خسر شاب اردني 27 سنة عمله وطلق زوجته وتشردت اسرته وفقد تواصله مع والديه واصدقائه واقربائه بسبب انكبابه على "الشات"،وفقاً لتأكيد ذويه .

وقال شقيق الشاب لـ"البوصلة" ان زوجة اخيه حصلت على "ورقة الطلاق" بعد تكرارها طلب الانفصال عنه بسبب انكبابه المتواصل على اجراء محادثات جماعية وفردية عبر الانترنت .

ويؤكد ان شقيقه "تولع بالشات الى درجة جنونية اسهمت بانهيار حياته الاجتماعية" ،مشيراً الى انه "لم يزر اهله منذ ثلاثة شهور".

وبدأت قصة الشاب من خلال زيارته للمواقع الالكترونية المختلفة بحثا عن عمل اضافي وذلك في شهر اذار الماضي ،كي يتمكن من خلاله تحسين دخله الشهري لسد حاجة اسرته المكونة من ثلاثة اطفال ، اذ يتقاضى الشاب من وظيفته الاولى راتباً يبلغ قدره 170 دينارا ،ويسكن في منزل باجرة شهرية قيمتها 100دينار .

ويقول شقيقه "ما ان يعود الشاب من عمله حتى يباشر بالجلوس امام الحاسوب ،وتبدأ المحادثات عبر غرف الشات ،متجاهلا حاجات اسرته" .

ويؤكد بان الضحية كان يمضي اكثر من 12 ساعة امام الحاسوب دون ان يأوي الى النوم . وقال "لقد استفحل ادمان الشاب على (الشات) حتى فقد القدرة على النوم ،وبات يقضي ساعات الليل في الحديث عبر الغرف الحوارية على النت ،الى ان تضاعفت ايام غياباته عن العمل ،وتم فصله" .

وحاول اهل الشاب وكذلك زوجته ايقاظه من غفلته ، غير ان ادمانه على الشات افقده الشعوربالمسؤولية ، وافقده الاحساس بذاته وباسرته ،اذ اقدم على طلاق زوجته ،متجاهلا اجراء أي حوار معها .

من جهته اشار مدير مركز دراسات الثريا محمد الجريبيع الى ان "الشات " بات ملاذا للكثير ممن لا يشعرون بالرضا عن واقعهم ،لافتا الى ان ذلك يسهم في توسيع الفجوة بين الواقع الذي يعيشه الشباب وبين الحياة التي يطمحون اليها .

وقال لـ"البوصلة" ان هذا الامر خلق جيلا اطلق عليه "جيل الاغتراب" ما يعني ان "هناك وجود حقيقي وفعلي لاولئك الشباب في مجتمعاتهم لكنهم غائبون ،لا يشعرون بالانتماء لهذا المجتمع ،ولا للوطن ،ولاحتى للدين" ،مشيرا الى ان في ذلك خطراً كبيرا يهدد مستقبل المجتمعات" .

ويعتبر "الشات " من مخرجات الثورة الاتصالية التي "باتت تستحوذ على اهتمام الشباب وتستولي على اوقاتهم، وتدفع بهم الى العزلة الاجتماعية ، اذ تسببت في قطع اواصر التواصل بين الارحام" ،وفق جريبيع .

وتابع :"الشات ساهم في خلق مجتمعات خاصة بمستخدميه ، يعيشون فيها بعيدا عن اسرهم وواقعهم ،ليدخلوا في عالم خيالي ،او افتراضي ،يقضون فيه اغلب وقتهم ".

ودعا جريبيع الشباب الى " توظيف تلك الوسيلة الثمينة لمناقشته قضايا فكرية تسهم بزيادة ثقافتهم ،وتجد حلولا لاشكاليات عديدة يمكن ان تواجههم دون الاسراف في الوقت المخصص لذلك تجنبا للادمان على الشات دون طائل يذكر" .