أكد أخصائيون أن الدراسات العالمية والواقع المشاهد يؤكدان ازدياد نسبة إصابة الطفل بالحساسية الى %80 اذا عانى والداه من الحساسية بأي نوع من أنواعها ، فيما تنخفض الى %60 في حال إصابة أحد الوالدين فقط.
وارجع أخصائيون لـ"الدستور" أسباب انتشار الحساسية الى التلوث البيئي بسبب عوادم السيارات والتدخين الى جانب المؤثرات الاخرى مثل الزيتون وغيرها.
وتعرف الحساسية بشكل عام بأنها حالة من التغييرات الكيميائية التي تحدث نتيجة تعرض الجسم إلى مؤثرات خارجية أو داخلية تؤدي إلى طفح جلدي أو بثور أو فقاقيع أو تسلخات بالجلد مصحوبة بالحكة أو بأعراض أخرى تعتمد على المكان الذي حدث به ذلك المؤثر وعلى مدى المناعة والمقاومة التي يتصدى بها الجسم لذلك المؤثر.
ويتصدى جهاز المناعة في جسم الإنسان لهذه المؤثرات من خلال خلاياه اللمفاوية (اللمفاوسايتس). وبقدر ما يكون المؤثر قوياً بقدر ما يزداد نشاط تلك الخلايا ، إذ قد تتجمع الخلايا اللمفاوية خارج الأوعية الدموية حتى تتصدى وتقاوم عن كثب. ونتيجة لذلك الصراع بين الخلايا اللمفاوية والمؤثر تحدث التغييرات التي ينتج عنها الأعراض المختلفة للحساسية.
ويعاني 800 ألف مواطن في المملكة تقريبا من الاصابة بالحساسية %30 منهم يعانون من حساسية الزيتون. وتنفق المملكة عشرات الملايين من الدنانير لعلاج المصابين بها نظرا لتكلفة علاجها الباهظة حيث تصل تكلفة العلاج الشهرية للمرضى الذين يعانون من حالات مزمنة الى 180 دينارا ، بحسب استشاري امراض المناعة وزراعة نخاع العظم عند الاطفال الدكتور عادل وهادنة.
وأكد وهادنة أن أمراض الحساسية التي تزداد انتشارا تحتاج الى الكثير من المجهودات العلمية والبحثية. وأشار الى أن الاردن يعتبر من الدول المتقدمة في هذا المجال ولا سيما القسم الخاص الذي تم افتتاحه في مستشفى الملكة رانيا العبد الله.
وأشار وهادنة الى سعي الاطباء المختصين وجمعية الحساسية والمناعة الاردنية الى تقديم تطعيمات للحساسية وإقامة مراصد لمعرفة مستوى الحبيبات المؤثرة في الجو ، ومن ثم إطلاق نشرة تحذيرية عبر وسائل الإعلام.
جدير بالذكر أن أعراض الحساسية تختلف بحسب نوعها حيث منها ما يصاحب بضيق في التنفس واحمرار بالعين أو أعراض حساسية بالأنف مثل العطس المستمر أو أعراض متباينة تعتمد على مكان الحساسية.
أما المؤثرات التي تسبب الحساسية فهي متعددة وكثيرة منها المواد الغذائية مثل المعلبات وبعض أنواع البروتينات مثل الأسماك ، والأجبان ، والبقوليات والبيض وغيرها اضافة الى حساسية من المشروبات مثل عصير المانغو والفراولة والكولا وانواع من الحساسية بسبب الملابس والمفروشات مثل الصوف ، والحرير ، والنايلون والريش.
وهناك أنواع من الحساسية تتسبب بها بعض العقاقير الطبية وهي متنوعة سواء الموضعية منها أو التي تصل إلى الجسم مثل مركبات البنسلين والسفا ، إضافة الى أنواع أخرى من الحساسية بسبب مواد التجميل والعطور وأخرى من المعادن مثل الذهب ، الكروم ، الحديد والنحاس ومشتقات البترول والمطهرات والمنظفات والحشائش والشجيرات والأزهار ومواد البناء والغبار وبعض أنواع الطحالب والفطريات وحشرة العث التي تتواجد خاصة في البيوت القديمة والأماكن المهجورة حيث تؤثر على الجهاز التنفسي فتؤدي إلى حساسية بالأنف وضيق بالتنفس.