) ابن شقيقتك؟ ماذا تقول عن ابن عمك فلان؟"، في حين أصر أمجد على أنه أردني الجنسية وأنه يريد الاتصال بأحد من السفارة الأردنية، لكن تمت مقابلة طلبه بالرفض والسخرية والشتائم.



كما يقول ساخرا "ذكرتهم بالحقوق التي جعلوني أوقع عليها، ومنها الاتصال بمن يمثلني واستخدام الهاتف"، فكانت إجاباتهم "أنت لست أردنيا.. أنت (إسرائيلي) ونحن نفعل ما نشاء".



ويقر سدر الأب لخمسة أطفال، بأنه صمد أمام التعذيب النفسي، والذي هو "أشد وقعا على الإنسان من التعذيب الجسدي"، حسب قوله، متابعا "ابتزوني وساوموني على أن اعترف بأمور لا علاقة لي بها، مقابل أن يعطوني هاتفي النقال"، ويضيف متسائلا "هذه هي الدولة التي تدعي الديمقراطية؟ (اسرائيل) هي دولة أبعد ما تكون عن الإنسانية والتحضر.. إنني أشفق وأتعاطف بشدة مع كل معتقل لديهم بعد ما عانيته لديهم". ويتساءل أيضا "بأي حق احتجزوني وعاملوني معاملة المتهم والإرهابي؟ ومن دون محاكمة؟ هل هذه دولة عصرية؟"، مؤكدا أنه لم ينخرط في حياته بأي تنظيم أو عمل سياسي أو حتى حزب أو نقابة.



بدورها، قامت السفارة الأردنية بمتابعة وضعه منذ اليوم الأول، حيث يقول "زارني القنصل الأردني عصام البدور في اليوم الأخير، وأبلغني أنه حاول زيارتي إلا أن طلبه قوبل بالرفض في السابق"، كما أبلغه البدور بأن الجهود للإفراج عنه لم تتوقف منذ اعتقاله.



وهو الأمر الذي تكلل بالنجاح أخيرا يوم الخميس الفائت، وفي هذا السياق يقول "أشكر جلالة سيدنا، سيد البلاد الملك عبدالله الثاني، والحكومة، وكذلك ناصر جودة وزير الخارجية والسفارة الأردنية في تل أبيب".



remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية