بيت كبير العائلةً الحضن الذي يأوي إليه الأبناء صبيحة يوم العيد
لونك المفضل
الألوان

منتدى شملت والنيه اربد



كلمات دليلية:

بيت كبير العائلةً الحضن الذي يأوي إليه الأبناء صبيحة يوم العيد Emptyبيت كبير العائلةً الحضن الذي يأوي إليه الأبناء صبيحة يوم العيد

لينا
لينا
المدير العام

المدير العام
 نُشر في الأحد 9 مايو 2010 - 2:02

مع اشراقة شمس العاشر من ذي الحجة وبدء اليوم الاول من ايام عيد الاضحى المبارك تستيقظ عريب سعدون كعادتها باكراً في مثل هذا اليوم وذلك لتجهيز المنزل وترتيبه واعداد القهوة العربية على اعتبار انه مشروب الضيافة عند كثير من الاسر الاردنية ، كما تقوم بتقديم التهاني والتبريك بهذه المناسبة الى اهلها ومحبيها.

"اللمة" في بيت العائلة

يقول لسان حال عريب السعدون - وهي طالبة في جامعة اليرموك مستوى سنة رابعة تخصص نظم معلومات حاسوبية - إن زيارة الاهل والاقارب في هذا اليوم تعتبر شيئاً اساسياً بالنسبة لي ، واول البيوت التي اقوم بزيارتها وتقديم التهاني والمعايدة فيها بعد والدي ووالدتي هوبيت "جدي اهل والدي" ، حيث اقدم التهاني والمعايدة لهم في هذا اليوم المبارك.

وعن السبب الذي يدفعها الى زيارة منزل جدها اولاً بيّنت سعدون ان "اللمة" في بيت" كبير العائلة"هو من العادات المتوارثة والقديمة لدى كثير من القرى الاردنية ، وكما هو معروف فان لاجدادنا سواء ممن هم من اهل الوالد او الوالدة مكانة وذكريات طيبة في نفوسنا.

لا تقتصر على المناسبات والاعياد

واضافت عريب قائلة: ان اختياري لبيت جدي اولاً يعود الى انني تربيت وقضيت معظم طفولتي في منزل جدي ، حيث كان لقرب المسافة دور في ذلك ، وكثيراً ما كان جدي يوصلني الى مدرسة القرية وينتظرني الى حين عودتي من المدرسة ، وتابعت : ان زيارتي الى بيت جدي لا تقتصر على المناسبات والاعياد بل انني على تواصل دائم معهم حتى في الايام العادية ، في حين انني لم ادرك "اهل والدتي" ولم اعش معهم لان الله توفاهم عندما كنت طفلة صغيرة.

وبينت عريب قائلة: انني عندما كنت اقضي اجازة العيد بعيدة عن مكان سكن جدي او خارج ارض الوطن فانني اكون على تواصل دائم معهم ، حيث اتصل بهم باكراً صبيحة يوم العيد واقدم المعايدة لهم وكانني موجودة بينهم.

اجتماع الاهل في بيت واحد

وترى حنان علي العمري ، معلمة في مدرسة خاصة بمحافظة اربد ، ان اهم ما يميز اول ايام العيد هو اجتماع الاهل جميعاً وفي كثير من الاحيان يكون في "البيت الكبير" كما يطلق عليه في كثير من القرى الاردنية ، بيت اهل زوجها حيث يجتمع جميع افراد الاسرة في هذا اليوم وتتقبل التهاني والمعايدة من بعضها البعض وتتناول القهوة وكعك العيد الذي تصنعه في المنزل او يتم احضاره من محلات بيع الحلوى ، وتقول حنان :بعدتناول القهوة والمعايدة على كبار العائلة نجهز طعام الافطار حيث يشعر جميعنا ببهجة وسرور العيد ، وبعدها اذهب الى بيت اهلي للمعايدة عليهم وعلى جدتي ام والدتي ، وبينت ان اهم ما يميز هذا اليوم هو اجتماع ولقاء الاهل جميعاً وتعبيرهم عن فرحهم بالعيد.

اذهب باكراً الى بيت جدي

اما الطفل حمزة حسين عبابنة ، طالب في الصف الرابع الاساسي ، فيقول : انتظر الاعياد والمناسبات التي تجمعنا بفارغ الصبر ، حيث اذهب في مثل هذه الايام باكراً الى منزل جدي في نفس محافظة اربد ، وذلك على عكس ايام الدراسة والتي لا اتمكن فيها من الذهاب اليهم الا في اوقات العطل او بعد الخروج من المدرسة. واضاف حمزة اننا نقضي اوقات جميلة وممتعة في هذا اليوم ، حيث تقدم لنا جدتي الحلوى وكعك العيد الذي تصنعه بالتعاون مع خالاتي في البيت ، كما ويقوم جدي باعطائي "عيدية العيد" وهذا يشعرني بسعادة وسرور في هذا اليوم.

لعيد الاضحى طقوس خاصة

وتتفق نور ابراهيم العبدالله طالبة في الصف الثامن في مدرسة ايدون للبنات مع ما قاله حمزة عبابنة فتقول: ان لعيد الاضحى طقوسا خاصة به تميزه عن غيره من المناسبات والاعياد الاخرى ، وبينت انها تذهب باكراً الى بيت جدتها "ام والدها" ، حيث عاشت في بيت جدتها معظم طفولتها هي واخواتها "رانيا ولمى" واضافت قائلة يجتمع افراد الاسرة في هذا اليوم في بيت جدتي ، ونتقبل التهاني من بعضنا وبعد ذلك نساعد جدتي في اعداد وجبة طعام الغداء "المنسف العربي".

اختلاف التواصل عما كان عليه

من جانبه بين المختار محمد علي الدويري ، مختار عشيرة الدويري ورئيس سابق لبلدية كتم قائلاً:على الرغم من تواصل افراد الاسرة فيما بينهم في كثير من المناسبات وبالتحديد في هذه المناسبة ، الا ان هذا التواصل اختلف عما كان في السابق ، حيث كانت العلاقات "ايام زمان "تتسم بالالفة والمحبة وصدق التعامل.

ويذهب الدويري الى ان لعيد الاضحى المبارك في السابق نكهة وطعما خاصا ، ويقول كان جميع افراد القرية يستيقظون من الصباح الباكر ويتم تجهيز الكانون "المنقل" لصنع القهوة العربية ومن ثم نذهب لنصلي صلاة العيد وبعدها نقوم بزيارة القبور وبعد الانتهاء من ذلك كانت كل عائلة تجتمع في المضافة الخاصة بها ونعايد على المشايخ والكبار من افراد العشيرة ، ومن ثم نذهب الى العشائر الاخرى في نفس القرية او القرى المجاورة لتقديم التهاني لهم بالعيد ، فكانت العلاقات في السابق تتسم بالتواصل والتلاحم اكثر من وقتنا الحاضر ، وبين الاختلاف الحاصل الان واعادهُ لظهور وتطور وسائل الاتصال ، وايفاء الهاتف الارضي والخلوي بالغرض.

انفرد بها العالم العربي والإسلامي

بدوره بين الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية ان العيد فرصة لوصل كل ما هو مقطوع من العلاقات الاجتماعية وخاصة بين الاهل والاقارب والجيران ، حيث ان هناك عاداتْ رائعة انفرد بها العالم العربي والإسلامي في مختلف دول العالم ، ومن العادات الجميلة التي ارتبطت في العيد قيام الابناء باصطحاب اولادهم لزيارة والديهم في اول ايام العيد للسلام والاطمئنان عليهم وتقديم التهاني لهم والدعاء للمولى بحلول العيد ان يمتعهم بالصحة والسعادة والهناء ، وهذا دليل احترام وتعبير على مكانة الاب والام في المجتمع بشكل عام والاسرة بشكل خاص ، كما انها من العادات المتعارف عليها بين افراد المجتمع تقديراً للوالدين ولمكانتهما بالنسبة للابناء وتاكيدا لاهمية وجودهم في الاسرة والمجتمع.

ترسيخ هذه القيم في عقول ابنائنا

ولفت د.الخزاعي الى ان العادات والتقاليد التي تمارس في العيد يجب ان تتحول الى سلوكيات دائمة بين افراد المجتمع وان يكون التعاضد والتكاتف والتعاون والمحبة والاحترام بشكل دائم ، وان لا ياخذهم الانشغال في امور الحياة عن التواصل مع الاهل والاقارب وخاصة الاجداد والجدات ، لان العيد يجعل هذه العلاقات تتجسد على شكل صورة جميلة تراعى فيها العلاقات الاجتماعية المبنية على التقدير والاحترام اعتباراً من المثل القائل "ما اغلى من الولد الا ولد الولد" ، فالاجداد يتشوقون الى رؤية احفادهم والجلوس معهم والاطمئنان عليهم ، ونحن بأشد الحاجة الى ان نرسخ هذه القيم في عقول ابنائنا حتى تكون العلاقات متواصلة مع افراد المجتمع وان لا تحل العزلة والقطيعة والرسائل الإلكترونية والخلويات كوسيلة التواصل والالتقاء مع الاهل والاقارب ، فالرسائل الخلوية يمكن ان تؤدي اغراض التهنئة مع الاصدقاء فقط ، اما مع الوالدين والاخوة والاخوات في الاسرة فهي غير مقبولة على الاطلاق ولا تغني عن الزيارة لهم والجلوس معهم وتبادل التهنئة ، لذا فانه من الضروري توعية الابناء في هذه السلوكيات والتاكيد عليها ويجب ان يتسابق الجميع في العيد على صلة الرحم وتحقيق معاني الترابط الأسري ، لذا نؤكد اهمية الحفاظ على هذه العادات والتقاليد الجميلة في المجتمع وان لا تحل التهاني التكنولوجية مكان الزيارات الميدانية للاهل والاطمئنان عليهم.
remove_circleمواضيع مماثلة

اعلانات نصية