مل موقع ويكيليكس من خلال نشره لوثائق سرية نوعاً من الإثارة لدى المجتمع الصحفي والمواطنين المتعطشين للوصول لمعلومات تعمل على إكمال بعض الحلقات الضائعة في الكثير من القضايا السياسية العربية والعالمية.



من ناحية أخرى باتت تلك الوثائق السرية التي تم نشرها تؤرق المسؤولين السياسين العرب، وجعلهم يعيشون في حالة ترقب دائم لما قد ينشر لاحقاً من وثائق ما خفي منها كان أعظم.



والسؤال الذي يطرح نفسه هل ما قام به موقع ويكيليكس من نشر للوثائق السرية يعتبر ضمن حرية العمل الصحفي والحق في الوصول إلى المعلومة .. أم أنه خرق للقانون؟



ورداً على السؤال المطروح أجمع العديد من أبرز الصحفيين الأردنيين على أن ما قام به موقع ويكيليكس هو من صلب العمل الصحفي والحق في الوصول إلى المعلومة ونشرها.



حطاب: على أي مسؤول عربي حينما يتحدث لأي جهة أجنبية أن يتصور نفسه أمام برلمانه .. ونشر الوثائق يعتبر درساً للمسؤولين العرب

اعتبر سلطان حطاب نشر موقع ويكيليكس لوثائق سرية بمثابة درس وعبرة للمجتمعات العربية، وأن على المسؤول العربي أن يكون حذراً وشفافاً، وأن تتطابق أقواله مع أعماله.



مؤكداً أن على أي مسؤول عربي حينما يتحدث لأي جهة أجنبية أن يتصور نفسه أمام برلمانه، وأن لا يعتقد بأنه يتحدث لجهة لن تقوم بمحاسبته.



وقال حطاب لقد ثبث هنالك وجود درجة كبيرة من اللامسؤولية في حديث الكثير من المسؤولين العرب، وقد أصاب رأي الشارع الذي كان دوماً يسيء الظن في النظام العربي، موضحاً أن رأي الشارع كان على درجة عالية من الصحة اتجاه المسؤولين العرب.



ويأمل حطاب من المسؤولين العرب بعد رؤيتهم لما قام ببثه موقع ويكيليكس من وثائق سرية أن يكون درساً لهم، وأن لا يستمروا بسياسة التكتم على الأسرار على شعوبهم، وأن يكونوا على يقين بأن شعوبهم هي الأحرص على كتمان تلك الأسرار.



منصور: نشر الوثائق سيسهم في الحد من جرائم الحرب والكوارث الإنسانية

اعتبر الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور أن من حق المواطنين الإطلاع على المعلومات، مشجعاً الصحفيين على ممارسة حقهم في الوصول إلى المعلومة في ظل ثورة الاتصال والمعلومات، مبيناً أنه في ظل ثورة المعلومات أصبح من الصعب الإبقاء على منظومة سرية متكاملة.



وأكد منصور على دعم مركز حماية وحرية الصحفيين لأي موقع إعلامي يعمل على توفير المعلومات، وبالأخص المعلومات التي تسهم في تأمين الحياة الآمنة، موضحاً أن الوثائق السرية التي تم نشرها كشفت عن معلومات سرية خاصة في الحروب، حيث ستسهم تلك المعلومات في الحد من جرائم الحرب والكوارث الإنسانية.



وحول مشروعية نشر تلك الوثائق قال منصور لم تتفق القوانين الدولية لغاية هذا اللحظة على موقف واحد حول نشر هذه الوثائق وما يتعلق كذلك بجرائم المعلومات الإلكترونية.



الخيطان: ما قام به ويكيليكس يعتبر سابقة .. ولعلها تكون البداية للكشف عن المزيد من المعلومات السرية

أشار فهد الخيطان إلى أن الموقع استطاع أن يصل إلى معلومات سرية خاصة بالخارجية الأمريكية، مبيناً أن ما قام به موقع ويكيليكس يعتبر سابقة في العمل الصحفي وقد تكون نقطة البداية في كشف معلومات سرية لا ترى النور عادة ً إلى بعد مرور ما يقارب 30 عام.



وقال الخيطان أن ما تم نشره من وثائق سرية يشكل خطراً بالنسبة للدوائر الحكومية، بينما أحدث حالة من الإثارة لدى الرأي العام ومنحه فرصة لتكوين صورة واضحة لما يجري في الصالونات السياسية العربية والعالمية المغلقة.



وتتطرق الخيطان إلى موقف الإدارة الأمريكية اتجاه نشر هذه الوثائق وممارساتها التصعيدية التي أصبحت تتوافق مع سياسات دول العالم الثالث، مشيراً إلى القرار الذي اتخدته الإدارة الأمريكية في حجب الموقع عن الموظفين.



زغيلات: الموساد الإسرائيلي هو من يقف خلف تسريب الوثائق السرية.. ولا يمكن تبرئة اسرائيل

طرح نقيب الصحفيين عبد الوهاب زغيلات عدة تساءلات تدور حول تسريبات تلك الوثائق السرية، وتسأل زغيلات هل تم تسريب تلك الوثائق من قبل جهات رسمية لأسباب سياسية..أم أنه تم الحصول على تلك المعلومات وانتزاعها بشكل حقيقي دون أي تدخلات رسمية؟؟ تساءل أيضاً زغيلات لمصلحة من تم تسريب هذه المعلومات.. ولماذا في هذا الوقت.. ومن عمل على تسريبها؟؟



ومن وجهة نظر الزغيلات أن الموساد الإسرائيلي هو من يقف خلف هذه التسريبات، وأنه لا يمكت تبرئة اسرائيل مؤكداً على أن للموساد ذراع كبير في تسريب تلك الوثائق السرية.



موضحاً أنه لم يرشح من (250) ألف رسالة سوى القليل والتي تناولت بعض الدول في منطقتنا، متساءلاً عن السبب حول عدم نشر أي معلومات حقيقية حول اسرائيل وحرب غزة والعراق والملف الإيراني.



مؤكداً زغيلات على حق الصحافة في الحصول على أية معلومة بعض النظر عن أهميتها، مستثنياً المعلومات التي قد تضر في أمن الوطن والتي تعاقب عليها بعض القوانين، وذلك حسب القوانين المعمول بها في كل دولة على حدى، وأن لكل دولة قوانينها وأنظمتها الخاصة بها في حق الحصول على المعلومة والحريات الصحفية .



محادين: الكشف عن الوثائق السرية يمنح الجمهور فرصة محاكمة المسؤولين

أكد خالد محادين بأن ما قام به موقع ويكيليكس من نشر لوثائق سرية يعتبر من باب حرية العمل الصحفي والحق في الوصول إلى المعلومة.



وأن نشر مثل هذ الوثائق يعمل على تنوير الجمهور سواء جمهور الولايات المتحدة أو جمهور الدول التي تناولتها تلك الوثائق، وبالتالي الكشف عن تلك المعلومات السرية تمنح الجمهور فرصة محاكمة هؤلاء المسؤولين من وجهة نظر محادين.



المجالي: الصحفي ليس مسؤولاً عن حفظ أسرار الدولة ... الدولة هي المسؤولة عن حفظ أسرارها

قال راكان المجالي أن ما قام به موقع ويكيليكس يعتبر تطوراً في العمل الصحفي خاصة الإعلام الالكتروني، مشيراً إلى أن الصحفي ليس مسؤولاً عن حفظ أسرار الدولة وإنما الدولة هي المسؤولة عن حفظ اسرارها.



مبيناً أن الصحفي يسعى دائماً للوصول إلى المعلومات خاصة تلك المعلومات الصحيحة والدقيقة، وبالتالي عند حصوله على وثائق سرية سيسعى إلى نشرها وفق ما يتطلبه عمله الصحفي.



معتبراً أن ويكيليكس بما قام به من نشر للوثائق السرية أصبح في المقام الأول وصاحب السبق الصحفي في نشر مواد صحفية مهمة ومثيرة وجديدة، وعليه فإن الملاحقات القانونية لويكيليكس مقارنةً بما حققه الموقع من نجاح يعتبر أمر مغري ويستحق أن يخوض ويكيليكس تلك المغامرة.



المومني: أسجل لمؤسس موقع ويكيليكس نشره لتلك الوثائق .. وهنالك تعطش دائم للوصول لمثل هذه الوثائق

من جانبه سجل طارق المومني لصاحب موقع ويكيليكس ما قام به من نشر للمعلومات، وعلى الرغم من أن هنالك وثائق "محمية" إلا أن كل دول تفسر هذا القانون طبقاً لمصالحها وأهدفها.



وقال المومني أن هنالك تعطش دائم للوصول لمثل تلك الوثائق، مشيراً إلى أن هنالك اهتمام في الأردن في ضمان الحق للوصول إلى المعلومة، لافتاً الانتباه إلى أن الأردن يعتبر أول دولة قامت بسن قانون يضمن حق الوصول إلى المعلومة ويأتي ذلك انسجاما ًمع الرؤية الملكية، الأمر الذي يسجل للأردن رغم حاجة ذلك القانون لبعض التعديلات.



التل: نشر الوثائق السرية لا يعتبر خرقاً للقانون



قال رئيس تحرير صحيفة الدستور محمد التل بأن نشر الوثائق السرية على موقع ويكيليكس لا يعتبر خرقاً للقانون، وأن في حال حصول الصحفي على وثائق مهمة يقع على عاتقه نشرها وإيصالها للجمهور.



واعتبر التل أن نشر تلك الوثائق ينصب في حرية العمل الصحفي وحق الحصول على المعلومة.