المساجد هي بيوت الله عزّ وجلّ، وقد أضافها الله سبحانه وتعالى إلى نفسه إضافة تعظيم وتشريف، إذ قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا}، وهي أحبُّ البقاع إليه، فقد رُوي عن سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ''أحبُّ البلاد إلى الله مساجدها''.


إنّ المسجد هو البقعة الطاهرة الّتي تفيء إليها النُّفوس وتسكن إليها القلوب، حيث السّكينة والرّحمة، حيث كان أوّل عمل قام به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد أن وطئت قدماه الشّريفتان دار هجرته المدينة المنورة، هو بناء مسجده الّذي أُسِّس على التَّقوى من أوّل يوم، فكان المسجد هو الركيزة الأولى واللبنة الأساسية في تكوين المجتمع المسلم.
ولهذا أمر الله سبحانه وتعالى ببناء المساجد وعمارتها ورفعها وتطهيرها، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّما بُنِيَتْ لِذِكرِ الله والصّلاة فيها وقراءة القرآن'' أخرجه أحمد.
فلا يجوز فيها السب والشتم، ولا غير ذلك من الأقوال والأعمال المحرمة، كما لا يجوز فيها النوم والتجارة واللعب و...
فبالرغم من أنّ الله تعالى قال: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ والآصَال}، إلاّ أن الكثير من النّاس يخالف صريح هذه الآية الكريمة، حيث تجد البعض يتاجر في بيوت الله (كأنّهم نسوا قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن رأيتموه يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أَرْبَحَ الله تجارتك'')، وآخرين يقهقهون بصوت عال (قال تعالى: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكِ إِنَّ أَنْكَرَ اْلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير})، وبعضهم يُشوِّش على المصلين بهواتفهم الجوالة، والبعض جعله فندقًا أو مركز راحة (إذ مع دخولك أحد مساجد العاصمة بعد صلاة الظهر تجد النّاس مستلقين على أغلب مساحات المسجد)، ووضع حذاءه بجانبه أو بجانب غيره داخل المسجد، ومنهم مَن يُقيم حلقات كلام في أمور الدنيا من دون سبب شرعي ينفع المسجد وإنّما لمجرد القيل والقال والكلام في النّاس وغيبتهم، و...
فيجب على مرتادي بيوت الله عزّ وجلّ أن يُرَاعوا حُرمَتَها وعدم رفع الصوت فيها، وألاّ يكون هناك أطفال إلاّ بصحبة آبائهم وذويهم، وتجنيب المساجد الأوساخ والقاذورات والروائح الكريهة وقص الأظافر و...