في يوم من الايام استدعى السلطان رجل من الناس وكان هذا السلطان عظيم الباس صعب المراس فارعب من سطوته ولم يجد هذا الرجل محيصاَ من اجابة دعوته .
وكان للرجل ثلاثة من الاصدقاء احدهم أنيس نهاره وسمير ليله ومعتمده في عقده وحله والاخر دون الاول في منزلته والثالث صديق عن غير تحقيق لا يجتمعان الا على ظهر طريق فحين اشتد انزعاج الرجل من اجابة دعوة السلطان وضاقت به الشرع والمنهاج شاور الاخص به من الاصدقاء فقال له: هل عندك من امري حيلة فأنت الذي قضيت معك دهري وافنيت في صداقتك عمري؟
فقال: ما عندي في امرك حيلة غير زاد ازودك قليلاَثم مالي الى غيره من سبيل فرجع على من هو دونه في الصداقة وقال له : هل عندك في امري من حيلة والى نجاتي وسيلة؟ فقال مجهود ما عندي اني اوصلك الى باب السلطان وابكي عليك بكاء ذوي الاحزان وارجع.
فذهب الرجل الى الصديق الثالث الذى هو صديق المجاز على استحياءمن تهاون به واضاعته لحقه وقال له:
هل ارجو على يدك فرجاَ من شدة قد وقعت فيها مخرجاَ ؟ فرد عليه لا تخف ولاتحزن ان لي على ذلك السلطان متقدم حرمة وبحضرته سالف خدمة وأنا أصل جناحك وأبغى صلاحك وأن وقعت في عقله اطلقت سراحك .

اعزائي هل تعرفون هؤلاء الاصدقاء؟









فالصديق الاخص هو المال الذي ليله ونهاره هو مشغول به وزاده منه كفنه الذي يوارى به في قبره.
والصديق الثاني أولاده وعشيرته الذين لايملكون غير تشييع جنازته الى باب قبره والبكاء عليه ثم يرجعون عنه .

والصديق الثالث عمله الصالح وعلمه النافع اللذان كان لا يعنى بهما ولا ينظر اليهما الا نظر المتكلف.